صحيفة المثقف

التناص في شعر بشرى البستاني

bushra albustaniتمهيد: بشرى البستاني شاعرة عراقية ولدت في الموصل ابان الخمسينات ونشأت بها واكملت دراستها الجامعية فيها وعينت مدرسة بمعهد المعلمات في الموصل اهتمت بالدراسات الادبية عامة والعربية بوجه خاص اضافة الى اهتماماً بالدراسات الاكاديمية مما جعلها تأتي بهذه اللوحات الشعرية والانتاج الغزير وبشرى شاعرة بالفطرة تفصح عما يخالجها من شعور وافكار (1) .

وهي شاعرة وناقدة وصحفية عراقية تنتمي الى الجيل السبعيني في العراق، انتقلت بعد ذلك الى بغداد لتكمل دراستها الجامعية في قسم اللغة العربية بكلية التربية جامعة بغداد، وعادت الى الموصل بعد نيلها شهادة البكالوريوس بمرتبة الشرف لتعمل مدرسة لمادة اللغة العربية في مدارسها ثم انتقلت بعد نيل شهادتي الماجستير والدكتوراه بدرجة امتياز انتقلت الى التدريس الجامعي في كلية اداب جامعة الموصل وما تزال فيها، استاذة الادب والنقد العربي نالت لقب الاستاذية في عام 1998م ولقب الاستاذ الاول على جامعة الموصل في عام 2000م .

شاركت البستاني خلال مشوارها العلمي والثقافي في اعمال اكثر من خمسين مؤتمرا علميا في الجامعات العراقية والعربية واكثر من خمسين مؤتمرا ثقافيا وابداعيا وعربيا وعالميا، كما مثلت العراق في مؤتمرات علمية وابداعية عالمية وعربية منها مؤتمر المرأة الاول في براغ ومؤتمر الثقافة والفنون في المانيا ومؤتمر المبدعات العربيات في تونس وبيروت وعمان، وقد تناولتها (موسوعة اعلام الموصل في القرن العشرين للدكتور عمر الطالب).(2)

نشاطاتها التدريسية والمهنية:

عملت مدرسة للغة العربية في اعدادية الموصل ودار المعلمات ومعهد المعلمين ومديرة لاعدادية الكفاح حتى عام 1988م عملت وما تزال تعمل استاذة للادب والنقد في كلية الاداب جامعة الموصل 1985م وحتى الان، اشرفت على الفعاليات الابداعية للطلبة في تربية نينوى طيلة عملها فيها، شاركت في الانشطة الثقافية للمنظمات الجماهيرية من خلال مسؤوليتها عن لجنة الثقافة والاعلام والفنون في الاتحاد العام لنساء العراق 1974-1994م، عملت في اللجنة المركزية للاشراف على الامتحانات الوزارية العامة في جامعة الموصل ومسؤولة لجنة الاشراف على الانشطة الابداعية الشبابية في الادب بجامعة الموصل من عام 1989م وحتى الان .(3)

اسهمت في تأليف اكثر من عشرة كتب في الادب والنقد والاجتماع وحقوق الانسان منها، ملتقى المربد وحقوق المواطنة والنقد الاسلامي وستة كتب في ملتقيات مهرجان المربد الاشوري ببغداد او من عام 1996-2002م مستشارة في مجلتي اداب الرافدين والتربية والعلم الاكاديميين، رئيسة تحرير مجلة حروف الالكترونية الصادرة عن مؤسسة السياب محررة كتاب التداولية في البحث اللغوي والنقدي مؤسسة السياب .(4)

مجموعاتها الشعرية:

ما بعد الحزن بيروت النهضة 1973م، الاغنية والسكين بغداد 1975، انا والاسوار جامعة الموصل 1977، زهر الحدائق بغداد 2002، ما تركته الريح دمشق 2002، الحب 2003 شعر، مائدة الخمر تدور، دار دجلة الموصل 2004، اندلسيات لجروح العراق بيروت 2010، مخاطبات حواء القاهرة 2010، عين عمان 2011، خماسية المحنة عمان 2011، هواتف الليل قصص عمان 2012.(5)

مؤلفات نقدية:

دراسات في شعر المرأة العربية عمان دار البلسم 1998، النص الشعري الجزائر دار الكتاب العربي 2002م .(6)

مفهوم التناص

أ‌- التناص لغة: اذا ما تتبعنا كلمة النص فسنجدها عند ابن منظور النص رفعك الشيء نص الحديث ينصه نصا رفعه وكل ما اظهر فقد نص ووضح على المنصة اي على غاية الفضيحة والشهرة والظهور(7)، قال الازهري: النص اصله تنتهى الاشياء وبلغ اقصاها ومنه قيل نصصت الرجل اذا استقصيت مسألته عن الشيء، حتى تستخرج كل ما عنده وفي حديث هرقل: ينصهم اي يستخرج رأيهم ويظهره ومنه قول الفقهاء نص القران ونص السنة اي ما دل ظاهرة لفظها عليه من الاحكام وانتص الشيء وانتصب اذا ما استوى واستقام والتناص من نص نصا الشيء اي رفعه واظهره ونقول نص الحديث اي رفعه الى صاحبه وقد وردت بمعنى الازدحام اذ اوردها صاحب تاج العروس فقال: تناص القوم ازدحموا(8) .

ويورد المعجم الوسيط بعض الدلالات المولدة للنص فالنص هو صيغة الكلام الاصلية التي وردت من المؤلف وما لا يحتمل الا معنى واحدا ولا يحتمل التأويل والنص من الشيء منتهاه ومبلغ اقصاه ويقال بلغ الشيء نصه وبلغنا من الامر نصه شدته(9) وعلى هذا فان النص يرجع الى التناص بهذا المفهوم .

ب‌- التناص اصطلاحا: اذا ما تتبعنا مفهوم التناص ونشأته في النقد العربي نجده مصطلحا جديدا لظاهرة ادبية ونقدية قديمة، فالتأمل في طبيعة التأليفات النقدية العربية القديمة يعطينا صورة واضحة لوجود اصول لقضية التناص فيه ولكن تحت مسميات اخرى وبأشكال تقترب اكثر من المصطلح الحديث حيث افصح الدكتور محمد بنيس ذلك وبين ان الشعرية العربية القديمة فطنت لعلاقة النص بغيره من النصوص منذ الجاهلية وضرب مثلا بالمقدمة الطللية والتي تعكس شكلا لسلطة وقراءة اولية لعلاقة النصوص ببعضها والتداخل النص بينها .(10)

وان رصد الاثر عند نقاد العرب القدامى فقد اتخذ تسميات متعددة اندرجت فيما اسموه باب (السرقات الادبية) التي خصصوا لها مجالا واسعا في الكثير من مؤلفاتهم فالشاعر مهما كانت موهبته او نبوغه الشعري، فانه يحمل نفحات من نصوص غيره ومن هذه النفحات ما هو واضح جلي ومنها ما يتطلب براعة الناقد وفصاحته للكشف عنها وما تجدر الاشارة في هذا السياق ان النقاد العرب القدامى قد اختلفوا في تشغيلهم لمصطلح السرقات بين الرفض او الاستهجان والقبول (11) فابن رشيق يذهب الى اتكال الشاعر على السرقة بلادة وعجز وتركه كل معنى سبق اليه جهل ولكن المختار له عندي اوسط الحالات .(12)

اما ابن الاثير فنجد احيانا يقول: ذلك من احسن السرقات .(13)

(وليس في السرقات الشعرية اقبح من هذه السرقة ...)(14)

وهكذا فان كل ناقد يدل برأيه على هذه القضية .

وتوجد بعض المواقف النقدية الاخرى لنقاد كانوا اكثر اعتدالا في تقديم تصوراتهم حول هذه العلاقات بين النصوص واخراجهم للسرقات من دائرة الاتهام باستخدام مصطلحات اخرى تتوارد الخواطر والاحتذاء والاقتباس .(15)

ومن هؤلاء النقاد عبد القاهر الجرجاني وابو هلال العسكري وعبد العزيز الجرجاني الذي يرى انه لا يدخل في باب " السرقات الشعرية " المعاني المشتركة بين الناس " ومتى انصفت علمت من اهل عصرنا ثم العصر الذي بعدنا اقرب فيه الى المعذرة وابعد عن المذمة لان ما تقدمنا قد استغرق المعاني وسبق اليها واتى على معظمها ... ومتى اجهد نفسه واعمل فكره، واتعب خاطره وفكره في تحصيل معنى يظنه غريبا مبدعا ونظم بيت يحسبه فردا مخترعا ثم تصفح عنه الدواوين لم يخطئه ان يجتد بعينه او يجد له مثلا يغض من حسنه ولهذا السبب اضطر على نفسي ولا ارى لغيري بيت الحكم على شاعر بالسرقة (16).

اما في النقد الحديث فقد احدث التناص حراكا واسعا وشغل الحداثيين جميعا واثار بينهم جدالا نقديا كان مؤداه اختلاف النقاد العرب على ثابتة ايجاد صيغة لفظية او ترجمة موحدة او قيمة لغوية لمصطلح التناص، فأحيانا تترجم الى التناص واحيانا اخرى تترجم الى بينصيه، التزاما بامانة نقل المصطلح باللغة الانجليزية، وربما تكون الترجمة الاخيرة اقرب الى المصطلح في لغته الاصلية والذي يجزئه بعض النقاد الحداثيين الى (بين – inter) و(نص- text) فيكون التعبير الاكثر دقة هو (بين – نص) .(17)

فمحمد مفتاح مثلا – حاول في دراسته التوفيق بين عدة مفاهيم غريبة للمصطلح مستخلصا ان التناص هو تعالق الدخول في علاقة) نصوص مع نص حدث بكيفيات مختلفة .(18)

ويرى ان التناص ظاهرة لغوية معقدة تستعصي على الضبط والتلقين اذ يعتمد في تميزها على ثقافة المتلقي وسعة معرفته وقدرته على الترجيح مع الاعتماد على مؤشرات في النص تجعله يكشف عن نفسه ويوجه القارئ للامساك به .(19)

ويؤكد مفتاح على ان النقد العربي قد حفل بمصطلح التناص منذ بداية السبعينات من القرن العشرين ولكن تمت انذاك بصورة فيها الكثير من الخلط والتشويق والتداخل بين مفهوم التناص وعدة مفاهيم اخرى مثل " الادب المقارن " المثاقفة ودراسة المصادر والسرقات اضافة الى استعماله احيانا كان لا يخضع لاي ضابط فكري او منطقي .(20)

ويسمي محمد بنيس النص الاصلي بالنص الغائب ويؤكد على ان الحضور الاقوى دائما هو للنص الحاضر، يقول ((لا شك انا لمسنا للنص الغائب من خلال التداخل النصي وهجرة النص محدودة للغاية من حيث استقصاء التحليل ونشير الى ان هناك طرائق نصية عديدة يمكن قراءتها ضمن التداخل النصي)) .(21) اما شريل داغر فيشير الى ان الادب المقارن ينتظم على اساس مقارنة بين نصين، بين نص سابق التحقيق تاريخيا بوصفه النص الاول والاصل وفاعل التأثير والنسخة والخاضع للتأثير بالتالي من جهة ثانية، وهو نظام يشبه في اساسه بناء العلاقات في الترجمة اما التناص عنده فانه يتجنب بل يقلب تماما هذا الاساس التفاضلي اللازم في اي عملية مقارنة اذ انه يسقط مبدأ المقارنة نفسه ويجعل من النص المطلوب دراسته بنية في ذاتها وان تضمنت عناصرها وعلاقاتها ما يشدها الى النصوص واقعة قبلها وخارجها .(22)

اما الناقد سعيد يقطين فقد استعمل مصطلح (التفاعل النصي) في كتابه (انفتاح النص الروائي) كــ(مرادفا لمصطلح التناص والتناص في رأيه ليس الا واحدا من انواع التفاعل النصي) .(23)

لذلك فالتفاعل النصي – عنده – اعم من التناص فالنص ينتج ضمن بنية نصية سابقة فهو يتعالق بها ويتفاعل معها تحويلا او تضمينا او خرقا، وبمختلف الاشكال التي تتم بها هذه التفاعلات والنص عند سعيد يقطين ينقسم الى بنيات نصية منه (بنية النص) وهو الذي يتصل (بعالم النص) لغة وشخصيات واحداثا وقسم اخر نسميه (بنية التفاعل النصي) كالمتفاعلات النصية – ايا كان نوعها – التي تستوعبها بنية النص وتصبح جزءا منها ضمن عملية التفاعل النصي).(24)

مصادر التناص في شعر بشرى البستاني

كما نعلم ان التناص ظاهرة شغلت الكثير من العلماء وشعر الرواد ملئ بالنصوص الموروثة المختلفة الانتماء والمستوى فالنصوص التراثية الحاضرة في شعرهم تنتمي الى الحقل التراثي الادبي والحقل الديني والحقل الاسطوري واما مستويات التوظيف مختلفة ايضا فهي تجارب الرواد المبكرة تبدو كأنها نوع من الاستعراض الثقافي ولكنها تحولت بالتدرج، الى توظيف فاعل متفاوت التأثير والحضور في النص الشعري الحديث (25).

اي ان مصادر التناص تتنوع عند كل شاعر .

بيد ان هذا التنوع في مصادر التناص تشمل على تداخل يصعب معه الفصل بينهما ولعله بسبب من هذه الصعوبة نجد اختلافا بين النقاد في النظر اليها فمنهم من يجعلها جميعا تحت مظلة المصادر التراثية على اعتبارين الدين والاسطورة جزء لا يتجزأ من التراث الانساني ومنهم من يصنفها مضمنا التاريخ والدين تحت بند واحد وهو التراث في حين يفرد للاسطورة بند اخر، لما في الاسطورة بأصولها الموغلة في القدم من فكر قد يتعارض مع ما يذهب اليه الدين .(26)

لذا فان الشاعرة بشرى البستاني تعدد في شعرها التناص فقد وجدت في ذلك دلالات متعددة وخصبة للتوظيف الشعري وهذا يعود الى ثقافة الشاعرة التي ساعدتها في ان تتبنى الكثير من ذلك في شعرها .

وكما نعلم ان التناص قد يكون داخليا وقد يكون خارجيا فالتناص الداخلي هو حوار يتجلى في توالد النص وتناسله وتناقش فيه الكلمات والمفاتيح او المحاور والجمل والمنطلقات والاهداف والحوارات المبائرة وغير المباشرة اما التناص الخارجي فهو حوار بين نص ونصوص اخرى متعددة المصادر والوظائف والمستويات بحيث يبدو النص حوارا بين النص وكاتبه وما يملكه المتلقي من ثقافات سابقة .(27)

فمن القصائد التي ورد فيها التناص الداخلي:

بانتظار القصف

دقت الصافرة ...

ستأتي الصواريخ

دقت الصافرة

وهو الوقت لا ينقضي (28)

فقد شكل تكرار (دقت الصافرة) تناصا داخليا كونه لازمة قبلية افتتح بها النص تكررت في ثناياه ...

لتضفي ايحاءات ايقاعية ودلالية عليه وتوحي بالانذار وتبعد عن حالة التوتر التي يعيشها الانسان زمن انتظار القصف .(29)

وكذلك نجد تناصا داخليا في قصيدة خيمة

يا شلال الوطن العربي

الطالع من ليل الكفران

المطعون بضيم حزيران

المقتول بذل الانسان(30)

هنا كأنما تشكل حوار مع الوطن العربي فهنا كأنما الوطن طعن بحزيران وقتل بذل الانسان وهكذا يتشكل التناص الداخلي عند الشاعرة .

اما التناص الخارجي فنجده في شعرها من خلال تداخل نص مع نصوص اخرى فقد يتمثل هذا التداخل بالتناصات القرانية او التاريخية او الاسطورية .

وعلى هذا فان دراستي لمفهوم التناص تبين او تبرز اهمية الاقتباس والتضمين من المصادر الدينية .

وتفاعل الشاعرة في ابداعها اذ تفاعل الشاعرة مع النص القراني جعل للنصوص ذات سلطة واهمية في النفوس بمعنى ان لها تأثير لذا فان اول ما سأبدأ به هو:

اولا: التناص الديني: ونعني بالتناص الديني القران الكريم والحديث النبوي الشريف وكذلك الكتب السماوية لذا فهو يعرف عادة بالاقتباس.

التناص مع القران الكريم: (اعطى القران الكريم الحرية في التأمل الجمالي ودعا الى الاغتراف من منهله العذب)(31)و على هذا الاساس نلمح في عدة قصائد تناصا مع القران الكريم فمن هذه القصائد:

بانتظار القصف

لضرب الرقاد

وشد الوثاق

لضرب بلا فدية (32)

اذ جاء التناص مع سورة محمد التي كان لها اسم اخر هو سورة القتال وهو اسم حقيقي لها، فالقتال موضوعها ويشكل عنصرا بارزا فيها وهو في صورها وظلالها وجرسها وايقاعها تبدأ السورة باعلان حرب على الاعداء بل هناك امر صريح بها (33) (فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى اذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق فامـــا منا بعد واما فداء، حتى تضع الحرب اوزارها)(34)، ان الاية الكريمة تؤكد لقاء الطرفين للقتال في حين لا نجد في النص لقاء بين طرفين بل نجد قوى غاشمة تعلن الصافرة عن مجيئهم لقتال الطرف الاخر بمنتصف الليل حيث الناس نيام مطمئنين ان هذه القوى اختار الليل غيلة وغدرا لتكون اكثر تخفيا .ويكون عملها اكثر قسوة وايلاما في الوقت الذي ينص فيه النص القراني على قتل الكثير من الكفار ثم الاسر لاخرين الذين سيطلق سراحهم وبعد انتهاء الحرب بفدية او بأسرى)(35)

فمتى تضع الحرب اوزارها ؟(36)

نجد فيها تناصا مع ايات القران الكريم منها:

(ووضعنا عنك وزرك)(37)

(كلا لا وزر).(38)

(ولا تزر وازرة وزر اخرى)(39)

(فانه يحمل يوم القيامة وزرا)(40)

(الا تزر وازرة وزر اخرى)(41)

(ولكنا حملنا اوزارنا من زينة القوم فقذفناها)(42)

وكذلك نجد ايضا مع الحديث النبوي الشريف وجاء في الحديث النبوي الشريف عن سلمة بن نفيل الكندي قال: كنت جالسا عند رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقال يا رسول الله اذا ال الناس الخيل ووضعوا السلاح وقالوا: لا جهاد قد وضعت الحرب اوزارها ؟

فاقبل رسول الله (صلى الله عليه واله) وجهه وقال: كذبوا)(43)

وكذلك نجد تناصا في قصيدة (بانتظار القصف):

حجرا

حجرا

تنزف الارض محنتها...(44)

فيعد هذا النص تناصا مع قوله تعالى:

((اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها وقال الانسان ما لها) .(45)

وكذلك ما جاء في قصيدة (اندلسيات لجروح العراق):

دبابات الغزو تدور

يلوث ثوبي نفث الدبابات

تثقب روحي عين الامريكي الرافل بالزبد (46)

تناصا مع الاية الكريمة (فأما الزبد فيذهب جفاء)(47)

لذا فانه لا شك ان تستحضر الشاعرة لغة القران الكريم ووضعها في شعرها يشير الى عملية التفاعل القائمة بين النصين .

فالشاعر عندما يستدرج الى قصيدته نصا فلابد ان يذوب ذلك النص ويدمجه في السياق الجديد فيضيف النص الغائب الى الحاضر قوة خفية .(48)

وعلى هذا نجد الموروث الديني مصدرا لكثير من المعاني التي استوحاها الشعراء المعاصرين .

ثانيا: التناص التاريخي: استعانت الشاعرة باحداث تاريخ عصرها متخذة منها رمزا حيا لتصوير واقع الاندلس كما جاء في قصيدة اندلسيات لجروح العراق حيث استحضرت الكثير من الاحداث التاريخية المهمة وهكذا فان الشاعرة اما تستحضر شخصيات تاريخية بارزة او اماكن تاريخية، فلست هنا بصدد اعادة كتابة التاريخ وانما بصدد الاشارة فقط الى ما وظفته شاعرتنا من احداث تاريخية تحرك المشاعر والاحاسيس وذلك ما جاء في قصيدة (اندلسيات لجروح العراق):

دبابات القتل تدور

بغداد ...

سمرقند

غرناطة تنهد

ثانية يوغل هولاكو في قمصان المدن التعبى (49)

ثم تقول:

وقلب الليل ينزف اندلسا اخرى

وفلسطين

تطلع من عين غزال(50)

غرناطة تعدو في قمصان الليل

يلاحقها الذئب التتري

تصل البصرة

يوقفها الامريكي السلك الشائك

تزحف في ذي قار

بين جذور النخل الممتدة من اوتار الحزن

بسومر

حتى قلب النار...(51)

فنجد في كل جزء من النص استحضار لجزء من التاريخ فقد استحضرت الشاعرة واقع العراق وما حصل له من الحروب فوجدت ان ذلك ينطبق على واقع الاندلس فنجد في كل نص ملحما تاريخيا تعبر عنه الشاعرة بتراكيب محملة بالاسى والحزن على ذلك الواقع الذي حصل لتلك المدينة الجميلة المشتهرة بطبيعتها الجذابة فكذلك العنوان الذي جاءت به الشاعرة وهو اندلسيات لجروح العراق حيث ارادت به الشاعرة ان تقول ان واقع العراق وما حصل له هو نفسه للاندلس حيث انها ذكرت في الابيات السابقة احداث تاريخية مهمة حصلت للعراق، فهنا الشاعرة تعبر عن مدى حزنها لهذه المدينة الجميلة كما انها ذكرت شخصيات تاريخية كان لها دور كبير في تدمير البلاد ومن ذلك ما جاء في قولها في قصيدة اندلسيات لجروح العراق:

هولاكو يترصدني ..

يقطع رأسي

يودعه في صندوق مقفل ...

يرميه في البحر

يدور البحر

اللعبة ترتد على نحر البارجة الامريكية

تتحرر من قلبي لغتي

اطلقها نحو الضفاف

وابكي ...(52)

هنا وجدت الشاعرة ان هولاكو والامريكي هما كانا السبب في تدمير البلاد والخراب الذي حصل له كان بسببهما اذ اشتركا في تدمير المدن وكذلك ذكرت شاعرتنا العراقية شخصيات تاريخية بارزة ومهمة في نفس القصيدة .

ابو تمام ينشر بائيته فوق الضفاف

الكرخ، الدبابات

السياب يشكل رأسا ينزف منه الحلم .(53)

 كما ذكرت المتنبي ايضا في القصيدة نفسها حيث تقول:

المتنبي يشعل اشجار الكوفة

والاقمار ...(54)

 التناص الاسطوري

يعود استخدام الشاعر العربي للاساطير الى العصر الجاهلي اذ استخدم بعض الشعراء الجاهليين بعض الاشارات الاسطورية كالاشارة الى حكاية زرقاء اليمامة اسطورة هامة الصدا ... الخ، الا انها كانت عبارة لا تمثل منهجا في توظيف الاسطورة)(55)

ولتوظيف الاسطورة في شعر بشرى البستاني اهمية كبيرة تنبع من حضورها في الثقافة كأنما الاسطورة تعبر عن خيال، لانها هي التي تساعد على التخيل اي الاسطورة كما ان الشاعرة عندما تذكر الشخصيات الاسطورية تحاول ان تربطها باحداث حياتها المعاصرة فعندما نقرأ للشاعرة نجد هناك شخصيات اسطورة كثيرة وكما نعلم ان الاسطورة كانت موجودة في العصر الجاهلي ادت الاسطورة دورا بارزا وكبيرا في حياة العرب في الجاهلية وفي العصور التالية وكان للعرب اساطيرهم الخاصة بهم وقد تضمنت الكثير من الخرافات من الخرافات والسحر والشعوذة وهذا ليس غريبا اذا ما عرفت ان اجداد العرب من سومريين واشوريين وبابليين قد كانت حياتهم حافلة بالاساطير والخرافات المرتبطة بالطقوس الدينية والمعتقدات وطابع حياتهم الذي كشفه الاثاريون المنقبون عن الاثار والعلماء الانثروبولوجيون .(56)

فالاسطورة لها ارتباط ومدلول بعقيدة الانسان العربي سواء كان وثنيته وهو يعبد الالهة (الاصنام) ام في عصر صدر الاسلام وتكوين الدولة العربية اذ نرى ان الاسطورة ترتبط بالعقلية الشعبية (من الشعب) لجميع الناس وتكون من ذلك التراكم المعرفي عبر الزمن وعلى فترات طويلة وغالبا ما تكون في بداية الامر شفاهية تنتقل على لسان المنشدين وتنطلق من افواههم وهم ينشدونها على جمهور واسع من المستمعين حتى يأتي زمن تدون فيه تلك الاسطورة او الملحمة وحين ذلك تأخذ الحكاية الاسطورية شكلها وطبيعتها ومغزاها من البيئة التي ولدت فيها اول مرة ومن البيئات التي دونت فيها لذا نرى ان اغلب الاساطير في الشعر العربي القديم هي عبارة عن اساطير سابقة.(57)

وهكذا تطورت الاسطورة حتى وصلت الى الشعر العربي المعاصر وعلى هذا الاساس نجد هناك للاساطير ذكرا كثيراً في شعر الشاعرة بشرى البستاني فمن القصائد التي ورد فيها ذكر للاسطورة قصيدة الفتيات الى شهيدة فلسطين:

وزمان يكذب الكهان في زورقه حتى الصباح

حجر الكاهن ينشق

سماء الحب ترتد

جدار الحب يهوي

يطلع العلقم من قلب الندى...(58)

حيث رسمت هنا صورة خيالية وجاء فيها ذكر للكاهن وكما نعلم بان الكهان كانوا موجودين بكثرة في العصور التي سبقت العصر الحديث كأنما كان هو اسطورة تاريخية موجودة في تلك العصور والشاعرة تعبر هنا عن مدى حزنها على تلك الشهيدات وتقول ان قلبها يتلوع مثلما ينشق حجر الكهان .

كما ان ذكر الاساطير يحدد عند الشاعرة فمن شعرها الجميل ذكر الاسطورة الجميلة المعروفة وهي (مجنون ليلى) حيث تقول في قصيدة (مكابدات ليلى في العراق):

وجنة (ليلاك) على الحديدة

باردة شريدة

تبحث عن جنية عربيدة

ترش نيرانا على الخيام

اصابع الحصار ..

اصابع الموت

وسلخ الجلد

والدمار(59)

وكذلك ما جاء في قصيدة بغداد:

تحط الخيول على بابها

تتأهب للموت مذبوحة بالصهيل ...

تحط الطيور على سورها

تتأهب للشدو

مأخوذة بالعبير...(60)

وهكذا فان الشاعرة صورت هذه الاسطورة الجميلة وهي بغداد الخالدة .

اللغة الشعرية عند بشرى البستاني

كما نعلم ان كل مرحلة لها تغيراتها التي تنعكس اثارها على الشاعرة فان البيئة التي عاشت فيها شاعرتنا كان لها اثر على انتاج شعرها وان تخرج لغتها سهلة مبسطة جميلة تجذب جميع القارئين لها .

فالحياة والزمن والبيئة لها اثر على الشاعر فهذا الى ان يتخذ لغة معينة واسلوب خاص ينفرد به عن بقية الشعراء وهذا ما حصل بالفعل للشاعرة بشرى البستاني .

واللغة الشعرية تراكيب مكونة من كلمات مصنوعة بانساق معينة ... وهي فن لغوي لانتاج (نوع من الوعي لا تثيره فينا مشاهدة العالم اليومية)(61)

وهذا يعني ان الشعر هو فن اللغة .(62)

وعلى هذا الاساس فان اللغة وسيلة التفاهم بين الجميع فان الانسان لا يستطيع ان يفهم الاخر من دون وجود لغة معينة .

وعلى هذا سوف ادرس اساليباً مهمة كان لها استحضار في شعر الشاعرة بشرى البستاني هذه التراكيب تحتل مرتبة كبيرة في مجال دراسة الشعر من الناحية الفنية يقول بيرجيرو (الاسلوبية من بين كل المعارف الانسانية اكثر من غيرها انها في مركز حركة الجدل بوصفها مسخرة صحيحة دائما والتحليلات اكثر دقة والتصنيفات اعمق تنظيما)(63)

وسوف اتطرق قضايا اسلوبية مهمة عند الشاعرة ومن هذه الاساليب:

اولا: الاستفهام: يلعب الاستفهام دورا مؤثرا في كشف غموض التجربة الشعرية فهو يأتي نتيجة لامكانات هذا الاسلوب من ناحية وقدرة الشاعر على استخدامه استخداما فنيا وتوظيفه ي السياق توظيفا جيدا من ناحية اخرى .(64) ومهما يكن من امر فالتساؤل يتناقض ورفض ثبات الاشياء وكشف ما تنطوي عليه من مفارقة لا تتضح الا بالسؤال)(65)

وعند ملاحظة الاعمال الشعرية نجد ورود اسلوب الاستفهام بكثرة عند الشاعرة ربما يكون هذا تساؤلا عن شيء يثير قلقا لديها وتعبيرا عن حزنها او اشتياقها فتتسائل عنه فمن القصائد التي ورد فيها اسلوب الاستفهام:

قصيدة انا والاسوار

ايتها الوردة الجبلية

اجيء ام تأتين ...؟

ايتها الشمس الجبلية

اجيء ام تأتين؟

ايها الثلج الجبلي ...

اجيء ام تأتين ؟؟(66)

حيث تكرر الاستفهام اكثر من مرة في هذه القصيدة يعبر عن سؤال الشاعرة للشمس الجبلية والثلج الجبلي اي ان هذه جميعها تعبر عن ذات الشاعرة .

 وكذلك ما جاء في قصيدة زيارة:

اصيح:

من بالباب ..؟

لا يجيب ..

اصرخ من هناك ..؟

يستريب(67)

وتقول في ورقات مصغرة في الحزن:

من اين لهذه العروق دم؟

ومن سيكسو الهيكل العظمي لحم ...

والشمس في كهوفها (68)

وتقول ايضا في قصيدة الفتى شاذل:

واحكي لوجهك

(وهل انت خائف ؟)(69)

وغير ذلك مما لجأت اليه الشاعرة في قصائدها وكذلك ما جاء في قصيدة العراق:

اهذا زمان الرجوع؟

اذن

انت تكتبه

وتهادك سرا يمزقنا

لا نبوح به(70)

تطرح عملية التساؤل (اهذا) على الخائنين البائعين استفزازا باغيا في استدعاء الماضي وتوظيف افعاله داخل احداث النص اذ كيف يعاد زمان الامجاد والازدهار ما دمتم تمارسون فعل الخيانة ؟ وتذكرهم بالسر المسكوت عنه الذي يمارس فعل الالم والعذاب على الذات الشاعرة (يمزقنا)(71)

وتقول ايضا في قصيدة موسيقى عراقية:

وماجت جبالا

وفاضت بحارا

وسالت انين

قال هذا الفؤاد

ما لا ...؟(72)

والى جانب اسلوب الاستفهام هناك اسلوب اخر وهو:

ثانيا: النداء: ورد استعمال النداء بكثرة في قصائد الشعراء سواء كان لنداء القريب او البعيد .

فمن القصائد التي ورد فيها اسلوب النداء قصيدة الاعتراف:

ايها الفرح النازف المجرح عيني..

تعال الى هنا ..(73)

وكذلك قولها في قصيدة الفارس:

ايها الجميل المطار

تعال .. لا تجيء ..

ايها الجميل المضطهد

تعال .. لا تجيء..(74)

وكذلك ما جاء في قصيدة العبور:

ايها الربيع الخريف..

ايها الشتاء الدافئ المنسابة فيه اغنيتي

ايها الصيف المورد العينين

يا كل الفصول انت ...(75)

وهذا كله يعبر عن ذات الشاعرة وما تريد ان تصل اليه .

ثالثا: التكرار:

اسلوب التكرار يحتل موقعا بارزا في الشعر العربي قديما وحديثا وله ضوابط تحكمه وتحكم قيمته الفنية في بناء الاسلوب الشعري وقد المحت الى ذلك نازك الملائكة قائلة: ((والقاعدة الاولية في التكرار ان اللفظ المكرر ينبغي ان يكون وثيق الارتباط بالمعنى العام، والا كان لفظة متكلفة لا سبيل الى قبولها كما انه لابد ان يخضع لكل ما يخضع له الشعر عموما من قواعد ذوقية وجمالية وبيانية)) .(76) وعلى هذا ورد اسلوب التكرار عند الشاعرة اكثر من مرة سواء كان تكرار للحرف او الكلمة او الجملة .

1- تكرار حرف: ورد تكرار الحرف اكثر من مرة ومن ذلك حرف الجر (في) حيث تقول في قصيدة العراق:

وفي لحظة شوق

ما بين شعبتين

في شجر الجوز

في جذوع اللوز ليخبئ تاريخ اسور

في جنبات الصنوبر(77)

وهكذا فان تكرار هذا الحرف يناسب الحالة المكانية التي هو عليها .

وكذلك ورد تكرار الحرف (على) والذي يدل على الاستعلاء في قصيدة

الشهيدة

على مرفأ النافذة

على كتف سيارة جاثية

على التل اذ نلتقي كل ان...

واصغي لنبع يدور على وقع لهفتنا

يستريب المكان ويغضى

وتذبل كف الزمان ..(78)

فالشاعرة عندما تستخدم هذه الحروف تعطي لكل حرف اهميته في بناء القصيدة .

2- تكرار الكلمة: ورد تكرار الشاعرة للكلمة في اكثر من قصيدة سواء كانت اسميه ام فعلية ومن ذلك ما جاء في قصيدة بانتظار القصف:

الياسمين غفا

السرو كان سيغفو(79)

فتكرار الفعل (غفا – سيغفو) يثير الاحساس بالامان والطمأنينة فضلا عن تكرار صوت السين المهموس الذي يضفي ايقاعا داخليا على النص ويوحي بالجمال والامان .(80)

ونجد في النص حسب ياكبسون نسقا من التناسبات المستمرة على مستويات متعددة منها المستوى النحوي التركيبي والمستوى الصوتي والدلالي فضلا عن تنظيم وترتيب الترادفات المعجمية وهذه المستويات تترابط مع بعضها بوساطة التوازي وتخلق انسجاما واضحا وتنوعا كبيرا .(81)

ومن قولها في قصيدة بانتظار القصف

على صوتها فر سرب الطيور

وسرب الطفولة

فرت شوارع امنة

وحقول ..

وفرت (لماذا ..!)

باعين كل المرايا

وفر الحنين الى نخل اهلي (82)

ان تكرار الفعل (فر) يضفي ايقاعا على النص مؤكدا خوف الذات الشاعرة الذي اسقطته على سرب الطيور وسرب الطفولة والطفولة والشوارع والحقول والحنين الى نخل الاهل تثبتا بالجذور وملاذا من شبح الموت بالخيوط التاريخية الحية رامزة لها بالنخل شجرة العرب الخالدة في صحرائهم قبل الاف السنين .(83)

وان مجيء الاستفهام (لماذا ...!) التي تتكون من لام التحليل وما الاستفهامية بتقدير محذوف وهو جملة لماذا فاعلا للفعل (فرت) انما من باب احتواء اللغة الشعرية لكل ما هو متوقع اذ اراد النص ان يحقق دلالة نهوض اسئلة جمة كل سؤال فيها يحمل دهشته من ظلم ما يحصل ويحمل عجبه واستغرابه فجاء اسم الاستفهام مكثفا كل تلك الاسئلة ملخصا توجيهاته الاليمة وهي تبصر معالم الظلم والعدوان .(84)

اما في قصيدة عن الارض والاشياء الاخرى

كنت انت الماء

كنت النار

كنت الحلم يكبر في جذور الشمس

كنت حبيبتي انطفأت عيون الريح (85)

هنا تكرر الفعل (كنت) في اكثر من مرة دلالة على شوق الشاعرة للارض التي تسكنها فتخاطبها بحرارة وشوق والم كأنما حصل شيء بها او دمار فالفعل (كنت) يدل على الماضي، اي انه كان لها ماضي جميل على ارضها وبعد ذلك تحول كل شيء على هذه الارض .

كذلك نجد تكرارا اخر استعملته الشاعرة وهو:

3- تكرار الجملة: ورد تكرار جملة في اكثر من قصيدة ومن ذلك قصيدة "شجرة الرمان " حيث تكرر القول في (شجر الرمان اكثر من مرة .

حيث تقول في المقطع الثاني من القصيدة:

في شجر الرمان

اختبأت اسراب طيور الجنة

غنت ..؟

اما في المقطع الثالث:

في شجر الرمان

رأيت الاسوار تمد حبائلها

بين الاغصان(86)

وكذلك استمرت الشاعرة هكذا حيث ارادت ان تعبر عن شيء معين يكمن في ذاتها في هذه الشجرة .

وكذلك ما جاء في قصيدة (تسللات) حيث تقول في المقطع الرابع:

بهدوء يتسلل نحوي ..

يزرع اسئلة لا تنتظر الرد ..؟(87)

ثم تقول في المقطع الخامس:

بهدوء يتسلل نحوي

يعطيني لفافة تبغ..(88)

وكذلك تكرار هذه الجملة في المقطع السادس والمقطع السابع والثامن فارادت الشاعرة ان توصل من خلال هذا ما يصاحبها كل صباح فعبرت عن ذلك بمزيد من الالم والحزن .

هكذا تستمر الشاعرة في استخدام اسلوب التكرار وتضفي عليه اهمية كبيرة لانه يوصل الفكرة التي تريد ان تعبر عنها .

الصورة الشعرية:

تؤدي الصورة دورا كبيرا في الكشف عن عواطف قائلها وبحسب قدرته على ايصالها الى القارئ (المتلقي) فالشاعرة عندما تلجا الى الصورة الشعرية تكون معبرة عما في ذاتها تفصح عن كل ما ترنو اليه وقد تعتمد في ذلك على حسها فتخرج الصورة سهلة معبرة عن مكنونات الشاعرة كما انها عندما تلجا لى رسم الصورة تعبر عن كل ما يخطر لها فتقوم بتصويره لنا حتى اننا عندما نقرأ لها نجد انها كثيرا ما تعتمد على خيالها في تشكيل هذه الصورة الجميلة .

فالقيمة الكبرى للصورة تكمن في انها تعمل على تنظيم التجربة الانسانية الشاملة للكشف عن المعنى الاعمق للحياة والوجود .(89)

فهي ليست منهجا في بناء القصيدة وانما هي اسلوب تفكير وتعبير وموقف من العالم .(90)

ومن هذه الصور:

1 – الصورة التشبيهية: وقد انتشر التشبيه في اللغة وكثر في اشعار العرب فجعلوه احد مقاييس التميز الادبي كما ان بلاغته تنشأ من انه ينتقل من الشيء نفسه الى شيء ظريف يشبهه وصورة بارعة تمثله وكلما كان هذا الانتقال بعيدا قليل الحضور بالبال او ممتزجا او كثير من الخيال كان التشبيه اروع الى النفس وادعى الى اعجابها واهتزازها "(91)، وعلى هذا فقد كثر التشبيه في قصائد الشاعرة فتقول في قصيدة " هديل الحمام ":

صامد كالرياح

ومر كطعم الهزيمة ..

وجعي فيك منكفئ

صاروخ

ذابل

يستغيث من الغصة المستديمة ...(92)

 وتقول كذلك في قصيدة " الوطن ":

يتمشى عطرك في

كالليل الرطب بغاب الورد (93)

2 – الصورة الاستعارية:

حيث يقول عبد القاهر الجرجاني:

اعلم ان الاستعارة في الجملة ان يكون في اللفظ اصل في الوضع اللغوي معروف تدل الشواهد على انه اختصت به حين وضع ثم يستعمله الشاعر او غير الشاعر في غير ذلك الاصل وينقله اليه نقلا غير لازم، فيكون هناك كالعارية .(94)

حيث نجد انها تشكل صورة جميلة في قصيدة:

البستان

اشجار البستان

تدنو في وجل مني

تمس هذا الليل احد يمضي

هذا يوم اخر يأتي(95)

فصورت شجر البستان كأنما يدنو نحوها .

 وتقول في القصيدة نفسها:

او بركانا تمتد سواعده نحوي

تغلق نافذتي

تقذف فوق سريري النار (96)

حيث شكلت صورة استعارية هنا بأنها جعلت للبركان سواعد كأنما يتجه نحوها ويغلق النوافذ وبعد ذلك يلقي بنيرانها على فراشها كما ان الافعال لها علاقة بتحولات الزمن عندها .

وكذلك تقول:

تقطف لي نجمات الفجر

تخبئها تحت وسادي

وتغني لي اغنية الحوريات

مع ابن السلطان(97)

تشكلت صورة جميلة اي ان الشاعرة كأنما تريد ان تقول لنا ان الشعر بطوله كأنما يقطف لها النجم وبحركتها تصدر اصواتا جميلة كأنما تغني لها .

وعلى هذا فقد ابدعت الشاعرة في ايصال هذه الصورة الجميلة التي تعبر عن مكنونات ذاتها .

3 – الصورة المنفردة: التي تعتمد على التصوير الحسي حيث ان الشاعر يصور من خلالها صورة جميلة تؤثر في نفسه وتولد عنده مجموعة من الاحاسيس، ونرى هذه الصورة في قصيدة الارض:

ايتها الغراء ..

ايتها الغزالة التي تنام في العراء

لا تفزعي ان جئت للشهادة (98)

وتقول في قصيدة " الغريب " حيث تقول:

الزائر الغريب

يطرق بابي في كل يوم خائفا

يطرق في منتصف الليل (99)

حيث رسمت صورة مفردة للزائر .

4 – الصورة المركبة:

حيث تتكون من توالي عدة صور حيث لو سقط جزء منها لم يكتمل البعض الاخر في بناء القصيدة .

ومن ذلك ما جاء في قصيدة " عزف لؤلؤة التاج ":

كان دخان اسود يحاورها يستغرقها

كان الليل يحاورها ..

عن طارقة تأتي

وتذهب

متنكرة في زي فراشات الفجرة ..(100)

حيث شكلت صورة مركبة من ذلك قولها (يستغرقها، يحاورها ...) .

وكذلك تقول في قصيدة بغداد:

وعلى جيدها يستريح الزمان قلائد تمر

واسورة الارجوان على ساعديها

وفي خصرها قمر من هديل ...

وبغداد محروسة بأكف السماء.(101)

وعلى هذا فقد كان اسلوب الشاعرة جميل في تشكيل هذه الصورة الجميلة التي تستهوي الاسماع عند قراءتها وتجذب القارئ اليها فقد كان لثقافة الشاعرة الاثر الكبير في تشكيل هذه الصور . 

الموسيقى

كما نعلم ان للموسيقى اهمية كبيرة سواء كانت عند الشعراء في العصر الجاهلي او في العصر الحديث وان الشاعر عندما يستخدم بحر يكون يتلائم مع الحالة التي هو عليها، ونجد الكثير من ذلك في قصائد الشاعرة بشرى البستاني .

والايقاع هو الذي يستوعب ويمتص تداخلات النص كلها من الانسجام والمفارقة ويتفاعل معها ليكون فضاءه في القصيدة عبر قدرته على تشكيل خط عمودي (يبدأ من مطلع القصيدة حتى نهايتها وبذلك فهو يخترق خطوطها الافقية كلها، بما فيها خط الوزن ليتقاطع معها جميعا في نقطة مركزية واحدة هي جذور الفاعلية الايقاعية لمجموع بنى القصيدة ومستوياتها ... ويدخلها في نظام شمولي كامل متصل ببعضه كما يغير من فوضى تراكمها وتراكبها الى بناء توظيفي مركب، ومن جمودها الى حركة لا تتوقف لكنه يتغير في الوقت نفسه بواسطتها من ظاهرة صوتية بحتة وسلسلة زمنية متعاقبة الى اقانيم زاهرة من الفكر والصور .

والرؤى والموضوعات والانكسارات الضوئية واللونية المتعاكسة ... حيث تدخل عناصر القصيدة كلها في كون ايقاعي نغمي شعري بعد ان ذاب الايقاع فيها ليتجسد خلقا جديدا متمازجا بالفكر واللغة والرموز والصور والمفارقات والعواطف تمازج الروح ما تجسد وتتسرب هي فيه وتتشكل تشكلا بكرا)(102)

وعلى هذا الساس اعتمدت الشاعرة وافتتحت بداية القصيدة (العراق) على بحر المتقارب بحيث يناسب الحالة النفسية التي هي عليها حيث تقول:

تلوب الطيور فعولن فعول

الجبال الجبال ن فعولن فعول

الجبال تؤرقني ن فعول فعول فعو

وتلف بأغصانها جروح روحي ل فعول فعولن فعولن فعول

الجبال صبايا ن فعول فعولن

تجر ضفائرها الطائرات فعول فعول فعولن فعول

فأجمع عندها شظايا القنابل فعول فعولن فعولن فعول فــ

امسح وجنتها عول فعول فعو

فتسيل الغيوم على مهلها... ل فعولن فعول فعولن فعو

فوق ورد الصباح ...(103) لن مفعولن فعول ...

ثم بعد ذلك تنتقل الشاعرة الى وزن اخر وهو (فاعلن) كما ان هذا الوزن يقترب من الوزن الاول فعولن حيث تقول:

والجبال حيارى فاعلن فعلن فـــ

الجبال التي شردتني اعلن فاعلن فاعلن فــ

الجبال التي هجرتني اعلن فاعلن فعلن فا

واهجرها علن فعلن

واحن اليها فعلن فعلن فا

فتبكي جروحي علن فاعلن فا

وانسى الذين كان ما بيننا من ملام ... علن فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن

والجبال تلوب فاعلن فعلن فــ

العراق اعلن فــ

العراق اعلن فــ

العراق متاحف نخل اعلن فعلن فعلن فا

مرايا علن فا

وعاج(104) علان.

تدرجت الشاعرة في ايقاع القصيدة ونقلت الوزن من فعولن الى فاعلن وهذا التنوع ارتبط بنمو التجربة النفسية وميلها الى مقاومة حالة التمزق والحرب البشعة وتطلعها الى قلب الوضع المأساوي الذي عبرت عنه من خلال حشدها مفردات تدل عليه (تلوب، تؤرقني، جرح، روحي، تجز ضفائرها الطائرات، شظايا القنابل) لذا نجدها تتجاوز المفردات الدالة على القوة والبطش وتوظف بدلا عنها بنية مركبة من سطرين توحي بجمالية رومانسية تنهي بها المقطع الاول .(105)

 الخاتمة

بعد هذه الدراسة لمفهوم التناص تبين لي ان هذا الموضوع له جذر واصول عميقة في تراثنا النقدي فقد اعطى كل من النقاد رأيه في مفهوم التناص فقبل المامي بمفهوم التناص اعطيت معنى كلمة نص ثم بعد ذلك تتبعت مفهوم التناص فانه مصطلح جديد لظاهرة ادبية كما ان النقاد العرب بينوا اهميته بشكل واضح كما قلنا ان البعض ادخله في دائرة السرقات الشعرية والبعض الاخر اخرجه من هذه الدائرة فقد توصلت في الفصل الاول ان الشاعرة استمدت التناص من مصادر كثيرة كالمصدر الديني قد يكون شعرها متناصا مع القران الكريم او مع الحديث النبوي الشريف ثم تدرجت بعد ذلك الى التناص التاريخي والتناص الاسطوري وكان معين الشاعرة في ذلك هو ثقافتها التي ساعدتها على ذلك فقد اوضحت ان الكتاب المقدس مصدرا خصبا من مصادر بشرى البستاني وقد اوضحت ذلك من خلال قصائدها وكذلك الحال بالنسبة الى التاريخ والاسطورة وقد بينت سابقا ان مصادر التناص تشمل في تداخل يصعب معه الفصل بينهما ولعله في هذه الصعوبة نجد اختلاف النقاد في النظر اليها اما في الفصل الثاني ومن خلال تتبعي للغة الشاعرة والاساليب التي استخدمتها فقد وجدت ان لغتها جميلة تستهوي القارئ وشعرها جميل معبر عن مكنونات ذاتها ثم بعد ذلك خلصت الى الصورة التي استعملتها الشاعرة فمن خلال دراستي لشعرها وجدت انها كثيرا ما تلجأ الى استخدام الصورة المفردة والمركبة وبعد ذلك تدرجت الى البحور التي كتبت فيها الشاعرة وقد تبين لي انها عندما تكتب على بحر معين يكون مناسب للحالة النفسية التي هي عليها، ومهما يكن من امر فقد اظهر البحث ان التناص له قيمة جمالية تجعل القارئ يستمتع بلذة النص فهو من الموضوعات الهامة فينبغي ان نبذل فيه كل جهود.

وبهذا حاولت بتوفيق الله الى الانتهاء من كتابة الموضوع، فالحمد لله الذي هدانا ووفقنا لما قدمنا .

 

 الباحثة: حنين فالح حسن

كلية التربية للعلوم الإنسانية

البحث باشراف: الأستاذ الدكتور صدام فهد الاسدي

2017

 ...........................

المصادر والمراجع:

- القران الكريم .

1- انفتاح النص الروائي، سعيد يقطين، الدار البيضاء – المغرب، ط2، 2001م .

2- استدعاء الشخصيات التراثية، علي زايد عشري، المنشأة الشعبية للنشر، د. ت، د. ت .

3- اسرار البلاغة، عبد القاهر الجرجاني، تحقيق: محمود شاكر ابو فهد، م1، ط1 .

4- الاعمال الشعرية، بشرى البستاني، ط1، 2012م، بيروت .

5- الاسطورة والشعر، عبد الرزاق صالح، ط1، 2009م .

6- الاسلوب والاسلوبية، بيرجيرو، ترجمة: د. منذر عياشي، مركز الانماء القومي، بيروت، د.ت .

7- الاسلوب والاسلوبية، غراهام هاف، ترجمة: كاظم سعيد الدين، دار افاق عربية، العراق –بغداد، 1985م .

8- تاج العروس من جواهر القاموس، محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني ابة الفيض، الملقب بمرتضى الزبيدي، مجموعة من المحققين، دار الهداية .

9- تحليل الخطاب الشعري (استراتيجية التناص) محمد مفتاح، المركز الثقافي العربي الدار البيضاء، ط3، 1992م .

10- التراث في شعر الرواد الحديث، احمد عرفات الضاوي، مطابع البيان التجارية، دبي، ط1، 1998م .

11- التجريد الصريح لاحاديث الجامع الصحيح، حسين بن المبارك، ج1 .

12- خماسية المحنة، بشرى البستاني، فضاءات للنشر والتوزيع، 2013م

13- الشعر العربي الحديث بناياته وابدالاتها، محمد بنيس، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء- المغرب العربي، ط3، 2011م .

14- الشعر والتلقي دراسة نقدية، علي جعفر العلاق، ط1، دار الشروق للنشر والتوزيع، رام الله، 2003م .

15- شاعرات عراقيات معاصرات، سلمان هادي ال طعمة، ط2، 1995م

16- الصورة الشعرية في الخطاب البلاغي والنقدي، الولي محمد، المركز الثقافي العربي، بيروت – لبنان، ط1، 1990م .

17- العمدة في محاسن الشعر وادابه، ابو علي الحسن بن رشيق القيرواني الازدي، ج2، ط5، 1401هــ، 1981م .

18- فضاءات شعرية، دراسة في ديوان امل دنقل، د. سامح الرواتده، المركز الثقافي للنشر، اربد – الاردن، 1995م .

19- قراءة نقدية في قصيدة حياة، د. علوي الهاشمي، دار الشؤون الثقافية العامة، ط1، بغداد، 1989م .

20- قضايا الشعرية، رومان ياكبسون، ترجمة: محمد الولي ومبارك حنون، دار توبقال للنشر، المغرب، ط1، 1998م .

21- قضايا الشعر المعاصر، نازك الملائكة، ط8، دار العلم للملايين، بيروت، 1992 .

22- لسان العرب، ابن منظور، دار صادر، بيروت – لبنان، ط1، 1410هـ، 1990م، ج7.

23- المعجم الوسيط مجمع اللغة العربية، مكتبة الشروق الدولية، مصر، ط5، 2011م .

24- المثل السائر في اداب الكتاب والشاعر، ضياء الدين بن الاثير، دار نهضة مصر للطبع والنشر، الفجالة – القاهرة .

25- نحو رؤية لدراسة اسلوبية في الشعر العراقي الحديث، جمال خليل اسماعيل، دراسات تربوية، العدد الخامس، كانون الثاني، 2008م .

26- ينابيع النص وجماليات التشكيل قراءات في شعر بشرى البستاني، د.خليل شكري هياس، منشورات دار دجلة، ط1، 2012م .

 ........................

الرسائل الجامعية:

1- التناص في الشعر العربي البرغوثي انموذجا، حصة البادي، ط1، 2009م .

2- التناص المعرفي في شعر عز الدين المناظرة، ليديا وعد الله، دار مجد لاوي للنشر والتوزيع، عمان – الاردن، ط1، 1420هـ، 2000م.

.......................

الروابط والمجلات:

1- Httppss//ar.mwikipedia.org

2- بناء لغة الشعر في ديوان معبد الكلمات لسعد درويش، مجلة المنجر، العدد السابع، 2011م .

3- التناص النشأة والمفهوم، جدارية محمود درويش (انموذجا)، ايمان الشيتي، مجلة افق الالكترونية .

4- التناص سبيلا الى دراسة النص الشعري وغيره، شريل داغر، مجلة فصول، م 16، 14 صيف 1997م .

(1) - شاعرات عراقيات معاصرات، سلمان هادي ال طعمة، ص55.

(2) - ينظر: حياة الشاعرة من الانترنت .

(3) - https//ar.mwikipedia.org

(4) - ينظر: حياة الشاعرة من الانترنت .

(5) - httpsi//ar.mwikipedia.org

(6) - ينظر: حياة الشاعرة من الانترنت .

(7) - لسان العرب، ابن منظور، ص97-98.

(8) - تاج العروس من جواهر القاموس، محمد عبد الرزاق الحسيني، ابو الفيض، ص182.

(9) - المعجم الوسيط مجمع اللغة العربية، ص964.

(10) - التناص النشأة والمفهوم جدارية محمود درويش (نموذجا)، ايمان الشيتي، ص2.

(11) - التناص المعرفي في شعر عز الدين المناصرة، ليديا وعد الله، ص15.

(12) - ينظر: العمده في محاسن الشعر وادابه، ص181.

(13) - المثل السائر في اداب الكتاب والشاعر ضياء الدين بن الثير، 684م .

(14) - المصدر نفسه، ص259.

(15) - العمده في محاسن الشعر وادابه، ابو علي الحسن بن رشيق القيرواني الازدي، ص289.

(16) - ينظر: التناص الديني عند ابي العتاهية، حسن علي بشير بهار، ص16.

(17) - ينظر: المرايا المحدبة من البنيوية الى التفكيكية، د. عبد العزيز حمودة، ص361.

(18) - تحليل الخطاب الشعري (استراتيجية التناص)، محمد مفتاح، ص121.

(19) - المصدر نفسه، ص121.

(20) - المصدر نفسه، 119.

(21) - الشعر العربي الحديث بنياته وابدالاتها، محمد بنيس، ص210.

(22) - التناص سبيلا الى دراسة النص الشعري وغيره، شريل داغر، ص126.

(23) - انفتاح النص الروائي، سعيد يقطين، ص98-99.

(24) - انفتاح النص الروائي سعيد يقطين، ص98-99.

(25) - احمد عرفات الضاري التراث في شعر الرواد الحديث، ص145.

(26) - ينظر: التناص في الشعر العربي الحديث، البرغوثي (انموذجا) حصة البادي، ص37.

(27) - النص الغائب، محمد عزام، ص30، 36.

(28) - الاعمال الشعرية، بشرى البستاني، ص339-340.

(29) - ينابيع النص وجماليات التشكيل قراءات في شعر بشرى البستاني، خليل شكري هياس، ص31.

(30) - الاعمال الشعرية، 450.

(31) - التناص في شعر الياس ابو شبكة، يوسف العايب، ص67.

(32) - الاعمال الشعرية، ص340.

(33) - التجريد الصريح لاحاديث الجامع الصحيح، حسين بن المبارك، ص11.

(34) - سورة محمد، الاية 4.

(35) - ينابيع النص وجماليات التشكيل قراءات في شعر بشرى البستاني، خليل شكري هياس، ص11.

(36) - الاعمال الشعرية، ص340.

(37) - سورة الشرح الاية 22.

(38) - سورة القيامة، الاية 11.

(39) -سورة الزمر، الاية 7.

(40) -سورة طه، الايه 100.

(41) -سورة النجم، الاية 38.

(42) -سورة طه، الايه 78.

(43) - حديث سلمة بن نفيل الكندي رضي الله عنه اخرجه ابن حيان في صحيحه، صحيح ابن حيان بترتيب ابن لبان الفارسي لمحمد بن حيان بن احمد ابي حاتم القيمي البستني، تحقيق: شعيب الارنؤوط، نشر مؤسسة الرسالة بيروت لبنان، ط2، 1993م، 16/ح(7307) .

(44) - الاعمال الشعرية، ص340.

(45) - سورة الزلزلة، الايات (1،2،3) .

(46) - الاعمال الشعرية، ص107.

(47) - سورة الرعد، الاية 17.

(48) - علي جعفر العلاق، الشعر والتلقي، دراسة نقدية، ص132.

(49) - الاعمال الشعرية، ص104.

(50) - الاعمال الشعرية، ص110.

(51) - الاعمال الشعرية، ص111.

(52) - الاعمال الشعرية، ص104-105.

(53) - الاعمال الشعرية، ص126-127.

(54) - المصدر نفسه، ص126.

(55) - علي زايد عشري، استدعاء الشخصيات التراثية، ص179.

(56) - الاسطورة والشعر، عبد الرزاق صالح، ص25.

(57) - الاسطورة والشعر، عبد الرزاق صالح، ص25.

(58) - الاعمال الشعرية، بشرى البستاني، ص277.

(59) - الاعمال الشعرية، ص424-425.

(60) - المصدر نفسه، ص133.

(61) - الاسلوب والاسلوبية، عزاهام هاف، ص35.

(62) - ينظر: نحو رؤية لدراسة اسلوبية في الشعر العراقي الحديث، ص86.

(63) - بيرجيرو: الاسلوب والاسلوبية، ترجمة: منذر عياشي، ص95.

(64) - بناء لغة الشعر في ديوان معبد الكلمات لسودوريش، ص92.

(65) - محمد بدوي، واحد وعشرون بحرا، ص253.

(66) - خماسية المحنة، بشرى البستاني، ص256.

(67) - الاعمال الشعرية، 401-402.

(68) - المصدر نفسه، 640.

(69) - المصدر نفسه، 552.

(70) - الاعمال الشعرية، 331.

(71) - ينابيع النص وجماليات التشكيل قراءات في شعر بشرى البستاني، خليل شكري هياس، ص64.

(72) - الاعمال الشعرية، ص367.

(73) - خماسية المحنة، ص280.

(74) - المصدر نفسه، ص272.

(75) - المصدر نفسه، ص267.

(76) - نازك الملائكة، قضايا الشعر المعاصر، ص284.

(77) - الاعمال الشعرية، ص326.

(78) - الاعمال الشعرية، ص286.

(79) - الاعمال الشعرية، ص339.

(80) - ينابيع النص وجماليات التشكيل قراءات في شعر بشرى البستاني، د. خليل شكري هياس، ص38.

(81) - ينظر: قضايا الشعر، رومان ياكبسون، ترجمة: محمد الولي ومبارك حنون، ص106.

(82) - الاعمال الشعرية، ص339.

(83) - ينابيع النص وجماليات التشكيل قراءات في شعر بشرى البستاني، د. خليل شكري هياس .

(84) - المصدر نفسه، ص39.

(85) - الاعمال الشعرية، ص391-392.

(86) - الاعمال الشعرية، ص409.

(87) - المصدر نفسه، ص409.

(88) -

(89) - الصورة الشعرية في الخطاب البلاغي والنقدي، الولي محمد، ص17.

(90) - فضاءات الشعرية دراسة في ديوان امل دنقل، د. سامح الرواتدة، ص56.

(91) - اسرار البلاغة، عبد القاهر الجرجاني، ص80-81.

(92) - الاعمال الشعرية، ص445.

(93) الاعمال الشعرية، ص585.

(94) - اسرار البلاغة، عبد القاهر الجرجاني، ص13.

(95)- الاعمال الشعرية، ص507.

(96) - الاعمال الشعرية، ص405.

(97) - الاعمال الشعرية، ص406.

(98) - الاعمال الشعرية، ص223.

(99) - المصدر نفسه، ص401.

(100) - الاعمال الشعرية، ص174.

(101) - المصدر نفسه، ص136.

(102) - قراءة نقدية في قصيدة حياة، د. علوي الهاشمي، ص151-152.

(103) - الاعمال الشعرية، ص319.

(104) - الاعمال الشعرية.، ص319-320.

(105) - ينابيع النص وجماليات التشكيل قراءات في شعر بشرى البستاني، د. خليل شكري هياس، ص39.

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم