صحيفة المثقف

فيما يبقى سرّ السيف الشرقي يثير تساؤلات النقاد.. بين آسيا جبّار وزهور ونيسي "لسانٌ"

eljya ayshما يزال سر الجائزة التي قدمتها الأكاديمية الفرنسية للأديبة آسيا جبار والتي تتمثل في سيف شرقي، موضع تساءل بعض النقاد، بحيث أشاروا إلى أنه يرمز إلى أن الإسلام دخل عن طريق العنف، وأن المسلمين أهل تطرف، هذا السيف حسب الكتابات يعود صنعه إلي القرن التاسع عشر، بحيث نقشت عليه كلمة "سلام"

عرفت آسيا جبار كروائية عالمية من خلال إنتاجها السينمائي، لاسيما الفيلم التاريخي "نوبة نساء شنوة"، والذي منع من العرض في الجزائر، وقال عنه مخرجون ومنهم محمد بجاوي أنه إجحاف في حقها، خاصة وأن الروائية تعد من بين أعضاء الأكاديمية الفرنسية، والذي كان تعيينها حدثاً ثقافيا بل تاريخيا وسياسيا أيضا، كون العضوية آلت لامرأة من الجزائر، وقد احتفى محرك البحث قوقل بذكرى ميلاد آسيا جبار المصادف لـ: 30 جوان 1936، المعروف أن آسيا جبار في السنوات الأخيرة شهدت حضورا قويا في الساحة الإبداعية، ليس لأنها تدير مركز الدراسات الفرانكفونية، وإنما بفضل أعمالها الأدبية التي ترجمت إلى عدة لغات أجنبية، كما تعد من بين الناشطات في الحركة النسوية الجزائرية، اسمها الحقيقي هو فاطمة الزهراء إيملحاين، وأخفت اسمها لأنها نشأت في بيئة تحتم استخدام الأسماء المستعارة، وقد ركزت في كتاباتها السينمائية على قضايا المرأة، وبخاصة المرأة الريفية وأوضاعها الاجتماعية، ونقرأ ذلك في فيلمها بعنوان "نوبة نساء شنوة"، الذي حاز على جائزة النقد في مهرجان البندقية السينمائي عام 1979، وفيلم "زردة أو أغاني النسيان"، الذي نال جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين السينمائي، للإشارة أن أول عمل روائي نشر لها كان بعنوان " العطش" عام 1953.

  أما إعلاميا كتبت آسيا جبار في جريدة المجاهد، قبل أن تشد الرحيل إلى فرنسا مطلع الثمانينيات، لكن قلبها ظل متعلقا بالجزائر، فشاركت هموم الجزائريين في الحرب الأهلية، وكان نتاج هذا العطاء أن ورد اسمها في قائمة المرشحين لجائزة نوبل للآداب عام 2004، إلّا أن الموت خطف حلمها في الحصول عليها، حيث توفيت في 06 فيفري 2015، في إحدى مستشفيات باريس عن عمر يناهز 78 عاما، وشيعت جنازتها بمسقط رأسها بشرشال، تاركة رصيدا يتمثل في إصدار 20 رواية، ترجمت إلى لغات عديدة، الغريب أن ميلاد الأديبة آسيا جبار تزامن مع ميلاد الأديبة الجزائرية زهور ونيسي أطال الله عمرها، فهما ولدتا في سنة واحدة (1936)، وكما كانت آسيا جبار أول أستاذة جامعية في جزائر ما بعد الاستقلال، في قسم التاريخ والآداب، فقد كانت الأديبة زهور ونيسي أول وزيرة في الجزائر بعد الاستقلال، لكن الفرق بينهما أن الأديبة آسيا جبار كتبت بلغة المستعمر، مثلما دأب على هذا الخط محمد ديب وكاتب ياسين ومالك حداد ومولود فرعون، عكس الأديبة زهور ونيسي التي آلت أن تكرس قلمها في خدمة الضاد، ولكل منهما ظروفها وأسبابها.

 فدور الأديبة زهور ونيسي لم يقتصر في مجال الإبداع الأدبي والحركة الثقافية في الجزائر فقط، بل كان رديفا لكفاحها ونضالها في صفوف جيش التحرير الوطني ضد الاستعمار الفرنسي، فضلا أنها كانت إعلامية أيضا، يقول النقاد أن الأديبة زهور ونيسي تتميز بقوة الإبداع، وهذه القوة تكمن في أنها تنفذ الى أعماق نفسية المرأة والناس جميعا، ويمكن القول أن الأديبتان عاشتا نفس الظروف (الاستعمار)، لكنهما تختلفان كتابة في "اللسان"، وإن كانت الأديبة زهور ونيسي اختارت لغة "الضاد " باعتبارها لغة القرآن، تعبيرا عن الهوية الوطنية، فهذا لا يستدعي الشك في أن آسيا جبار كانت لا تتقن لغة الوطن، وكتابتها بلغة المستعمر تعبر عن موقف اضطراري في مرحلة الاستعمار، وإن كان البعض يرى أن الكتابة باللغة الفرنسية هي وسيلة للوصول إلى العالمية، فزهور ونيسي رغم أنها كتبت باللغة العربية، فقد تم تكريمها عالميا، وسُجل اسمها ككاتبة مغاربية في الموسوعة الأدبية بجامعة نيويورك.

 

علجية عيش..

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم