صحيفة المثقف

عالمي

كانت الأسماء قوارب

نصل عبرها الى كل الجهات

rasmiya mhybes

عالمي / رسمية محيبس

 

أيامنا التي تفتتت كأعواد البخور

ما زال عبقها يسري في اللحظات

حين كان النهر كريما والأيدي دافئة

كان للخديعة وجها واحدا

كنا ننام في أسرة واسعة بجانب النهر

فنعانق الحوريات وندخل قصور الأمير

كانت أصابعنا تمطر شعرا

ووسائدنا مبتلة بأنفاس النهر

لا نخرج من الماء الا وفي ايدينا صيدا ثمينا

كنا نتأمل وجوه أحبتنا الباسمة

ونتعثر لنقع في حضن أم أو ذراعي أب حنون

كانت الأسماء قوارب نصل عبرها الى كل الجهات

لم نكن نحلم فقد كانت أيامنا حلما لا ينتهي

ولم نكن نحب الرحيل فللغربة دروب وعرة

نخشى ان نسلكها خوف أن لا نعود

كانت نهمس للارض فتمنحنا أجمل ما عندها

ثمارا  ووجوها يقطر منها الملح والنحاس

كانت ايدي أمهاتنا خشنة من جني الثمار

أو متابعة الماء وشق الترع

وكان الآباء يعمرون طويلا

لأن حياتهم تبدإ وتنتهي في الحقل

لكنهم لم يسافروا يوما الى محطات

تشحن أجسادهم لجبهات الحروب

التي أقضت مضاجع فتيتهم الحالمين

وكتبت أسمائهم بيافطات عريضة

على الجسور ومداخل المدن

حين يعودون لأمهاتهم

وقد فتكت بهم  ضرتها الحرب

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم