صحيفة المثقف

وربّ خسارةٍ ربحٌ لنعمى

 (الى صديقي الشاعر أ. د. نور الدين صمود: ظلاً باهتاً لشجرة قصيدته الباذخة الخضرة التي أكرمني بإهدائها، ومطلعها: 

لشعر الشعر قد أحسنتَ نظمَا

لـعِـقـدٍ كان في الآفـاق نجـمـا)

yahia alsamawi

وربّ خسارةٍ ربحٌ لنعمى / يحيى السماوي

 

نَـعِـمْـتُ وهـلْ كـنُعْـمى الـعـشـقِ نُـعْـمى

إذا طَـهُــرَ الـهــوى روحــاً وجِــســمــا؟

 

ومـثــلُ رحــيــقِــهِ هــل مــن رحــيــقٍ؟

وأبـهـى مــنــهُ فـي الــدنــيــا وأسْــمـى؟

 

وهــلْ كــجَـــنــاحِ نــشـــوَتِــهِ جَـــنــاحٌ

يَــزورُ  بــهِ نــزيــلُ الــبــئــرِ نــجْــمــا؟

 

وهـلْ كـالـعِــشــقِ مَـغْــنــمَــةٌ لِـــقــلــبٍ

غــريــبِ الــنـبــضِ والأشـجـانِ مُـدْمـى؟

 

يُــصــارعُ غُــربَــتــيــهِ فــلا نــخــيــلٌ

يَــلــوذُ بــظِـــلِّــهِ  لــو ضـــاقَ هَـــمّـــا

 

إذا مَــرَّ " الــفــراتُ " عـلــيـهِ طَــيــفــاً

يــرى الإصْـــبــاحَ لــيـلاً مُــدلَــهِـــمّـــا

 

شـــربــتُ سُــلافــةً  فــازدَدْتُ حــزنــاً

كــأنـي قــد شـــربـــتُ قــذىً وسُـــمّـــا

 

وربَّ هــوىً يُــضـيءُ ظـلامَ كــهـــفٍ

ويُــشـفـي مـن عـلـيـلِ الـروحِ سُــقــمـا

 

وربَّ لــذاذةٍ ـ فـي الــربــحِ ـ خُـــسْـــرٌ

وربَّ خـــســـارةٍ  ربــحٌ لِـــنــعــــمــى

 

عـشــقــتُ الـسـومـريـةَ عــشـقَ قـلـبـي

لـكـوثــرِ نــبــضِــهِ صـحــواً وحُـلــمــا

 

لـهــا شَــرفُ الـنـخــيــلِ أخــاً وأُخــتــا

وطُــهــرُ  " الــرافــديــنِ  " أبــاً وأُمّــا

 

تـفـرَّدَ عـشـقُـهــا عـن عـشـقِ " لـيـلـى "

وعــن " دعْــدٍ ولميـاءٍ  و ســلــمـى "

 

وكـان هِــلالُ عــمـــري فــي مــحــاقِ ٍ

فـَــصَـــيَّـــرَهُ الــهـــوى بَــدراً أتَـــمَّـــا

 

غـدوتُ عــفــيـفَ مـعـصِـيـةٍ وطــيــشٍ

وكــان تــنـسُّــكـي فـي الأمــسِ إثْــمــا

 

تُــســاقـــيــنـي نــمــيــراً مــن هــديــلٍ

يُـرَقِّــصُ لـحــنُــهُ الـصَّـخـرَ الأصَــمّــا

 

وقــد كُــنّـــا كــمــا لـــيـــلٌ وصـــبـــحٌ

فـصِـرنـا في الـهـوى قـوســاً وسَـهْــمـا

 

أرادَ  لــنــا الــفــراقَ خـبـيــثُ قــلــبٍ

فَــزدْنـا فـي تـمـاهـي الـعـشــقِ عَــزْمـا

 

مَـحــالٌ أنْ يــثــوبَ لِــشــمـسِ رُشْـــدٍ

إذا أضـحـى ضـمــيــرُ الـمـرءِ أعـمـى

 

ولــو عَــلِــمَ الــعَــذولُ أنِ الــتـمـاهــي

يُـــزادُ بِـــعَـــذلــــهِ مــا ازدادَ لُـــؤْمـــا

 

تَــمــاهَــيــنــا فــمــا أدري : أصَــحْــوٌ

يُـعـانـقُ مُــقــلــتِـي ؟ أمْ كـان حُــلــمــا ؟

 

أنـامُ فــأســـتــفـــيــقُ عــلــى هــديـــلٍ

يُـحِــيــلُ وسـادتي عُـشــبــاً وغَــيْــمــا

 

وتُـوقِـظـهــا ـ إذا اسْــتـشــرى نُـعـاسٌ

وخـاطَ جـفـونَـهــا ـ شــفــتـايَ لَــثْــمــا

 

لــهــا ـ مِــثــلـي ـ جــبـالٌ مـن هــمـومٍ

ومــثــلُ مَـرامِـهــا لـيْ  نـهــرُ مَـرمـى

 

ومـثـلـي لا تــرى لـلـعــيــشِ مــعــنــىً

إذا خُـبــزُ الــعــراقِ يــســوءُ طــعــمــا

 

ومـــثـــلــي لا تــرى الـــفـــردوسَ إلآ

عــراقــاً هــانــئــاً عــيــشــاً وسِــلــمــا

***

2/7/2017

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم