صحيفة المثقف
ومن الصمت ما قتل
ترامى على قارعات الطريق
يحاصر دمعه كلما هَمَ
في نوبة العشق
ومن الصمت ما قتل..!! / جودت العاني
لو أن همسًا كهذا
الذي بيننا لمْ يكن
قد حصلْ..
* *
لو أن بعد المسافات
أسكتت همس
الجوى والنوى
ثم أجرت طقوسًا
من الدمع فاضت
على أنهرٍ من وحلْ..
* *
لو أن طيفًا تهادى
يغازل عبر هذا
الزمان الثقيل
ترامى على قارعات الطريق
يحاصر دمعه كلما هَمَ
في نوبة العشق
يمضي على عجلْ..
* *
ولكن طيفًا جميلاً ترائى
يدندن لحن الجمال
وعِبرَ المحال
وعبق القبلْ..
* *
اتدرين أن السكون
الذي حط ترحاله
ما بين جفنين قد تاه
في لجةٍ من عقيقٍ
توارى خلفه وارتحلْ..
* *
فأي المسافات فاصلت
ما بين همس الجفون
وسحر العيون
بألحانها الحانيات
على وترٍ من الشوق
لم يكتملْ..
* *
فماذا ترين صفاء المرايا
وسحر السجايا
وانشودة في بدايات
اوجاعها لم تزلْ..
* *
فهذا الزمان الردئ
يضاجع عهره حتى
استبانت علامات
محنته في خجلْ..
* *
ولكن صوتًا رهيفًا
تراقصَ ، ثم استحمَ
على صمتهِ واكتحلْ..
* *
وهَمَ يداوي نزيف الجراح
ويمضي سريعًا
إلى مخدعٍ من عسلْ..
* *
فهل أن همسًا كهذا
لم يكن حائرًا
يعتلي صهوة الصمت
دون أن يحتمل..
شرودًا ، هيامًا
وصورة هاجسٍ
شكلها يعتمل
بين سحر العيون
وصمت الهوى
حاجز يحبو
على حزنه المشتعل..؟
* *
ملاكاً من الشِعْرِ
هامت خطاه سريعًا
وارتمتْ في وجلْ..
* *
فبين الذي كان
وذاك الذي لم يكن
طقوس الشِعْرِ والشوق
ومن الصمت ما قتلْ..!!
..................
قصيدة مستلة من الديوان الأول
(هو البحــــر)
2010