صحيفة المثقف

خـمـس ربـاعـيـات

وجَـدتُ بـعِـــشــقــهِ مـعــنـايَ لــمّــا

سَـكـرْتُ فإنّ بـعـضَ الـعـشـقِ خـمـرُ

yahia alsamawi

خـمـس ربـاعـيـات / يحيى السماوي

 (1)

من أقوال العرفاني  أبي يزيد البسطامي "رحمه الله":

(إلهي ليس بعجيب أن أحبك وأنا العبد العاجز الضعيف المحتاج ،

بل العجيب أن تحبني أنت وأنت الربُّ والمليك الغنيّ)

***

 

مـا بـالُ قــلــبـي راوَدَتْــهُ فـأعْــرَضــا

مُـتَعٌ يَـصـيـرُ بها نـدىً جـمـرُ الـغَـضـا  (*)

 

خَـدَعَـتْ مَـلـذّاتُ الـشــبـابِ بَـصـيـرتي

حـطـبٌ أنـا كيف الـتـجـأتُ الى الـلـظى !

 

فـاغــفــرْ لــقـلــبـي يـاحــبـيـبـي ذنــبَــهُ

ومـتـاهـةَ الـنـزَقِ الأنـيـسِ ومـا مـضـى

 

أغـمَـضْـتُ عَــيـنِـي عـن كــنـوزِ لـذاذةٍ

ورضيـتُ بالـلاشـيءِ مـنـكَ وبـالـرِّضـا

***

(*) الغضا : نوع من شجر الأثل، يكون جمره شديد التوهّج ولا ينطفئ بسهولة

ـ يُضرب به المثل لشدة حرارته .

***

(2)

تَـحَـكَّـمَ بـيْ .. فــمـا لِــســواهُ أمْــرُ

عليَّ ولـيـسَ ليْ في العـشـقِ صَبْـرُ

 

تـمـاهـى فـي هـواهُ فــمـي وقـلــبـي

فَـسِــرِّيْ فـي هــواهُ الــفَـردِ جَـهْــرُ

 

وجَـدتُ بـعِـــشــقــهِ مـعــنـايَ لــمّــا

سَـكـرْتُ فإنّ بـعـضَ الـعـشـقِ خـمـرُ

 

يـغــذُّ الـى لــقـاهُ الــنـبــضَ قــلــبـي

كـمـا غـذَّ الخـطى لـلـصــبـحِ فـجــرُ

***

(3)

قال العرفاني  أبو القاسم  القشيري ـ صاحب "الرسالة في علم التصوف":

(الشوق اهتياج القلوب إلى لقاء المحبوب، وعلى قدر المحبة يكون الشوق).

 

أخـافُ عـلـيَّ مــنـي لا عــلــيــهِ :

حـبــيـبٌ نـبـضُ قـلـبـي فـي يَـدَيْـهِ

 

أنـا الـتَّـيـهـانُ فـيـهِ ولـيـسَ تِــيـهـاً (*)

ولـكـنْ ـ فـرطَ مَـغــنَـمَـةٍ ـ بِــتَــيْــهِ

 

ولـو كـان الــرَّدى يُـدنـي مــشـوقـاً

لـمـا بـخـلَ الـمـشـوقُ بـأصْـغَـرَيـهِ

 

نظرتُ الى اسْـمِـهِ فأضَعْـتُ لُــبِّـي

فـكـيـف إذا نــظـرتُ غــداً إلــيــهِ !

***

(*) التيهان ـ بفتح التاء : الضائع .. والتِيه بكسر التاء : الصلف والتكبّر ..

والـتَّيه ـ  بفتح التاء :الحيرة أو الضلال ..

والمغنمة :الفوز بشيء بدون مشقة ..

***

(4)

بُـورِكـتَ حـقـلاً لـلـغــريـبِ ومـنـزلا

فـجـعـلـتَ مـن إثـمـي الـقـديـمِ تـبـتُّـلا

 

وأعَـدْتَ ليْ ما قـد أضَـعـتُ : طـفـولـةً

وصِــبـاً وخـبـزاً لـلـسـرورِ ومــنـهَــلا

 

تـوأمْــتَـنـي مــنـكَ الــفــؤادَ وتَـوْأمَـتْ (*)

شـفـتـايَ مـنـكَ سَــفَـرْجـلاً وقــرنـفُـلا

 

لــلــهِ درُّ حــمــامـةٍ قــد دَجَّــنــتْ

صقـراً فأضحى فـي الـمـودَّةِ بُـلـبُـلا

***

 (*) توأم : جعله توأماً له .

****

(5)

أنا فـي خـريـفِ العـمـرِ فـضـتُ عــذابـا

وغـدوتُ ـ مـن بـعـدِ  الـنـمـيـرِ ـ سَــرابـا

 

نَـضُـبَـتْ يــنـابـيـعـي  وأصْحَـرَ حـقــلُـهـا

فــلــبــســتُ مـن شـــوكِ الـهــمـوم ثِـيـابـا

 

جَفَّ الـصُـداحُ عـلى فـمي واسْـتـوحَـشَـتْ

مُــقَــلـي حــريــرَ الـجــفــن والأهــدابــا

 

حــتـى أتــيــتِ عــلـى بُــراقِ ســـحــابـةٍ

أســرى بـهـا  شــوقٌ فــعــدتُ شـــبــابـا

***

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم