صحيفة المثقف

(إنْ) و(أنْ) الزائدان

faroq mawasiالحرف  الزائد حرف يأتي للتوكيد ولا محل له في الإعراب، ونستطيع أن نقرأ الجملة من دونه.

الحروف التي تقع زائدة هي: ما، الباء، مِن، إنْ، أنْ.

فمن سماها  حروفًا (زائدة) هم البصريون، ونحن نجري عادة وَفق مصطلحاتهم، وهم لا يقصدون أنها غير ضرورية في الجملة، بل يعنون أنها لم تكن في أصل تركيب الجملة، فلو حذف الحرف الزائد من السياق لم يكن الكلام ملحونًا ولا خارجًا عن قوانين العربية.

وكما قال شاعر:

وإنما الزائـــــد ما دل على ***  مجرد التوكيد لا ما أهـــملا

..

ثمة من يتحفظ أن يسميَ هذه الحروف زائدة، وخاصة فيما ورد منها في القرآن الكريم، وهم الكوفيون، فيسمُّون الحرف الزائد حرفَ الصلة- أي يُتوصل به لفصاحة أكثر، أو يتوصل به إلى زنة أو إعراب لم يكن عند حذفه،أو لتزيين اللفظ واستقامته، وفي ذلك اجتهادات.

..

قلت إننا نتبع البصريين في ذلك، وقد استعمل السيوطي في (الإتقان في علوم القرآن) وغيره  من العلماء  المصطلح "زائدة"، فلا تثريب على التسمية ما دامت الزيادة تعني التوكيد.

..

(إنْ)- الزائدة:

ثمة مواضع مختلفة رأى النحْويون أنَّ (إنْ) فيها هي زائدة أبرزها:

* أكثر ما تزاد إنْ بعد (ما) النافية إذا دخلت على جملة فعلية، نحو:

 ما إن جاء حتى وجد الجميع بانتظاره.

يقول النابغة:

ما إن أتيتُ  بشيءٍ أنت تكرهه ***  إذن فلا رفعتْ سوطي إليّ يدي

..

ترد (إن) زائدة في شواهد نادرة، وسأكتفي بذكر ما يلي:

* تدخل على الجملة الاسمية، نحو: ما إنِ  الرجالُ حاضرون.  (كفت عمل ما العاملة عمل ليس، فالرجال حاضرون = مبتدأ وخبر).

..

من الاستخدامات القليلة الأخرى:

تقع بعد (ما المصدرية)، نحو: سأذود عن وطني ما إنْ حييتُ.

وقد تقع بعد (ما) الاسم الموصول، نحو: "بعت ما إن زاد عن حاجتي"، ونحن لا نستخدم مثل هذه الجملة، لكنها واردة في نماذج شعرية، منها:

يُرجّي المرءُ ما إنْ لا يراه *** وتعْرِضُ دون أدناه الخطوبُ

..

أهم ما نتعلمه هنا أنها تكون زائدة إذا وقعت بعد (ما) النافية التي تدخل على الجملة الفعلية.

ما إنْ حفظ الطفل القصيدة حتى ألقاها.

...

أنْ

أكثر ما ترد (أنْ) زائدةُ لا محل لها في الإعراب بعد (لَـمّـا) الحِينية- أي التوقيتية الظرفية، نحو قوله تعالى:

{فلمّا أنْ جاء البشير}- يوسف، 96.

..

وتقع زائدة بين فعل القسم و (لو) ، نحو: أحلف أنْ لو حضر لأكافئنه.

وكقول الشاعر المسيَّب بن عَلَس:

فأقسم أن لو التقينا وأنتم *** لكان لكم يوم من الشر مظلمُ

وقد يكون فعل القسم محذوفًا، نحو:

أما والله أنْ لو كنت حرًّا *** وما بالحرِّ أنت ولا العتيقِ

..

ب. فاروق مواسي

...............

(مادة مركزة من المصادر)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم