صحيفة المثقف

شاي على نار حطب

almothaqafnewspaperلم يكن معوزا قط.. كان موسرا بحسابات أيام زمان.. اعتاد ان يلف سيكارته بورق الشام البافرة.. من تبغ خام حاد النكهة.. كان يسميه تتن شاور بيشمة..لكن العجوز كانت متكاسلة.. وتستسهل عمل الشاي له على موقد بريمس نفطي.. لذلك كان مزاجه مع تتن الشاور يظل عكرا.. من دون شاي معمول على نار حطب.. الذي كان يجده عند جيران العمر.. فالختيارة الجارة اعتادت ان تعمله على نار الحطب.. إذ كان وهو يهم بالجلوس عندهم يبادرها القول.. (مو غانمة إذا مو بدفاية الطين) على نار حطب.. وما أن تفوح رائحة الشاي المعطر بشاي ابو العبد من فوهة القوري..حتى يشرع الحضور بتبادل أكياس التتن بينهم.. ليلف كل واحد سيكارته من كيس تبغ صاحبه ليدخنها بنهم..قبل ان يرشف غبقة من استكان شاي الحطب ليلطف مزاجه..وما ان يعيدوا الكرة.. حتى يجدوا انفسهم على موعد مع طلوع بدر ذلك اليوم.. حيث يتلألأ ضوؤه الفضي في ماء النهر المنساب قبالتهم.. فيأخذهم حديث التعليلة في سهرة جميلة على نسيم البر والنهر.. إلى أمد قد يتجاوز منتصف الليل.. قبل ان تنفض تعليلة ذلك اليوم براحة بال.. يفتقدها انسان اليوم.. إنها طيبة أيام زمان ولت مع اهلها...

 

قصة قصيرة.. بقلم نايف عبوش

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم