صحيفة المثقف

خمسة مقابل لاشيء

qusay askar"القصة القصيرة أدناه كتبتها عام 1988 ومنعها الرقيب في إحدى الدول العربية ومايزال عنوانها القديم" الحسود" على الصفحة الأولى لتلك الصحيفة لكن القاريء لن يعثر عليها في اية صفحة أخرى"

 

خمسة مقابل لاشيء

سنوات مرت، وهم يتحاشون لقاءه.تجنبوه تماما كمن به رجس أو داء معد، وما ذلك إلا خوفا من عينه الحادة السليطة ، وأية عين غير هذه يمكن أن تجلب على من تتصوب نحوه البلاء والرزايا .

بل أي منهم وهم اصحابه وأهل محلته لم يسلم من شر تلك العين؟

وربما، في يوم ما ، بعد طول تجاهل ، تذكروه وهم يرون الأمر بمنظار آخر. لعلهم تساءلوا لم لم يستفيدوا حقا من تلك العين الحادة في جوانب أخرى ومجالات تعنى بالخير والتفاؤل، فاستقرت آراؤهم على أن موهبته يمكن ان تستثمر في حقول الرياضة والفن،ولابد أن تكون مباراة الأسبوع القادم في كرة القدم  مع خصمهم القوي اللدود الذي يئسوا من إلحاق الهزيمة به لابد أن تكون تلك المبارة أولى ثمرات ذلك اللقاء المرجو بينهم وبين حسود المحلة الشهير صاحب العين الشريرة !

لقد فكوا العزلة الطويلة عنه

قالوا له: لاعليك. . اجلس في الملعب..إنس تماما فريقنا..انبهر بالخصم.. انفعل مع حركاته. صفق له..تابع لاعبيه.. وسوف ترافق بعد هذه المباراة فريقنا في جميع ألعابه فترى بلدانا ومدنا لاتخطر في بالك أبدا..

وفي يوم المبارة كانوا يجلسون في الصفوف الأولى...

وحالما انطلقت صافرة الحكم واندفع الفريقان وراء الكرة نسي نفسه ولم يكبح مشاعره. كان قلبه يخفق لاية حركة جميلة يؤديها فريقنا وتنبهر عيناه بأية تمريرة جميلة.. يهتف ..يصفق...ينبهر.. حتى حلت الهزيمة بفريقنا فخسرنا المباراة..كانت النتيجة خمسة أهداف...

خمسة أهداف فقط!

 

داشر

حين خرج " الحاج عبد الحليم " عن طوره، وهجم على ضيفه صفعا بالنعل قال أهل التنومة إنه  على حق تماما، فقد اعتاد ذلك الشخص الوقور الرجل المضياف دعوة أي شخص يصادف أن يمر بمضيفه ، وعندما مر ذلك الشاب الغريب  الأنيق ذو الهندام الحسن، دعاه الحاج للضيافة – شأنه مع أي عابر سبيل لايعرفه- ثم حمل بنفسه الإبريق وصب الماء على يديه قبل الغداء وإذ حان وقت الصلاة  واستعد لها لم يسأل الحاج ضيفه إن كان يصلي أم لا فقد وضع في باله أن يكون ذلك الغريب من غير ملة المسلمين....

ولم يغضب قط إلى حد الاعتداء بالنعل لكون اسم الضيف " داشر " فهو على أية حال اسم لاعيب فيه بل أفضل من اسماء كثيرة لكن الحاج خرج عن طوره على غير عادته في كرم الضيافة والصبر الجميل حالما عرف أن الضيف يسكن حي الطرب وأنه من عشيرة الغجر!

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم