صحيفة المثقف

أراكَ ترحلْ ..!!

يلف سديمه في القلب رعد

يجلجل في رحاب الهم وعد

MM80

أراكَ ترحلْ ..!! / جودت العاني

 

(1)

أراك ترحل عني ، وأنت قربي

كشمسٍ ما لها وهج ونار

وبات الهم يمرح عند هدبي

وإن عصف الهوى فيَ إنتحار

وما برح النوى ينداح صوبي

تهالك في مساربه الوقار

*  *

أراكَ ترحلُ عني

وأنت قربي..

كأن سماءنا باتت نثار..

وكنت أنتظر الغيوم

تجيء صوبي

فكيف أمضي

بلا ليل يجيء ولا نهار..؟

*  *

يلف سديمه في القلب رعد

يجلجل في رحاب الهم وعد

يكابد محنة شوهاء

يعلو وجهها جرم وعار..

يعاشرها نغل  ووغد

فأين رعودنا ، أين المسار..؟

*  *

وقافيتي وكما أراها

تعيش مخاضها

في اليمِ ملحمة،

تعاجل صمتها

كالموج، كالأعصار،

كالعصف المجلجل

عند ناصية البحار..

*  *

(2)

اراك ترحل

دون أي تهدجٍ

أو إلتفاتْ ..

اليوم ماتْ ..

والفجر آتْ ..

والصخب يعلو

في متاهات النواطير الصغارْ..

كلما جاءهمُ غمٌ

يشتكي الصخب

وحال الأنتظار..

أيها الراحل دعني

ارسم الوجه بمشوار

الرعود السائرات على المدى

كي يستفيق

ولا تموت مع الصدى

احلامنا الثكلى تنادي

ايها الغارق في حلمٍ

طواه الغم في عز النهارْ..

*  *

(3)

أنت يا هذا ..

أما زلت تحابي الوجع المجبول

في مجرى المهازل..؟

انت لا تعرف نفسك

فمتى كنت قويمًا تنثر الغيمات

في حقل السنابل ..؟

تحمل الرايات في النهب

وفي السلب

كأحمال القوافل..

لا تجادل..

أنت لا تعرف من أنت

ولا تعرف غير المشي كالأنعام

لا تحمل رأيًا أو كلامًا

يصطفي عمرك المرهون

في جوف المزابل..

فمتى انت تحاكي وتجاري

وتثير الأمل المفجوع

من فوق المنابر ..

هل ترى تلك المعابر..؟

أم ترى نفسك في القصر

الزجاجي

كأن العالم العلوي

يطوي الهم ويمضي

يعتلي السحت الحرام..

فحذارِ

أن تجاري

كل من أغمض عينيه

يغفو لينام ..

لا تساوم بغدٍ

يحمل الجد على اكتافه،

يجعل الحب كما رعد الحسام..!!

*  *

(4)

جئتني لا شيء

ولن تصبح شيئًا

لو ملكت الأرض بالقهر

فلن تصبح شيئًا

فتعلمْ

كيف تختار خطاك

وتعلم أيها الماكر

لن تبقى تخاتل

كلما جاءك طيف

او جموع الفقراء

حين تستبدل جلدك

أيها الحرباء

لا تقوى على مر الزمانْ..

لا مكانْ

لهجينٍ قذفته الريح

في مجرى الرهانْ..!!

*  *  *

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم