صحيفة المثقف

اطفال الموصل بين القتل والضياع

ahmad khameesaljanabiصور ماساوية تتعطل لغة الكلام عن وصفها او نقلها من شدة هول الدمار  الذي حل بالموصل خلفته المعارك التي استمرت لاكثر من تسعة اشهر.

ابرز ضحايا العنف في ثاني اكبر مدينة عراقية من حيث عدد السكان هم الاطفال الذين قتل قسم منهم بالمعارك والقسم الاخر تحت الركام اما من بقي حيا فيعيش صدمة نفسية قد تحتاج لسنوات لمعالجتها. نتحدث في هذا التقرير عن جانب من المعاناة والصور الماساوية التي عاشها ويعيشها اطفال الموصل.

 فمنظمة اليونيسيف تكشف عن العثور على أطفال في حالة صدمة وسط الركام وفي أنفاق بالموصل بعضهم فقد عائلته أثناء الفرار بحثا عن الأمان غير ان اباءا اضطروا إلى التخلي عن أطفالهم أو تركهم لآخرين.

حجم الكارثة لم يقف عند هذا الحد اذ تقول المنظمة إن كثيرين من الأطفال أرغموا على القتال أو ارتكاب أفعال عنف كما تعرض اخرون للاستغلال الجنسي، تلك صور تجسد واقعا مريرا لاطفال ليس لهم ذنب في وضع بائس يعيشه العراقيون من جراء الفساد السياسي وعنف المجاميع الارهابية الدخيلة على هذا البلد.

فالى جانب الاطفال الذي قتلوا تشير تقارير اممية الى ان نحو 4000 طفل من الموصل ومحيطها انفصلوا عن اهلهم وذويهم بسبب المعارك ما يشكل تحديا كبيرا امام السلطات العراقية التي تفتقر إلى الموارد والبنية التحتية الكافية لمواجهة هذا التحدي.

ويبقى مستقبل اطفال الموصل على المحك في ظل الواقع الحالي وكشف التقارير الأممية عن معاناة عشرات الالاف من الاطفال غربي الموصل التي قالت انها تستدعي اجراءات حكومية عاجلة لمنع حصول كارثة انسانية. مع ضرورة  معالجة اوضاعهم النفسية والاجتماعية واعادة تأهيلهم ودمجهم بالمجتمع عل وعسى يكتب لهم مستقبل افضل.

 

بقلم د. احمد خميس الجنابي

كاتب وصحفي عراقي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم