صحيفة المثقف

جرافيتي

mohamad alsalehصوّرت ماذا يا بنيّ على الجدارْ؟

أولم يكن بالأمس أبيض ناصعا، هذا الجدارْ؟ ..! وكذاك جدران الجوارْ؟…!

شوّهت وجه البيت والحيّ معا، دارا فدارْ

هلاّ انقطعت عن الأذى ،فلقد جلبت لبيتنا ذلاّ وعارْ

ما ضرّ لو ألهيت نفسك بين عود أو كمان أو "جيتار"

قال الصبيّ مصمّما: » عذرا أبي .. ما كنت يوما فوضويّا  أو دعيّا

أو نصيرا للخراب أو الدمارْ... سأظلّ أرسم ما حييت

وأينما يمّمت وجهي في ظلام الليل أو ضوء النهارْ

كلّ الشوارع مرسمي: جدران بيتٍ..أو محلٍّ ..أو "بازارْ"

أو حائط عالٍ أنيقٍ في محطّات القطارْ

خبزا كثيرا سوف أرسم للجياع وفاقدي المأوى وأفواج اليتامى من صغار أو كبارْ

وسأملأ الدنيا ملابس للعراة ليلبسوا ..

وسأملأ الدنيا نعالا للحفاة ليلبسوا ..

أُمًّا سأرسم لليتيم أو اليتيمة أو أَبًا ، ولكلّ أيتام الحروب ملاجئ يحتمون بظهرها 

و سأرسم الواحات في الصحراء للصادين والعشاق تجري تحتها الأنهارْ

وسأرسم النخل الكثير وأرسم الزيتون والأعناب والرمّان والأشجارْ

وعليها أسرب الحمام مغرّدا

وسأرسم الورد الجميل وحوله نحل وأسراب الفراش وحوله الأطيارْ

وسأعلن الدنيا ملاذا آمنا للاجئين من الحروب الهاربين من الدمارْ

 ولك احترامي  في النهاية يا أبي إن كان أحرجك القرارْ«

 

محمد الصالح الغريسي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم