صحيفة المثقف

الشحنات (4)

haidar alhadrawiأ-3-2- المراقص وحفلات الرقص: الحركات الفيزيائية التي يؤديها الراقصون في حفلات الرقص والغناء هي مما يولد شحنات سالبة، لأسباب كثيرة منها :

أ-3-2-1- عدم انتظام الحركة، او عدم توحيدها كما هو الحال في الممارسات اعلاه.

أ-3-2-2- الموسيقى وضعت لتحفيز الحركة الفيزيائية وإثارة شجون القلب وتحريك العواطف نحو التعلق بالموجودات المادية، كما انها لا تناسب القلب من حيث الفطرة السليمة، وهي أيضا مزعجة للحواس ومنفرة للدماغ.

أ-3-2- 3- الكلمات المختارة "القصيدة او الشعر": هي أيضا لم توضع لتحاكي الفطرة السليمة، بل وضعت لتفعل العكس، ما يعني توليد شحنات سالبة، تعود بالضرر على صاحبها ومن حوله، فغالبا عندما تنتهي الحفلة او الرقص، يشعر الراقصون بقليل من الراحة، الناتجة عن ممارسة الرياضة الراقصة، لكنها ستزول بشكل اسرع مما يتوقع، ومن ثم تبدأ بعض العلامات السلبية بالظهور من قبيل :

أ-3-2- 3-1- خفة العقل.

أ-3-2- 3-2- آلام في المفاصل.

أ-3-2- 3-3- اضطراب في عمل القلب.

أ-3-2- 3-4- أوجاع وتشنجات في بعض عضلات الجسم.

أ-3-2- 3-5- الابتعاد عن العالم الروحي والتمسك بالعالم المادي.

أ-3-2- 3-6- اضطراب المزاج.

أ-3-2- 3-7- الشعور بالحزن.

أ-3-2- 3-8- الشعور بالذنب وقد يكون مفرطا وزائد عن الحد لأمر ما قد يكون صغيرا وتافها.

أ-3-2- 3-9- الاحباط.

أ-3-2- 3-10- عدم التركيز او قلته.

أ-3-2- 3-11- الشعور بسوء الحظ .

الى غير ذلك، ليس بالضرورة ان يظهر كل ذلك مباشرة، بل قد يظهر بعضه، والبعض الاخر سوف يظهر تدريجيا، بمعنى انه كلما ازداد في اكتساب الشحنات السالبة ازدادت العوارض .         

أ-3-3- المباريات الرياضية: الفريق الرياضي يعمل بمبدأ العمل الجماعي، حيث ان كل عنصر يشارك العناصر الاخرى بالهدف والمضمون والمسعى، بذا  تتوحد جهود عناصر الفريق الواحد نحو هدف واحد هو هزيمة الخصم، يتحد العمل و التفكير الجماعي مضافا الى الحماس مبلورا مركزا الشحنات في مرمى الخصم، فتتعارض الشحنات المنبعثة من هذا الفريق مع تلك المنبعثة من الفريق المنافس، والغلبة تكون من نصيب الفريق الاكثر توليدا للشحنات، حتى وان كان اداءه ليس بالشكل المطلوب، بل حتى وان كان الفريق المنافس الخاسر ادق مهارة واكثر رشاقة .

عمل الجهور هنا يكون في محورين :

1 – تلقي شحنات فريقه ثم توليد شحناته وتوحيدها مع شحنات فريقه.

2 – استيعاب او التهام شحنات الفريق المنافس وتشتيتها.    

أ‌) فردية: هناك الكثير من الاعمال والافعال والاقوال التي يقوم بها اشخاص بشكل عفوي او اعتادوا عليها او فرضت عليهم بسبب الدين او العادات والتقاليد، في مجملها تولد شحنات سالبة او موجبة وفقا لما وضعت لأجله، كما وأن هناك افرادا عملوا على اكتسابها بمعرفة وتعلم، وبعضهم اكتسبها دون وعي او ادراك .   

تحصيل واكتساب الشحنات يعتمد على طريقتين:

1- طرق ووسائل سريعة : كما هو الحال في :

أ‌) حلقات الذكر لدى الصوفية .

ب‌) المراسم الحسينية لدى الشيعة .

ت‌) قراءة القرآن الكريم او الاستماع اليه.

ث‌) الاستماع الى المدائح النبوية .

ج‌) ترديد او الاستماع الى القصائد والاناشيد الحماسية .

وغير ذلك الكثير من الوسائل، التي تفيد في اكتساب الطاقة بشكل سريع، قد تكون في ساعة او اقل او اكثر بقليل، لكن تفريغها يكون سريعا ايضا، ما لم تصل مرحلة الادمان، فيكون عندها استمرار اكتساب الشحنات وبطء تفريغها. 

2- طرق ووسائل بطيئة: هناك طرق ووسائل كثيرة نافعة في اكتساب وتوليد الشحنات واستمرارها لدى المتدرب، لكنها طويلة الامد، فقد يتطلب الامر عدة سنين، وغالبا ما تكون صعبة، ولا تتيسر الا تحت اشراف استاذ حاذق، لعل من ابرزها:

أ‌) التأمل: الانسجام او الاتحاد مع الطبيعة، وفقا الى تمارين خاصة وحميات معينة، ومنهج فيزيائي يحدده الاستاذ .

تختلف الطرق والاساليب من استاذ الى اخر، كل حسب طريقته وتجاربه ومنهجه.

ب‌) الاتحاد مع الروح: في هذه الحالة يعمل المريد الى البحث عن مكامن الروح ومن ثم الاتحاد معها، فتعمل الروح مع الجسد في آن واحد في اتحاد منقطع النضير، فقد قيل قديما "الجسد مطية الروح" .

ليس الامر بهذه السهولة، ولا يمكن ان يأخذ هذا النوع من الاتحاد مجراه بدون استاذ حاذق، مرس الصنعة ومرنها ثم برع فيها.   

محفزات الشحنة الموجبة:

الفطرة السليمة هي مصدر الشحنات الموجبة، ومما يؤثر عليها :

1- القرآن الكريم : كلمات الله، خالق كل شيء، مبدع الفطرة التي فطر الناس عليها، فهو الاسرع والاكثر نفوذا وتأثيرا في الفطرة السليمة.

من غرائب القرآن الكريم الدالة على نفوذه في الفطرة، انه لو تلي على سكران لأجهش بالبكاء، خصوصا آيات الزجر والتهديد.، حيث ان السكران ولد على الفطرة السليمة لكنه لوّثها بركوب المعاصي، فهي لازالت كامنة فيه لا تفارقه .   

2- الاوراد والاذكار الدينية: الاذكار والاوراد الدينية تشد القلب الى عالم الفطرة، عالمها الذي ولدت فيه وجاءت منه، عالمها الذي تحن اليه.

3- المدائح النبوية: للنبي محمد "ص واله" وأهل بيته "ع" تأثيرات خاصة، نكتفي بذكر محورين منها:

أ‌)  المكانة الخاصة في نفوس المسلمين وقلوبهم، فمن خلال المدائح واختيار كلماتها بدقة ونسقها الشعري يؤثر في القلوب تأثيرا ايجابيا .

ب‌) كما انه "ص واله" وأهل بيته مدار وبؤرة الحق والحقيقة، حيث ان الفطرة السليمة تدور وتعود وتنسب اليهما.  

4- الشعر: سياق الشعر من حيث الكلمات ونسق الابيات ودلالة المعنى وبيان المطلب، كل ذاك ينفذ الى القلب دونما استئذان.

5- الاقوال المأثورة: أقوال وكلام الشخصيات المشهورة المعاصرين والراحلين، وبالذات تلك الشخصيات التي لها تأثير في مجتمعها.

6- الكلمات المقتضبة: تحت قاعدة "خير الكلام ما قل ودل".

 كل ذلك يؤثر في الفطرة السليمة والتي هي مصدر الشحنات الموجبة، لذا فهي متبعة ويركز عليها بشدة أصحاب الاديان .

الجوع والشبع:

تتأثر الشحنات بحالتي الجوع والشبع، فتزداد في حالة الجوع، وتضمحل في حالة الشبع، الجائع يمكنه توليد شحنات موجبة (مرتفعة) وسالبة (منخفضة)، قد تؤثر فيه و فيمن حوله، ويمكنه ايضا اكتساب الشحنات الموجبة المنبعثة من مصادرها، اما حالة الشبع فبالعكس تماما، فتكون شحناته الموجبة ضعيفة، والسالبة قوية، اما اكتسابه للشحنات الموجبة يكون مضطربا، في حين اكتسابه للشحنات السالبة اسرع مع اضطراب قليل.

الغذاء والشحنات: 

الغذاء يؤثر في الشحنات كما ونوعا، من حيث :

1- القلة: التقليل من تناول الطعام يساعد كثيرا في اكتساب وتوليد الشحنات الموجبة المستقرة.

2- الكثرة: كثرة تناول الطعام تساهم كثيرا في تشتيت الشحنات الموجبة وتضعف اكتسابها، بينما تزيد من الشحنة السالبة واكتسابها. 

3- التنوع: التنويع الغذائي بكميات معتدلة يساهم بشكل فعال في توليد الشحنات الموجبة واكتسابها .

الاطعمة والشحنات:

لكل نوع من انواع الطعام تأثيرا على الشحنات (ايجابا وسلبا)، وتساعد المرء في توليدها واكتسابها على النحو التالي:

1- السكريات : تساهم كثيرا في توليد الشحنات الموجبة ودرء الشحنات السالبة، خصوصا ما كان طبيعي منها كتناول التمر والزبيب وغيرهما .

2- الاملاح: تساعد كثيرا في اكتساب الشحنات الموجبة والحيلولة دون اكتساب الشحنات السالبة . 

مع لحاظ ومراعاة الاعتدال في تناول كلا منهما، وان لا يغفل المرء عن قاعدة (زيادة الحد، تنقلب الى الضد) .

كما وان أي نقص او افراط في الفيتامينات والمعادن المهمة للجسم يتأثر سلبا بالشحنات السالبة، وتضطرب الشحنات الموجبة بشكل ملحوظ، فتظهر اضطرابات نفسية كثيرة ومختلفة، بالإضافة الى الكوابيس .    

مشتتات الشحنات:

1- الثوم والبصل: ان تناولهما واقعا يساعد على توليد شحنات ايجابية كبيرة، الا ان الشخص غالبا ما يكون غير قادرا على التحكم بها او السيطرة عليها، الامر الذي يؤدي الى تشتت الشحنات، لذا غالبا ما يوصي المعلم تلاميذه بتجنب ذينك البقلتين .

2- الخمور: بكل انواعها تساعد على توليد شحنات سلبية كبيرة، في الغالب لا يتمكن شارب الخمر من التحكم بها بسبب فقدانه للتوازن .  

اعتلال الجسم:

الجسم السليم يصدر شحنات ايجابية نافعة، ويكتسب الشحنات الايجابية النافعة، بينما ينفر من الشحنات السالبة الضارة، والعكس بالعكس، أي ان الجسم المعتل يكون مضطربا، لذا يكون اصداره واكتسابه للشحنات مضطرب ايضا.

**** يتبع ان شاء الله

 

حيدر الحدراوي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم