صحيفة المثقف

أجهزة التواصل الرقمي الذكية..المنافع والسلبيات

بات من المعلوم ان الشبكة العنكبوتية، وهواتف الاتصال الذكية، قد مكنت الناس من التواصل بينهم بشكل سهل وسريع، ومشاركة تجاربهم بعضهم البعض، بالوسائط المتعددة، وذلك بما أتاحته هذه التقنية من قدرة عجيبة، وسرعة اتصال هائلة عابرة للقارات.ولاشك أن تلك الميزات تحسب ايجابيات لها في هذا العصر، إلا أنها في ذات الوقت وسائل ذات تأثير اجتماعي سلبي، بما أفرزته من ظاهرة عزلة بين الجيل، وانغماس شديد في الواقع الافتراضي، كبديل للواقع الحقيقي، جعلتهم يفقدون تدريجيا دفء العاطفة الاجتماعية، ويهمشون تواصلهم الوجاهي المباشر، منذ ان اكتفوا برسالة بريد الكتروني، او رسالة جوال نصية قصيرة، يرسلونها بضغطة زر، لكل من هو مسجل في قائمة اتصالهم المخزونة في الحاسوب، او الهاتف النقال، دون تمييز لذائقة من ترسل لهم.

ولعل من اخطر السلبيات التي تقبع خلف الوجه الايجابي لأجهزة التواصل الرقمي هو انتشارها على نطاق واسع بين مختلف شرائح المجتمع، الأمر الذي ساعد على إتاحة استخدامها بينهم بسهولة، بما تتضمنه تطبيقاتها من امكانية الدخول إلى مواقع غير مرغوب فيها، بكل ما يحمله ذلك من تداعيات ضارة.   

واذا كان من المتعذر حجب المواقع الضارة فيها، ضمن نطاق مكاني محدد، من الناحية الفعلية كما يبدو، فانه ليس هناك من خيار في هذه الحالة، سوى العمل على توعية ألجيل، وتوضيح خطورة الأمر لهم، ورفع وازع حسهم الأخلاقي، للاطمئنان على سلامة الاستخدام، وتفادي حالات الجنوح، من دون إثارة حفيظتهم، لكي لا يشعروا أن مراقبتهم تستهدف منعهم، او الحد من حريتهم في الاستخدام، وإلا فان ترك الحبل على الغارب، سيعني تخريب بناء الناشئة، وبالتالي خسارة الجيل الذي هو عماد نهضة الامة.

 

نايف عبوش

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم