صحيفة المثقف

حوارٌ ساخنٌ مع الناشط الأدبي د. محمد أبو رصاع

ahlam alhasanبعد حضوري ومشاركتي بالمؤتمر الثّامن للقصّة الشّاعرة والذي أقيم مؤخرًا بالعاصمة الأردنية بالفترة من 18 أغسطس إلى 20 أغسطس 2017  وعلى مدار ثلاثة أيامٍ تكلّلت بالنّجاح والإبداع بما قدّمهُ المشاركون والقائمون على هذا المؤتمر الأدبي الكبير .. وفي لقاءٍ مع أبرز شخصيات القائمين والمشرفين والممول الرئيسي المالي لمؤتمر القصّة الشاعرة 2017  أجريت هذا الحوار الشّيق معه .. إنّه رجلُ أعمالٍ ناجحٍ ورجلُ علمٍ وأدبٍ وثقافةٍ وكرمٍ .. يقف الإنسانُ أمامه متأمّلًا تلك الإبتسامة العريضة .. وتلك الملامح السّمحة .. وتلك الشّخصية المتّزنة .. وذاك القلب الرّحب .. وتلك الأيادي الكريمة .. والدّاعمة للأدب العربي ..وللإبداع الأدبي .. فلا يملك إلاّ أن يحمدَ اللّه بأنّ الأرضَ مازالت تحمل عليها دررًا بشرية .. إنّهُ الناشط الإنساني والإجتماعي رجل الأعمال الأردني المتميّز الأستاذ النّبيل محمد أبو رصاع والحاصل على عشر شهاداتٍ بالدكتوراة الفخرية لما يبذله في خدمة الإنسانية والعلم والأدب فضلًا عن مؤهلاته العلمية ولنا معه هذا اللقاء ..

رجل الأعمال المتميّز د. محمد أبو رصاع أهلًا بحضرتك على صفحاتنا في هذا الحوار الجاد والهادف ..

أهلًا بك أختي الكريمة د. أحلام الحسن .. وأشكركم جزيل الشكر لإستضافتكم الكريمة لي في منصّتكم الإعلامية السّامقة " ضيوفٌ وأدباء "

 أحببت إجراء لقاءٍ بسيطٍ مع سعادتك ودوركم الفعّال في المؤتمر العربي الثامن للقصّة الشّاعرة.

- تفضلوا بكلّ سرورٍ اعلاميتنا الكريمة ..

 

1- رجل الأعمال السّامق الأستاذ محمّد أبو رصاع حبّذا تعريف جمهور جريدتنا على شخصكم الكريم .. من هو محمّد أبو رصاع؟

 - محمد أبو رصاع: إنسانٌ بسيطٌ يتوقُ إلى تحقيق العدالة عند كل إبداعٍ جديدٍ أو أيّ نبضٍ إنسانيٍ هدفهُ التّقدم والإرتقاء .. وتخطّي الصّعاب قصد الشّروق..

إنسانٌ يملك ما يكفي من القناعاتِ حتّى يدركَ ماهية العطاء والدّعم في سبيل تحقيق الطّموح والقضاء على العجز الفكري بكل أنواعه علميًا كان أم أدبيًا أم غير ذلك..

 

2- اشتهر رجل الأعمال محمد أبو رصاع بدعمه وبتمويله عدة محطاتٍ أدبيةٍ وعلمية .. فهل حبّ الأدب والعلم كان هو السرّ في هذا الدّعم المالي لتلك المحطات؟

- قبل قليلٍ أشرتُ إلى تعريف بعضًا من شخصيتي، ولخّصتُ ذلك في كلمة "قناعات" ويعني هذا أنه لكل إنسان مبادئ يؤمن بها في هذا الوجود .. يُحبُّ التّشبث بها ومزاولتها.. وكلّ نفسٍ نزيهةٍ تحاول أن تتغلبَ عن ذاك الضّعف والخمول الذي قد ينتابها، بغضّ البصرِ عن مغريات الدّنيا التي قد تنسينا ما لنا وما علينا، أن نكسرَ قيود الإستعباد والتّقهقر.. وندعم التّوجه نحو الأمام حتى يتحققَ ما يسمى بالمستحيل عند من عجزوا على تنفيذ أفكارهم ومزاولة مهنهم..

وقد يكون حبّ الأدب هو الحافز فعلا، لكنه بالدرجة الأولى والأساسية في الموضوع هو حبّ الخير وفعله قصد التّنمية الفكرية بكلّ مجالاتها.. وأرى أنّهُ من الواجب على كلّ واحدٍ مقتدرٍ منّا المبادرة بمثل هذه التّوجهات .. يجب عليه أن يتبنى ما يراه مناسبًا حتى يدعمهُ برعايته ومتابعته المادية والمعنوية..

 

3- ماهو شعورك بعد كلّ تمويلٍ لمناسبةٍ أدبية أو علميةٍ أو غيرها؟ وهل واجهتك أيّة مشاكل في تفعيل هذا التّمويل لتلك الجهة أو تلك؟

- حقيقة هو شعور لا يُوصف.. وقد ينتابك في نفس اللحظة مزيجٌ من عدّة مشاعرَ قبل الدّعم وخلاله وبعده..

قد تصاب بالقلق ولكن هذا يتبخر بالتّحدي والإصرار.. لأن القلق من علامات النّجاح، وبالإهتمام المتواصل تجعل ولاءك هو شعارك خصوصًا حينما تمنح ما دعمته وقتًا طويلًا بإحساسٍ عميقٍ وحضورٍ أنيقٍ وغير ذلك من طاقاتك وإمكانياتك المختلفة..

وبالتأكيد بعد هذا القلق يأتيك شعورٌ مختلفٌ حينما تحققُ هدفك السّامي الذي كان وليدًا لجهدٍ وعناءٍ متواصل ، ونتيجة لتفكّر ٍ بشكلٍ دقيقٍ في تنظيم الأمور وبشكلٍ رصينٍ وحكيمٍ بالمطلق.

ولا يخلو الأمر من مواجهة بعض المشاكل والصّعاب، لكن بالصّبر والتّفكير السّليم والتّروي نتخطى الحواجز خصوصًا حينما نتوكّل على اللّه في كلّ أمورنا، ونقضي على التّواكلِ والتّراجع والإحباط العابر حينما نتّخذُ قراراتٍ سليمة وعادلة..

وأيُّ نجاحٍ تمّ تحقيقهُ لا يأتي من فراغٍ أبدا.

4- هل مايزال صدر رجل الأعمال المشهور محمد أبو رصاع به متّسعٌ لاحتضان إبداعٍ أدبيٍ جديدٍ من حيث التّمويل والدّعم المادي والمعنوي؟

-كل ما يثيرُ إعجاب محمد أبو رصاع بقوةٍ يصحُّ تحقيقه .. ما دامت هناك أهداف سامية تسحبه إلى الشموخ والإرتقاء .. مع من حوله إلى المعالي، وما دامت هناك رغبةٌ جامحة في إثبات كينونة كلّ ابتكارٍ جديدٍ من أيّ جنسٍ من الأجناس، فقط أن يكون مختلفًا ومتميزًا في شكله ومضمونه..

 وهذه حقيقة أومن بها وأسعى دائما إلى دعمها معنويًا وماديًا،

لا أومن بالمستحيل ما دام هناك محال..

5- ماذا يحبّ أن يقولَه محمد أبو رصاع لمثلائه من رجال الأعمال وحثّهم على دعم القافلة الأدبية العربية والعلمية؟

- لن أقول شيئا أبدًا.. فوسائل الإعلام المتوفرة بكل أنواعها في المحطات المحلّية والعالمية كفيلة لأن تعلنَ على مدار الساعة عن كل الأعمال الإنسانية المطروحة في جميع أقطار العالم.. وكلّ مقتدرٍ له إداراكٌ وعقلٌ ونهج قد يولد عنده خصلة التنافس ومزاولة السّلوك السّوي والسّعي في تحقيق الذّات بشكلٍ صائبٍ .. كما تولّدت عنده الثّروة المادية بأي شكلٍ من الأشكال، بعيدًا عن مزاولة الشّهوات .. وتبذير المال والوقت فيما يغضب اللّه ويُتعبُ الرّوح والجسد..

وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .

وليس مطلوبًا من رجال الأعمال دعم الأدب فقط، وإنما دعم النّفوس الضّعيفة والأيدي القصيرة والأجسام المريضة، ومجالاتٍ أخرى تحقق الخير والحبّ في هذه الحياة، وبالتّالي يتحقق السّلم والسّلام..

"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"

بهذه الآية الكريمة اختتم رجل الأعمال الأردني المشهور الأستاذ محمد أبو رصاع حواره معنا ..

ولا أملك إلاّ الشكر لسعادته على تلبية دعوتنا له .. آملين من اللّه له تسديد خطواته وإثمار حسن أعماله في صحيفة أعماله .

- ولكم منّي كلّ الشّكر والتقدير على كرم الإستضافة ولباقة الحوار

 

ضيوفٌ وأدباء: حواراتٌ تجريها: د. أحلام الحسن

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم