صحيفة المثقف

ليلة ديسمبر

ترجمة لنصوص الشاعر

 ألفريد دي موسي

mohamad alsaleh

ليلة ديسمبر/ تعريب: محمد الصالح الغريسي

 

الشاعر

في ما مضى من الزّمن حين كنت تلميذا

بقيت في إحدى الليالي، سهرانا  أمام غرفتنا المعزولة

جالسا إلى طاولة ، وإذا بطفل فقير يرتدي السواد

أقبل وجلس حذوي

كان يشبهني كما لو كان أخي

*

كان وجهه حزينا وجميلا،

عليه ألق من ضوء مشعلي،

أقبل يقرأ في كتابي المفتوح.

أحنى جبينه على يدي،

و بقي غارقا في التفكير إلى اليوم التالي،

و على وجهه ابتسامة عذبة.

*

لمّا شارفت على سن الخامس عشرة

كنت يوما في الغاب أسير

بخطى وئيدة على أرض براح

عند جذع شجرة، وإذا بشاب يلبس السواد

أقبل وجلس حذوي.

كان يشبهني كما لو كان أخي

*

سألته أن يدلّني على طريقي؛

كان يمسك بإحدى يديه عودا

و بالثانية باقة من نسرين.

ألقى عليّ تحيّة ودّية ،

ثمّ استدار نصف دورة

و أشار بإصبعه إلى التلّ

*

في السنّ التي يؤمن فيها المرء  بالحبّ

كنت ذات يوم وحيدا في غرفتي

أبكي مع بؤسي الأوّل في ركن قرب المدفأة

و إذا بغريب يلبس السواد،

أقبل عليّ وجلس حذوي.

كان يشبهني كما لو كان أخي.

*

كان متجهّما مهموما؛

يشير بيد إلى السماوات، ويحمل بالأخرى سيفا.

بدا وكأنّه يتألّم لمعاناتي،

لكنّه أرسل تنهيدة واحدة ،

ثمّ أغمي عليه كحلم.

*

في سنّ الطيش،

لكي أشرب على نخب في وليمة؛

رفعت كأسي أمام وجهي،

و إذا بضيف يرتدي السواد

أقبل عليّ وجلس حذوي.

كان يشبهني كما لو كان أخي.

*

كان يهزّ تحت معطفه

أسمالا أرجوانية بالية

كانت رأسه خالية من الشعر، كشجيرة آس جرداء

و كانت ذراعه النحيلة تبحث عن ذراعي ،

فلمست كأسي كأسه

فانكسرت في يدي المتخاذلة

*

بعد سنة، وقد كان الوقت ليلا

كنت جاثيا على ركبتيّ بجانب السرير

حيث لفظ والدي آخر أنفاسه

إذ بطفل يتيم يلبس السواد ،

أقبل وجلس حذوي.

كان يشبهني كما لو كان أخي.

*

كانت عيناه تذرفان دمعا سخيّا

مثل ملائكة الأحزان

كان على رأسه تاج من الشوك،

كان عوده طريحا على الأرض

و أسماله الأرجوانيّة ملطّخة بالدم

و سيفه مغروسا في صدره.

*

لقد تذكّرت ذلك جيّدا،

حتّى أنّي اعترفت به دوما،

في كلّ لحظة من حياتي.

كانت تلك رؤيا غريبة،

و مع ذلك ،ملاكا كان أو شيطانا

كنت أرى هذا الطيف الصديق حيثما حللت ،.

*

.        في وقت لاحق لمّا بلغ منّي التّعب حدّ الألم؛

لكي أولد من جديد أو أنهي الأمر بأيّ شكل،

أردت أن أهاجر بعيدا عن فرنسا؛

عندما فقدت الصبر على المشي

أردت أن أغادر للبحث

عمّا قد يكون تبقّى من أمل.

*

في "بيزا"، عند سفح "أبنين"،

في كولونيا، قبالة الراين؛

في "نيس" عند تعاريج الوديان؛

في "فلورانس" وسط القصور؛

في "بريجس"، في البيوت الخشبيّة القديمة؛

داخل جبال "الألب" المقفرة؛

*

في "جنوة"، تحت أشجار الزيتون؛

في "فيفاي" تحت أشجار التفّاح الخضراء؛

في "هافر" أمام المحيط الأطلنطي؛

في البنتدقيّة ،في " الليدو" الفظيعة

حيث يأتي بحر " الأدرياتيك" الشاحب،

ليموت على عشب قبر ؛

*

في أيّ مكان تحت هذه السماوات الشاسعة؛

حيث تركت قلبي وعينيّ

ينزف الجرح منهما إلى الأبد

في كلّ مكان حيث القلق الأعرج

يجر وراءه عنائي،

قد جال  بي في العقبة؛

*

في أيّ مكان ، حيث يهلك من العطش

دون انقطاع، عالم مجهول،

تبعت ظلّ أحلامي

في كلّ مكان، دون أن أكون قد عشت ،

رأيت من جديد ما رأيته من قبل،

الوجه الإنسانيّ وأكاذيبه؛

*

في أيّ مكان على امتداد الطرقات،

وضعت جبيني في راحتيّ،

و أجهشت بالبكاء كالمرأة.

في كلّ مكان حيث لديّ ما يشبه الخروف،

الذي يترك صوفه وسط الأدغال،

أحسست أنّ روحي قد أمسى عاريا؛

*

حيثما أردت النوم

حيثما أردت الموت

حيثما لمست الأرض

أقبل عليّ في طريقي

مسكين يلبس السواد؛

كان يشبهني كما لو كان أخي

*

من تكون إذا ، يا من أراك

في هذه الحياة دوما في طريقي؟

لم أعد أصدّق حزنك، وأنّك قدري العاثر.

لابتسامتك العذبة صبر طويل

و لدموعك كثير من الشفقة.

حين أراك أعشق العناية الإلهيّة

حتّى آلامك ، هي أخت لمعاناتي

و هي شبيهة بالصداقة.

*

من تكون إذا؟ - أنت لست ملاكي الطيّب،

أنت لا تأتي أبدا لتنبيهي.

أنت ترى ما يحلّ بي من المصائب(إنّه لأمر غريب!)

و مع ذلك تتركني أعاني.

منذ عشرين عاما وأنت تسير في طريقي

و لا أعرف كيف أناديك

فمن إذا تكون، إذا كان الله هو من أرسلك؟

أنت تبتسم لي ولا تشاركني فرحتي

و تشفق عليّ ولا تواسيني

*

في هذه الليلة، رأيتك تظهر لي

كان ذلك في ليلة حزينة

جناح الرياح يطرق نافذتي؛

كنت وحيدا مكوّما على سريري.

كنت يا عزيزتي أبحث فيه عن مكان ،

ما يزال دافئا ، لقبلة حارقة؛

كنت أفكّر كامرأة تعوّدت النسيان،

و كنت أحسّ أنّ قطعة من نسيج حياتي كانت تتمزّق ببطء.

*

كنت أجمع رسائل العجوز

خصلات من الشعر، بقايا حبّ.

*

كلّ هذا الماضي كان يوما يدوّي  في أذني

بأيمانه السرمديّة.

كنت أتأمّل بإعجاب آثاره المقدّسة،

فتسري في يدي من ذلك رعشة:

دموع القلبـ يلتهمها القلب

و  العيون التي كانت تذرفها

لن تعترف غدا !

*

كنت ألفّ في قطعة من الصوف

هذه الأطلال من الأيّام السعيدة

كنت أقول لنفسي أنّ ما يبقى في هذه الدنيا،

هو خصلة من الشعر.

كغطاس في بحر عميق أتيه في أعماق النسيان.

كنت أقلّب المسبار هنا هناك،

ثمّ أبكي وحيدا حبّي الدفين ،

بعيدا عن أعين الناس.

*

كنت سأختم بالشمع الأسود

على هذا الكنز الهش العزيز عليّ.

كنت أهمّ بإعادته ، لم يكن بوسعي أن أصدّق ذلك؛

و أنا أبكي ، كنت ما أزال أشكّ.

آه يا أيّتها المرأة الضعيفة المغرورة الحمقاء،

ستتذكّرين رغما عنك !

لماذا يا إلهي العظيم ! لماذا تكذب هذه المرأة في تفكيرها؟

لمَ هذه الدموع، لمَ هذا الحلق المختنق،

و هذه التنهّدات إذا كنت لا تحبّين؟

*

نعم .. أنت تضعفين ، تعانين وتبكين ؛

لكنّ شبحك الخرافيّ، ما يزال ماثلا بيننا.

طيّب ! الوداع ! ستكملين الساعات التي تفصلني عنك.

امضي..امضي، واحملي في هذا القلب الجليديّ

ما يرضيك من الغرور.

إنّي لأشعر أنّ قلبي ما يزال شابا ومرحا،

و في النهاية ، فإنّ الآلام ستجد مكانها فيه ،مع تلك التي سببتِها لي.

*

امضي..امضي ! فالطبيعة الخالدة،

لم تشأ أن تمنحك كلّ شيء.

آه ! مسكينة يا أيّتها الطفلة، يا من تريدين أن تكوني جميلة،

و لا تعرفين كيف تغفرين !

امضي ..امضي خلف المصير؛

الذي إن خسرك ، لم يخسر كلّ شيء.

انثري مع الريح حبّنا الفاني؛

يا الله يا حيّ يا قيّوم .. أنتِ يا من أحببتك كثيرا،

إذا اخترت أن تذهبي ،فلماذا أحببتني؟

*

لكنّي رأيت في عتمة الليل فجأة

خيالا ينزلق بهدوء.

رأيت ظلاّ يمرّ على ستارتي،

قد جلس على سريري.

من تكون إذا أيّها الوجه الكئيب الشاحب؟

يا من كنت قاتما تلبس السواد؟

ماذا تريد منّي يا أيّها الطائر العابر الحزين؟

أحلما بلا جدوى؟ أصورتي ما أرى في هذه المرآة؟

*

من تكون إذا ،أشبح شبابي أنت

أتى حاجّا فلم يقف في وجهه أحد؟

أخبرني لمَ أجدك دوما بلا انقطاع

جالسا في الظلّ حيث مررت؟

من تكون إذا أيّها الزائر الفريد.

أضيف من آلامي لا ينثني؟

ماذا فعلت إذا ، لتتبعني على هذه الأرض؟

من أنت إذا ،و من تكون.. أأخي أنت الذي

كان لا يظهر إلاّ يوم الدموع؟

***

 

الطّيف

- يا صديقي ..والدنا هو والدك.

- ما أنا بالملاك الحارس،

و لا أنا بقدر الناس المؤلم.

أولئك الذين أحبّهم،

لا أدري من أيّ جهة ذهبت أرجلهم،

على هذا القليل من الطّين الذي نحن فيه.

*

أنا لست إلها ولا شيطانا

و أنت قد دعوتني باسمي

عندما دعوت أخاك؛

حيثما ذهبت،سأكون موجودا دائما

إلى آخر يوم من حياتك

حيث سأجلس على صخرة.

*

لقد أودعتني قلبَك السماء.

عندما يزورك الألم تعال إليّ ولا تقلق

سأتبعك على الطريق،

تعال إليّ خاليا من الهموم

سوف أسير معك على الطريق

و لكنّي لا أستطيع أن ألمس يدك؛

فأنا العزلة يا صديقي...

ألفريد دي موسيه.

........................

La nuit de décembre

Poète : Alfred de Musset (1810-1857(

 

Recueil : Poésies nouvelles (1850(

Le poète.

Du temps que j'étais écolier,

Je restais un soir à veiller

Dans notre salle solitaire.

Devant ma table vint s'asseoir

Un pauvre enfant vêtu de noir,

Qui me ressemblait comme un frère.

*

Son visage était triste et beau :

À la lueur de mon flambeau,

Dans mon livre ouvert il vint lire.

Il pencha son front sur sa main,

Et resta jusqu'au lendemain,

Pensif, avec un doux sourire.

*

Comme j'allais avoir quinze ans

Je marchais un jour, à pas lents,

Dans un bois, sur une bruyère.

Au pied d'un arbre vint s'asseoir

Un jeune homme vêtu de noir,

Qui me ressemblait comme un frère.

*

Je lui demandai mon chemin ;

Il tenait un luth d'une main,

De l'autre un bouquet d'églantine.

Il me fit un salut d'ami,

Et, se détournant à demi,

Me montra du doigt la colline.

*

À l'âge où l'on croit à l'amour,

J'étais seul dans ma chambre un jour,

Pleurant ma première misère.

Au coin de mon feu vint s'asseoir

Un étranger vêtu de noir,

Qui me ressemblait comme un frère.

*

Il était morne et soucieux ;

D'une main il montrait les cieux,

Et de l'autre il tenait un glaive.

De ma peine il semblait souffrir,

Mais il ne poussa qu'un soupir,

Et s'évanouit comme un rêve.

*

À l'âge où l'on est libertin,

Pour boire un toast en un festin,

Un jour je soulevais mon verre.

En face de moi vint s'asseoir

Un convive vêtu de noir,

Qui me ressemblait comme un frère.

*

Il secouait sous son manteau

Un haillon de pourpre en lambeau,

Sur sa tête un myrte stérile.

Son bras maigre cherchait le mien,

Et mon verre, en touchant le sien,

Se brisa dans ma main débile.

*

Un an après, il était nuit ;

J'étais à genoux près du lit

Où venait de mourir mon père.

Au chevet du lit vint s'asseoir

Un orphelin vêtu de noir,

Qui me ressemblait comme un frère.

*

Ses yeux étaient noyés de pleurs ;

Comme les anges de douleurs,

Il était couronné d'épine ;

Son luth à terre était gisant,

Sa pourpre de couleur de sang,

Et son glaive dans sa poitrine.

*

Je m'en suis si bien souvenu,

Que je l'ai toujours reconnu

À tous les instants de ma vie.

C'est une étrange vision,

Et cependant, ange ou démon,

J'ai vu partout cette ombre amie.

*

Lorsque plus tard, las de souffrir,

Pour renaître ou pour en finir,

J'ai voulu m'exiler de France ;

Lorsqu'impatient de marcher,

J'ai voulu partir, et chercher

Les vestiges d'une espérance ;

*

À Pise, au pied de l'Apennin ;

À Cologne, en face du Rhin ;

À Nice, au penchant des vallées ;

À Florence, au fond des palais ;

À Brigues, dans les vieux chalets ;

Au sein des Alpes désolées ;

*

À Gênes, sous les citronniers ;

À Vevey, sous les verts pommiers ;

Au Havre, devant l'Atlantique ;

À Venise, à l'affreux Lido,

Où vient sur l'herbe d'un tombeau

Mourir la pâle Adriatique ;

*

Partout où, sous ces vastes cieux,

J'ai lassé mon cœur et mes yeux,

Saignant d'une éternelle plaie ;

Partout où le boiteux Ennui,

Traînant ma fatigue après lui,

M'a promené sur une claie ;

*

Partout où, sans cesse altéré

De la soif d'un monde ignoré,

J'ai suivi l'ombre de mes songes ;

Partout où, sans avoir vécu,

J'ai revu ce que j'avais vu,

La face humaine et ses mensonges ;

*

Partout où, le long des chemins,

J'ai posé mon front dans mes mains,

Et sangloté comme une femme ;

Partout où j'ai, comme un mouton,

Qui laisse sa laine au buisson,

Senti se dénuder mon âme ;

*

Partout où j'ai voulu dormir,

Partout où j'ai voulu mourir,

Partout où j'ai touché la terre,

Sur ma route est venu s'asseoir

Un malheureux vêtu de noir,

Qui me ressemblait comme un frère.

*

Qui donc es-tu, toi que dans cette vie

Je vois toujours sur mon chemin ?

Je ne puis croire, à ta mélancolie,

Que tu sois mon mauvais Destin.

Ton doux sourire a trop de patience,

Tes larmes ont trop de pitié.

En te voyant, j'aime la Providence.

Ta douleur même est sœur de ma souffrance ;

Elle ressemble à l'Amitié.

*

Qui donc es-tu ? — Tu n'es pas mon bon ange,

Jamais tu ne viens m'avertir.

Tu vois mes maux (c'est une chose étrange !)

Et tu me regardes souffrir.

Depuis vingt ans tu marches dans ma voie,

Et je ne saurais t'appeler.

Qui donc es-tu, si c'est Dieu qui t'envoie ?

Tu me souris sans partager ma joie,

Tu me plains sans me consoler !

*

Ce soir encor je t'ai vu m'apparaître.

C'était par une triste nuit.

L'aile des vents battait à ma fenêtre ;

J'étais seul, courbé sur mon lit.

J'y regardais une place chérie,

Tiède encor d'un baiser brûlant ;

Et je songeais comme la femme oublie,

Et je sentais un lambeau de ma vie

Qui se déchirait lentement.

*

Je rassemblais des lettres de la veille,

Des cheveux, des débris d'amour.

*

Tout ce passé me criait à l'oreille

Ses éternels serments d'un jour.

Je contemplais ces reliques sacrées,

Qui me faisaient trembler la main :

Larmes du cœur par le cœur dévorées,

Et que les yeux qui les avaient pleurées

Ne reconnaîtront plus demain !

*

J'enveloppais dans un morceau de bure

Ces ruines des jours heureux.

Je me disais qu'ici-bas ce qui dure,

C'est une mèche de cheveux.

Comme un plongeur dans une mer profonde,

Je me perdais dans tant d'oubli.

De tous côtés j'y retournais la sonde,

Et je pleurais, seul, loin des yeux du monde,

Mon pauvre amour enseveli.

*

J'allais poser le sceau de cire noire

Sur ce fragile et cher trésor.

J'allais le rendre, et, n'y pouvant pas croire,

En pleurant j'en doutais encor.

Ah ! faible femme, orgueilleuse insensée,

Malgré toi, tu t'en souviendras !

Pourquoi, grand Dieu ! mentir à sa pensée ?

Pourquoi ces pleurs, cette gorge oppressée,

Ces sanglots, si tu n'aimais pas ?

*

Oui, tu languis, tu souffres, et tu pleures ;

Mais ta chimère est entre nous.

Eh bien ! adieu ! Vous compterez les heures

Qui me sépareront de vous.

Partez, partez, et dans ce cœur de glace

Emportez l'orgueil satisfait.

Je sens encor le mien jeune et vivace,

Et bien des maux pourront y trouver place

Sur le mal que vous m'avez fait.

*

Partez, partez ! la Nature immortelle

N'a pas tout voulu vous donner.

Ah ! pauvre enfant, qui voulez être belle,

Et ne savez pas pardonner !

Allez, allez, suivez la destinée ;

Qui vous perd n'a pas tout perdu.

Jetez au vent notre amour consumée ; —

Eternel Dieu ! toi que j'ai tant aimée,

Si tu pars, pourquoi m'aimes-tu ?

*

Mais tout à coup j'ai vu dans la nuit sombre

Une forme glisser sans bruit.

Sur mon rideau j'ai vu passer une ombre ;

Elle vient s'asseoir sur mon lit.

Qui donc es-tu, morne et pâle visage,

Sombre portrait vêtu de noir ?

Que me veux-tu, triste oiseau de passage ?

Est-ce un vain rêve ? est-ce ma propre image

Que j'aperçois dans ce miroir ?

*

Qui donc es-tu, spectre de ma jeunesse,

Pèlerin que rien n'a lassé ?

Dis-moi pourquoi je te trouve sans cesse

Assis dans l'ombre où j'ai passé.

Qui donc es-tu, visiteur solitaire,

Hôte assidu de mes douleurs ?

Qu'as-tu donc fait pour me suivre sur terre ?

Qui donc es-tu, qui donc es-tu, mon frère,

Qui n'apparais qu'au jour des pleurs ?

***

La vision.

Ami, notre père est le tien.

Je ne suis ni l'ange gardien,

Ni le mauvais destin des hommes.

Ceux que j'aime, je ne sais pas

De quel côté s'en vont leurs pas

Sur ce peu de fange où nous sommes.

*

Je ne suis ni dieu ni démon,

Et tu m'as nommé par mon nom

Quand tu m'as appelé ton frère ;

Où tu vas, j'y serai toujours,

Jusques au dernier de tes jours,

Où j'irai m'asseoir sur ta pierre.

*

Le ciel m'a confié ton cœur.

Quand tu seras dans la douleur,

Viens à moi sans inquiétude.

Je te suivrai sur le chemin ;

Mais je ne puis toucher ta main,

Ami, je suis la Solitude.

Alfred de Musset.

 

……………

Read more at http://www.poesie-francaise.fr/alfred-de-musset/poeme-la-nuit-de-decembre.php#AFys3zYcO4kDeQxw.99

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم