صحيفة المثقف

آه يا عراق

sardar mohamad همساتُك دبابيس تخترق الجلود.

وهن العظم، وكفّت العصافير عن الزقزقة .

جاءت السفن العذراء صوب ساحلك الشبقي يقودها الضمير الإواري وموسيقى الرياح، وتواصل حريّة التعرّي من أشرعة القهر .

فكيف تنام ؟

وقد سعل الغمام

فتعمّد ريش الحمام

والندى تبلل والماء

طفا الرصاص زبد

لمَ سقوف معابدالعراق غابات مخاط للعناكب، وتتبارى فيها الوطاويط التي ألفتها .

صارحونا يا قراصنة ؟

لمَ رست سفائنكم بساحلنا، والقراصنة الذين جابوا العهربالوادي .

خدعتمونا، ركبتم عربة الدين وعلى رؤوسكم تيجان العرب كديوك روميّة .

ما الذي حُرّم في حجة الوداع ؟

لا تشعلي ما تبقى فيّ من حطب

سألثم ساقك المنحوتة

لا تهزّيها فلن يسقط الرطب

على بغداد هطلت حجارة من سجّيل .

قالوا لنا أن السماء في مخاض

غداً ستمطر بساتين تفاح

ورياض ورد وقدّاح

فأمطرت فياغرا

ومناشف ورقية

وواق ذكري ملوّن كُتب عليه صنع في أمريكا

يا أولاد ال..... من مسيلمة و سجاح

وأنبتت الأرض حناجر

تعوّدت النقيق

فهربت الضفادع

وكلاباً تلتهم المحابر

فغادرها النباح

تأنسنت

والشعراء توسّدوا المقابر

أخذ مكانهم اللئام

سماءنا أيها الساسة يتيمة

قمرنا يتيم

سحائبنا يتيمة

فعلامَ يخفق جناح الريح

ومشكاة السماء ترمي بالشرر

فلا ورق يكلّل الأغصان

ولا عشب يعشق الإخضرار

وقوس قزح بلا ألوان

وأجنحة الفراشات

وريش الطواويس

وساد الضباب

إندفعت كرات التراب

إنتشر الصقيع

فضمّيني حبيبتي كالوليد

واسمعيني " نامي جياع الشعب نامي "

فأنا اليوم طريد

أشك أن الضياء المذعورقريب

وحزن اليتامى سينقشع

ودموع الثكالى تنضب، أشك بالأخاديد والخدود

عراق ياعراق

إني رأيت " قاسم "

يتقاسم خبز الشعير مع "أبي جويدة "

وصاحت زوجته حين مات جوعاً

" هذه موش يومك يومك بعيد يومك يابو جويده بالطراريد "

والظهرتغدى - الكبّة - في الموصل

وعشاء اكتفى بقدح من لبن " أربيل "

رأيته صلّى الفجر

 في مرقد "الحسين "

والظهر عند "أبي حنيفة " النعمان

والمغرب تعبّد في كنيسة العذراء

ورأيته

يقرأ القرآن مساء مع المكدين بباب الشيخ

ويحمل الطابوق على ظهره مع الشغيلة نهاراً يبنون مدرسة

ويلعب " الغميضة "مع الأطفال،

ومات غدراً

ألا تستحون يا ساسة

وامتازوا اليوم أيها المجرمون

أهربي ذات الساق الرخاميّة من المتحف

إستقلّي قطار قبلاتي

لا تدعي صداها ينتثر

أخنقي الشفتين بالشفتين

فلقد تشتت نداءات عشتار، ونغمة " هربجي " وصريخ قطارالموت .

صوت : مكبرات الجوامع، نواقيس الكنائس، التلاميذ في المدارس، رنّات المطارق في سوق الصفافير، لغط الباعة و الطيور في سوق الغزل، هلاهل أم العروس حين اغلق عليها باب المخدع .

ما الذي تبقى إذن؟

بقي "عباس بيزة " و"حسنة ملص "

يتنازعان دولارات سقطت من جيب سياسي .

 

سردار محمد سعيد

نقيب العشاق بين ذرى قنديل وقمم هملايا .

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم