صحيفة المثقف

خواء النهار

زمجرت من أعالي الفرات

لكل العراة الحفاة

MM80

خواء النهار..!! / جودت العاني

 

أي شيء تكابده

أيها الجرح

دماء تسيل وتقطر

من سيفٍ وعنقٍ ورمح..

كلما أثقل القبح

أوزانه عابرًا

كأن غمام السماء

غدى ، محنة

يغتالها الصبح..؟

*  *

زمجرت من أعالي الفرات

لكل العراة الحفاة

تحيط بأنيابها

كلما جاهرت

في مقام الفجور..

*  *

أي شيء قميء

تمادت نواميسه

في مرتع العري

كاشفات الصدور

وراقصات النحور..؟

*  *

أي صمت تراءت كوابيسه

تجاسر حتى استحم

بقارورة

من دماء

تُرِكَتْ عنوة

في دهاليز القمارْ..

وبقى الهمس وحده

يمتطي صهوة الصمت

في مهب النهارْ..

يتمادى

يحمل أثقاله

يستبيح الوقارْ..

من له قدر الموت

أن يجاري الصباح

وقهر الأنتظارْ..؟!

*  *

أي صبر تكابده أيها الفجر

مذ جاءنا الغيم باذخًا

بالرعافِ

وبالنزيفِ..

في الصباح وفي المساء

في الخريف  وفي الشتاء

عند قارعة الطريق

ومفترق الرصيف..

يفترش الآدمي منا

خواء النهارْ..؟!

*  *  *

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم