صحيفة المثقف

رسالة الى السفير العراقي في أستراليا

yahia alsamawiالسلام  عليكم وعلى العراق ورحمة رب السلام وبركاته .

أرجو أن يتسع لي صدركم إزاء وجهة نظري أدناه ـ وعذري حرصي وحسن نيتي :

 يقيناً أنكم توافقونني الرأي في أنّ السفارات وُجِدتْ لتحقيق هدفين جوهريين، أولهما تمثيل دُوَلِها لدى الدول المضيفة ورعاية مصالحها، وثانيهما رعاية  شؤون مواطنيها المقيمين وتسهيل أعمالهم في الدول المضيفة .

 وتأسيساً على هذه الحقيقة، فإنّ رعاية شؤون مواطني السفارة في البلد المضيف، تدخل في نطاق الواجب المؤسساتي كحقٍّ من حقوق المواطنين على ممثلي دولتهم الأم، وبالتالي لا تُعتبَر هذه الرعاية فضلاً من لدُن السفارة على الجالية المعنية، بقدر كونها واجباً مؤسساتياً ووطنياً نصّ عليه القانون .

 بقدر تعلق الأمر بسفارتنا العراقية في أستراليا، فإنني أرى خللاً واضحاً في واقع العلاقة بينها وبين الجالية في أديليد، يستوجب المعالجة درءاً لما يفرزه من انعكاسات سلبية لا على مصلحة الجالية فحسب، إنما وعلى سمعة السفارة والهدف الذي وُجِدَتْ من أجله  !

  وإذا كان من الطبيعي أن تقوم السفارة بتكليف أحد موظفيها للإلتقاء بالجالية، فإنه ليس من الطبيعي تعيينها ممثلاً للجالية، تُوكِل إليه مهمة " زفّ البشرى " بقدوم السفير أو القنصل لعقد اجتماع أو حضور نشاط أو إقامة مأدبة إفطار ... ممثلو الجالية تختارهم الجالية وليس السفارة، فالجالية أعرفُ منها بممثليها ورموزها !

  قد لا يعرف سعادتكم أن في أديليد رموزاً علمية وأكاديمية وطبية شاركت  في دورات ومؤتمرات علمية عالمية كالطبيب الشهير  حيدر المغازجي وكالطبيبن عبد الرزاق صادق موسى وأفضل فاضل ـ كمثال وليس حصراً ـ وأدباء ومثقفين وفنانين لهم حضورهم الفاعل ومنجزهم الإبداعي في المشهد المعرفي العراقي والعربي مثل الشاعر  أديب كمال الدين والشاعر د . أفضل فاضل والشاعر سلام دواي والمسرحي صباح الأنباري والإعلامي شامل سرسم والناشط المدني سمير سعيد ـ الرئيس المنتخب للجمعية العراقية ـ والروائي ستار التميمي والعديد من الأطباء وذوي كفاءات أكاديمية عليا،  وغيرهم الكثير، لكن عدم المعرفة هذه لا تبرر عدم دعوتهم من قِبَل ممثلكم ـ أو حتى مجرّد إعلامهم  بموعد لقاءٍ أو تظاهرة وما الى ذلك من مناشط اجتماعية ووطنية ـ فمثل هذه المناشط ليست حفلات زواج أو ولائم عشاء فتتم الدعوة إليها بحسب القرب والبعد عن ممثلكم الشخصي !

  في أديليد جمعيات مُجازة رسمية من لدن حكومة الولاية باعتبارها تمثل وجها من وجوه التعددية الأثنية ومنظمات المجتمع المدني مثل "  البيت الثقافي الفني  في ولاية الجنوب الأسترالي " ، و" الجمعية الثقافية العراقية في ولاية الجنوب الأسترالي "، كما توجد مساجد وحسينيات يلتقي فيها أفراد الجالية، وعليه فالتبليغ عبر هذه الجمعيات ودور العبادة هو الوسيلة المثلى ـ اللهمّ إلا إذا كان ممثلكم قنصلاً فخرياً ـ كما أشيع يوما ـ وهو أمرٌ أشكّ فيه إنطلاقا من معرفتي أنه : (  تُنشأ القنصليات الفخرية بقرار يتخذه مجلس الوزراء بناء على توصية من وزير الخارجية ) وليس من السفير  أو القنصل !

 أتساءل : في حال تحديد لقاء ممثلي السفارة بالجالية، هل السفارة عاجزة عن حجز قاعة يتم فيها لقاء أفراد الجالية بدل اللقاء في مطعم فول وفلافل أو في مقهى من مقاهي "الشيشة والنركيلة "؟

 إذا كان الأمر يتعلق بعجز السفارة عن تأمين مبلغ تأجير قاعة، فأقترح أن يكون اللقاء في قاعة مسجد أو صالة حسينية ـ فذلك أكثر هيبة للسفارة وأكثر احتراما للجالية، طالما أن اللقاء يهدف الى رعاية شؤون المواطنين وليس الى تناول وجبة عشاء أو تدخين نركيلة وارتشاف كوب شاي !

 وإذا كان صحيحا  القول إنّ الغالبية العظمى  من أفراد الجالية كانوا يتحاشون المرور أمام سفارات العراق في ظل النظام السابق، ويأنفون لقاء ممثلي السفارة، فإنه من الصحيح القول أيضا، إنهم باتوا حريصين على لقاء ممثلي سفارتهم راهناً .

 وعودا على بدء: أرجو أن يكون صدركم قد اتسع لرأيي هذا، آملاً أن يشفع لي حسن ظني بكم، والله من وراء القصد .

***

(*) يحيى السماوي / مواطن عراقي الأصل مقيم في أديلايد .

   .

  

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم