صحيفة المثقف

استفتاء كردستان العراق.. لا قيمة للكلام إلا إذا تم بالفعل

سبحان الذي سخر للعراقيين حكومتي إيران وتركيا لتدافعا عن العراق عبر الدفاع عن أمنهما القومي والوطني أولا، وتقفا بوجه حكومة كردستان العراق في تأسيس دولة كردية على حدودهما. .....

..... العراقيون غير متأكدين من قدرة حكومتهم في بغداد على الوقوف بوجه حكومة كردستان العراق لأن حكومة بغداد ضعيفة بسبب الخلافات السياسية المستمرة بين مكوناتها، الشيعية والسنية. وحكومة كردستان العراق تراهن على هذه الخلافات ولا تخاف من هذه الحكومة الضعيفة في بغداد. إنها تخاف من جارتيها إيران وتركيا وما يمكن أن تفعلا سياسيا واقتصاديا وربما أمنيا للإضرار بحكومة كردستان العراق دفاعا عن أمنهما القومي والوطني. ولكن ما زال العراقيون يأملون ويؤمنون بالحكمة التي تقول: 

ما حكَّ جِلدكَ مِثلُ ظفركْ

فتولى أنتَ جَميعَ أمرِكْ. ...!

فهل بإمكان حكومة بغداد لوحدها الوقوف بوجه حكومة كردستان العراق ومنع قيام دولة كردستانية، أم تترك المهمة لإيران وتركيا اللتان ليس في مصلحتهما قيام دولة كردستانية على حدودهما، ثم يكون على حكومة بغداد أن تدفع الثمن لاحقا لقاء منع إيران وتركيا لإقليم كردستان العراق من أن يتحول إلى دولة مستقلة، وربما يكون هذا الثمن هو تدخل تركيا وإيران أكثر وأكثر في شؤون العراق الداخلية وربما العسكرية أيضا!!

الإجراءات الدستورية والقانونية التي اتخذتها حكومة بغداد ضد حكومة كردستان العراق بسبب إجراء استفتاء الاستقلال عن العراق، لا قيمة لها إلا إذا تمت بالفعل والتطبيق! وما الذي تم بالفعل والتطبيق من هذه الإجراءات الدستورية والقانونية حتى الساعة؟ لا مؤشر كبير، واضح وصريح على تنفيذ هذه الإجراءات الدستورية والقانونية ضد حكومة كردستان العراق بسبب إجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم. ولا مؤشر كبير، واضح وصريح على التزام حكومة كردستان العراق بهذه الإجراءات الدستورية والقانونية .... فإلى أين نحن سائرون وما الذي سيحدث بالفعل والتطبيق؟!

 

احمد العلي - بغداد

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم