صحيفة المثقف

أوركسترا: أشهر رواية في العالم

110 khalilمارغريت ميتشل (1900م- 1949م) هي كاتبة روائية أمريكية ولدت في عام 1900 بمدينة اتلانتا بالولايات المتحدة الأمريكية ، هذه المرأة كانت ربة بيت ولم تتخرج من جامعات عريقة مثل هارڤرد أو السوربون لأنها  تركت المدرسة في المرحلة الابتدائية ، لكنها بلغت بروايتها الوحيدة (ذهب مع الريح) شهرة لم تصل إليها كاتبة روائية أخرى من قبلها ، فقد ترعرعت ميتشل بين أقارب عايشوا بصورة مباشرة أحداث الحرب الأهلية الأمريكية وكانت العائلة تضم العديد من الجنود السابقين الذين قاتلوا في الحرب الأهلية ، فكانت منبهرة بقصص الحرب التي كان يقصها عليها اقرباءها في طفولتها  ..

وبعد زواج فاشل ، بدأت بالاعتماد على نفسها من خلال عملها كمخبرة في صحيفة محلية في أتلانتا لكنها اعتزلت العمل في منتصف العشرينيات لتتفرغ لعائلتها ، بعد ذلك أصيبت بكسر في إحدى قدميها أستلزم بقائها في المنزل لمدة طويله لغرض العلاج ، ولكي تُسري عن نفسها وتنسى المرض كانت تقرأ الكثير من الكتب والمراجع التأريخيه والأجتماعيه وكان زوجها الثاني يأتيها بالكتب ، اخيراً طلب منها أن تثق بمواهبها وتجرب الكتابه فكتبت روايتها المشهورة "ذهب مع الريح"  التي أكملتها بعد مدة تزيد عن ستة سنين  ، تلك الروايه التي تحدثت عن الحرب التي دامت حوالي الخمسة سنوات ما بين الشمال والجنوب الامريكي وانعكاساتها على المزارعين الجنوبيين وصعود المجتمع الصناعي مع فرض قيم المنتصرين و تحرير العبيد، وانهيار المجتمع الإقطاعي وتأثير ذلك على الأفراد عبر قصص حب متشابكة   ، ذهب ضحيتها الملايين من السود والبيض !

لاقت هذه الروايه رواجأ كبيرا  وبيعَ من نسختها الأولى  الغالية مليون نسخة في الستة أشهر الأولى ، ومنحت جوائز عدة أدبية 2 sara2ومنها جائزة بليتزر عام 1937،  وترجمت لمعظم لغات العالم ، وحضيت بأحترام كافة الأمم بطابعها الأنساني ...

 بعد شهر واحد من نشر الرواية في يونيو 1936 قرر المنتج "ديفد . أو. سيلزنيك"  رئيس شركة أفلام سيلزنيك العالمية، شراء حقوق رواية (ذهب مع الريح) لإنتاج فيلم مبني عليها بمبلغ 50.000 دولار أمريكي ، وهو رقم قياسي يدفع لرواية  في ذلك الوقت .. 

وظهر فيلم ذهب مع الريح (Gone with the wind) الذي يعتبر من اطول الأفلام الذي انتجته هوليود في سنة 1939  (يستغرق عرض الفيلم 222 دقيقه - أكثر من 3 ساعات ونصف) ...

هذا الفيلم الذي ظل أسـمه حاملاً الشهرة المطلقة في كل انحاء العالم الى يومنا هذا وفاز بـ 8 جوائز أوسكار واختاره معهد الفيلم الأمريكي ليكون الرابع في قائمة الأفلام الأمريكية المائة الأفضل في القرن العشرين، وحتي عام 2006 أصبح الفيلم ثاني أعلى الأفلام إيراداً في تاريخ السينما الأمريكية ، حتى أن الحكومة الأمريكية أحتفظت بنسخة منه في مكان امين كأحد الكنوز الوطنية االتي لا تثمن بثمن !

ومما يذكر أن العرض الأول كان في ولاية جورجيا وشهد اقبالاً منقطع النظير بسبب الدعاية وما تحدثت عنه وسائل الأعلام ، حتى حاكم جورجيا أعلن  يوم 15 ديسمبر إجازة للولاية بمناسبة عرض الفيلم ، و يستذكر الرئيس الأمريكي جيمي كارتر  هذا الحدث على أنه "أكبر أحداث الجنوب في حياتي "...

رفضت ميتشل عروض عديدة ومغرية لكتابة جزء ثاني من تلك الرواية حتى توفيت بعد حادث سير عام 1949 ، ولكن وفي عام 1980 قام أحفادها بإعطاء الرخصة للكاتبة أليكساندرا ريبلي بان تكتب الجزء الثاني من الرواية وتم طبعها عام 1991 وتم تحويلها إلى سلسلة تلفزيونية ولكن لم يلقيا نجاحا وتجاوبا من القراء والمشاهدين.

محبتي لكم

 

خليل الحلي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم