صحيفة المثقف

اللسان العربي في الجزائر بين التعريب والدارجة

solayman omayratمن الصعب جدا تحديد لسان الجزائري في شرقه وغربه، سواء في الكلام بين جل أفراد المجتمع أو المراسلات الخاصة والكتابات الإدارية الرسمية والخاصة، منها تنوع ألسنة الجزائريين واستعمالهم الكثير من اللهجات واللكنات المحلية الموروثة والمعصرنة.

يستعمل سكان شرق البلاد عربية تختلف عن كلام سكان الغرب في بعض الإضافات الكلامية والالفاظ المستحدثة مع دخول لهجات محلية ومختلطة مع لهجات الدول المجاورة مثل تونس والمغرب، لنرى في وسط البلاد الإرث الأمازيغي بلهجاته المتعددة والمتنوعة في كافة ربوع الوطن، ومنها القبائلية المستعملة بكثرة في أوساط جبال جرجرة ومناطق البويرة، بومرداس، تيزي وزو، بجاية وقد اندثرت من جيجل والقل وميلة وسطيف، كما نرى اللهجة الشاوية بالشرق والميزابية بغرداية والترقية بالجنوب الشرقي والغربي.

ويميز الكلام الجزائري بإدخال ألفاظ عربية مع أخرى فرنسية، مع الأسلوب التركي في الكلام ومنه الأشأشة في نهاية الكلمة النافية للفعل، ونرى استحداث بعض الأطراف التي تدعي الفرنكوفونية امتطاء الفرنسية لكلامهم وكتاباتهم وهم لها أغرب وأجهل.

الدارجة العربية:

يتكلم أغلب الجزائريون فيما بينهم داخل الأسرة أو في المعاملات بالشارع وغيرها عربية مكسرة معيبة، في استعمال ألفاظ بعيدة عن الفصحى وهي لا تعبر لغويا عن المقصود، مثل كلمات "روح، أرواح، شفت، ياسر" ودخلتها بعض أسليب الحديث التركي وكلماته مثل ما كليتش لنفي الفعل كما قلنا وقهواجي، شلاكة، قبقاب، مسيد، وغيرها، فنراها قد أفسدت عربيتنا، ولقد كان أجدادنا إلى غاية الاستقلال يتحدثون بعربية مقبولة ثم طورت اللغة بإدخال العامية عليها واستعمال الفرنسية من طرف أعداء العربية وعملاء المستعمر الذي انتهى زمنه وبقى لقطائه، ولهذا كان الفهم للفصحى عسير على العامة وأعسر منه تعبيرهم عن رأيهم او الإفادة بمعلومة بلغة الضاد، وقد أدخلت كلمات غريبة عن العربية مثل "بزاف" من المغرب و "برشة" أو "يعيشك" من تونس، وكلمات أخرى منها قع، خوّن، عيداري، كيدار، يزعق وغيرها لا تمت بصلة إلى العربية المستعملة في ربوع البلاد العربية الشفوية والمكتوبة منها.

أصبح العامة يلفظون بهذه الكلمات الجديدة في قاموسهم لتصبح عادة في كلام الناس حتى الذي لا يفقه المعنى تراه ينطقها مقلدا كي لا يظن به جاهل لعصره، لذا نرى المواطن العادي والمثقف تقنيا غير قادر عن التعبير الكتابي سواء داخل المدرسة أو في نشاطه المهني أو حتى عند كتابة تصريح إداري أو ملاحظة صغيرة، فطالما ترى أحد المثقفين يقوم بذلك ناسخا الوثيقة التي حفظها من قبل.

اللهجات الامازيغية المتفرعة:

تفرعت عن اللغة الأمازيغية المغاربية عديد من اللهجات المتنوعة والمختلفة، تأثرت كل منها بالموقع الجغرافي التي تطورت فيه وذلك لسبب اختلاط اللغة مع لغات المستعمرين الأوروبيين والفاتحين العرب، فنرى الشاوية الذين اندمجوا مع العرب أكثر من غيرهم فيستعملون العربية في كثير من المجالات ولا تجد في لسانهم عجز أو خلل رغم حفاظهم على الشاوية ذات الأصول البربرية، كذلك بني ميزاب رغم انغلاقهم على أنفسهم قديما إلا أنهم تفتحوا على العربية بعد الاستقلال وصاروا يستعملونها دون إشكال، وهم بها يفتخرون.

أما القبائل، فعوض أن يندمجوا مع العربية إلا أنهم أتقنوا لغة الاستعمار وصاروا يستعملونها في كلامهم وكتاباتهم بتفوق فسار على نهجهم الكثير، وليس ذلك سوى أن فرنسا صرفت المال الكثير من أجل التبشر وفرنسة القبائل وتفرقة الأمة الجزائرية وما تزال وراء كل نميمة وفتنة بين الجزائريين.

ومع ذلك احتفظ سكان الجبال على اللجة القبائلية التي تعد الأوسع والأقرب إلى الأمازيغية العريقة، ومع نشوب خلاف سياسي حول الأمازيغية في منتصف القرن الفارط أصبح القبائل دون غيرهم عدائيين للعربية البريئة من كل خصومة ومؤامرة، وصاروا لا يستعملونها سوى في الأمور الضرورية مثل العبادة، فهم مسلمون بامتياز، محافظون ومتمسكون بإسلامهم الصحيح، وقضية الصراع العربي الأمازيغي مغلوط في شكله ونوعه، اتخذه السياسيون مطية لمعارضة النظام الذي في أصله فرنكفوني، عدو للأمازيغية والعربية على السواء، بدليل أن أكثر الموظفين الساميين بالحكومة في الجزائر العاصمة من أصول أمازيغية.

وكان الأجدر على أمازيغ وعرب الجزائر أن يمحوا الفرنسية التي فرقتهم لقرن وأكثر من ربع القرن، ويعتمدوا لغتين تجمعهم وتوحدهم، لأنهم يعلمون جيدا أن البربر هم أصول الجزائر ولا يمكن الاستغناء عنهم في كل الأمور وأن العرب أصحاب الدعوة الإسلامية هم إخوة لهم الذين امتزجوا معهم وكما قلنا سابقا إن أغلب سكان الشرق من جيجل إلى سكيكدة من أصول أمازيغية وعربوا نهائيا، كما يشهد الكثير من سكان قرية بوهمدان في قالمة عن أصولهم من جيجل وبذلك أمازيغ، هذا دون التحدث عن باقي المناطق الجنوبية والصحراوية البربرية التي عربت تماما مثل ورقلة، لهذا أعود وأقول يجب أن يتخذ العرب والأمازيغ في الجزائر اللغة العربية لغة رسمية والأمازيغية لغة وطنية ثانية يبدأ استعمالها في الحديث العام وينطلق تدريسها حرة بدور الشباب وفي الجامعات ثم تدخل المدارس وجميع الأمور والتظاهرات الثقافية بطريقة تدريجية في انتظار تطورها ونقائها من بعض الألفاظ الفرنسية والعربية، لينتقل استعمالها في المراسلات الإدارية والتجارية والعلمية مع الترجمة المرفقة في البداية، ونترك إلى الأبد لغة الاستعمار التي أذلتنا وقلت من قيمتنا.

الفرنكوفونيون المزيفون:

أقول المزيفين لأنه لم يكن في الجزائر من يرسل ابنه يتعلم لغة الاستعمار وفيه نيف ونخوة من الرجولة وغيرة على لغته وإسلامه، كان الموالون من الباشاغات والقياد وبعض التجار بالمدينة يرسلون أبنائهم للدراسة بالمدارس الفرنسية، ورجال الهمة والنخوة يدرسون أبنائهم بالكتاب والزوايا القرآنية أو عند الشيوخ المرابطين بالشرق، ولو كان ذلك تحت شجرة ومنهم من هام في الجبل دون تعليم ولا معرفة.

المعروف أنه في السبعينات من القرن الماضي لم يكن الشعب الجزائري يتقن ويتكلم الألفاظ الفرنسية بل أن أغلب سكان الجزائر أثناء الفترة الاستعمارية من الريف وأغلب سكان المدينة ريفيين نازحون، يتكلمون العربية الصحيحة على الطريقة المغاربية ثم تغيرت لهجتهم ولكنتهم في المدينة وأدخلوا بها الكثير من الألفاظ الدخيلة والكلمات الغريبة، ومما أعرفه أن في شرق البلاد كان القروي يقول "ريت فلان" والمدني "شفت فلان" كذلك "اذهب وآجي" والمدني "روح وأرواح" أيضا "ياسر" والمدني "بزاف".

الاتصال الاجتماعي بالدراجة:

يستعمل جل الجزائريين الدارجة في اتصالاتهم اليومية وفي تعاملاتهم التجارية والثقافية والاجتماعية، ويحرص الجزائري دوما على استعمال أكبر قدر من الكلمات العربية والألفاظ القريبة منها، خاصة التي اكتسبها من محيطه وبيئته، لأنه دائما ما يتعلم الفتي من الكهل والشيخ الكلمات الجديدة ومفاهيم الحياة، إلا أنه أصبح الشيخ يتعلم من الشاب الكلمات الفرنسية والجديدة عليه، فانتشرت بذلك لهجات بألفاظ غريبة عن العربية، التي دخلت في حياتنا اليومية ولصقت بلساننا حتى ذابت في لغتنا وانصهرت في كلامنا، فنسينا كلماتنا الأصلية التي تعلمناها في صغرنا وكبرنا بها، لنبتعد رويدا رويدا عن عربيتنا، لهذا نرى سباب اليوم يتعاملون بكلمات فرنسية في كل حين، لا هم قادرون على فهمها وترجمتها ولا على تكوين جملة واحدة قابلة للحديث الجيد لو تخلى عن إحدى اللغتين، ما كسبوا العربية فتحدثوا بها بطلاقة واتقان رغم الدراسة لسنوات عدة، وما أتقنوا الفرنسية التي اكتسبوها من الشارع كي لا نقول من المدرسة، وللعلم فهي أصعب بل والعائق الكبير لنجاح الطلاب، فأكثر نسبة من المتعلمين في جميع الأطوار يخشون الفرنسية ولا يتقنونها البتة، ولا حتى الجيل الذي سبقهم جيل الثورة أو من بعدهم جيل الاستقلال، ومهما تطورت لغتهم الفرنسية فهم لها أجهل وعنها أغري، ومن كان يمارس الفرنسية في مهنته فإنه مرغم عليها وإذا خرج من تلك الدائرة تراه أميّ لا يفقه كتابة تقرير ولا عريضة أو مقالا او شكوى.

لهذا تبقى الفرنسية في الجزائر غريبة عنا محشوة حشوا في الاستعمال الإداري بالمؤسسات العامة والخاصة، ويبقى نضال الفرنكوفونيون فاشلا فشلا ذريعا ومنتهي صلاحيته عن قريب.

ورغم افتخار طبقة من النظام السابق والحالي بفرنسيتهم المقلدة، فلقد وصلنا إلى مفترق الطرق، جيل لا يتقن كتابة اسمه صحيحا بالفرنسية مع دراسة دامت أكثر من تسع سنوات متتالية، كي لا نتطرق إلى المستوى الجامعي المتدني بسبب الفرنسية الدخيلة علينا والتي تبيد فينا كل عزم وهمة وتقلع من الجذور هويتنا التي ترتكز أساسا على العربية بالدرجة الأولى.

تعطل الأدب في الجزائر وضاع مع سنين الاحتلال وزاد ضياعا مع اتخاذ الفرنسية بدل الرسمية في جميع المعاملات الإدارية والمراسلات التجارية بعد الاستقلال، فأصبحت الفرنسية تحاكي العربية بل وتتعداها في كثير من الامور، فقد تجد كل النصوص القانونية والاتفاقيات الدولية والعقود والوثائق الرسمية مترجمة إلى الفرنسية المستعملة حسب الإصدارات الإدارية، والحقيقة عكس ذلك لأن الجميع يتخذ النص الفرنسي مرجعا له في تفسير النصوص وتنفيذها، وهذا ما عطل العربية في التعاملات وأنقص من إبداع الجزائري الذي يرى الفرنسية لغة غريبة عنه ولا يمكن إتقانها في ظروف وبيئة لا تعبر عن الفرنسية بصدق، وقد صدقوا الفرنسيين حين قالوا "دع لسيزار ما لسيزار".

فلو تعلم وكتب محمد ديب ومولود فرعون ومولود معمري وكذلك آسيا جبار وكاتب يسين وياسمينة خضرة ومالك بن نبي بالعربية، لكان إبداعهم أقوى وأروع وإضافة إلى الأدب الجزائري والأدب العربي، وليس مبتورا كما هو عليه اليوم لا هو بالعربي ولا هو بالفرنسي، فهو لم يأخذ حقه كونه لا تنتمي إلى كلا الأدبين ولا يعتبر من أدب الغربة.

إن الجزائري لا يمكنه أن يكون فرنسيا مهما بلغ به الأمر، حتى المهاجرون والذين ولدوا بفرنسا مازالوا جزائريين بالفطرة ومهما فعلوا ولو تبنوا الجنسية الفرنسية لن تقبلهم فرنسا بل يبقوا عربا وأمازيغ، وكذلك البربري لا يمكن أن يصبح عربي ولو مارس العربية في حياته، له تفكيره الخاص وإبداعه الرائع الذي لا يملكه العربي في الجزائر، ولا يمكن أن ينصهروا في المجتمع الفرنسي ولا يندمجوا في هويتهم وثقافتهم، فانظر زين الدين زيدان مهما ارتقى يبقى ذلك البربري الجزائري، أمازيغي في تصرفاته وسلوكه، ومن سار على منواله كثير.

عندما زار ديغول رئيس فرنسا سابقا الجزائر أثناء ثورة التحرير تقدم إليه إطار جزائري وأشار له عن شيخ يرتدي شاش على رأسه وجبة مفتوحة عريضة ذو وجه أسمر مجعد عليه غبار الشقاء والشمس، ثم قال له: سيدي الرئيس، هل تعتبر هذا الشيخ فرنسي؟ اندهش الرئيس واحتار في الرد على السؤال ولصورة الشيخ الذي لا يمكن له ولأي فرنسي أو أوربي أن يعتبره مواطن مثله، هذا الجزائري الذي يحمل تقاسيم تميزه عن غيره وثقافة وعادات تختلف تماما عن موروثهم الثقافي.

الإبداع العربي في الجزائر:

يبدع الجزائري اليوم بلغة ليست هي اللغة التي يتكلم بها في حياته اليومية ما عدا بعض المفردات والجمل الصغيرة، فهو يكتب بالعربية الفصحى الصحيحة والسليمة نحويا، ويكوّن بها بيانا لغويا راقيا، تراه على عكس كاتب المشرق الذي يكتب بلغة جاهزة يتداولها يوميا ويتناولها كالهواء والماء، فيكون إبداعه من كلمات جاهزة في ذهنه لا تتطلب عمق التفكير والتمعن في ألفاظها ومعانيها، بينما الجزائري فإبداعه يكون في ترتيب الجمل الانشائية قبل التطرق إلى الوصف والصورة البلاغية من تشبيه وكناية وجناس وسجع وغيره.

فالمبدع يبحث عن المرادف الذي يليق بالحدث والمقام أو الوصف الدقيق للصورة مستخرجا قاموسه الذهني أمامه فيختار ما جال أمام ناظريه، مما كتب أو قرأ سابقا، فيصنع الكلمة الثقيلة الرصينة الموزونة، ليضعها مكانها ويساندها بأختها من كلام القواميس ومما أخذ عن أكبر أدباء العرب، فيستعرض ما قرأ عنهم وما أثر فيه من أقوالهم المعبرة عن الموقف، آخذا بذلك الكلمة الراقية لا الصورة الفوتوغرافية أو شريط الأحداث المستعرض.

تراه كلما كتب وتقدم في الكتابة احتاج  إلى كلمات جديدة وموسوعة لغوية أطول، فتنخفض عنده الصورة الجمالية وترتقي صوره البلاغية أو اللغوية بمفردات جديدة عليه، عريقة ومعبرة في لغة العرب، لذا نرى شعراء الجزائر ورواتها يحصدون جوائز في كثير من المسابقات الأدبية العربية وذلك لقيمتها اللغوية وتنوع موضوعها ونظرتها، فنظرة المغاربي للأمور وثقافته المتنوعة تميزه عن غيره، إلى جانب مخالطة ثقافات البلدان المجاورة وأوروبا، حيث التنقل إلى هذه البلدان أمر يسير بالنظر إلى المشرق، إن لم يرتحل الجزائري إلى دول أخرى يكفيه كسب خبرة من أحاديث الذين زاروا بلدان عديدة جلبوا منها صورا جميلة، منها السعودية أثناء الحج والعمرة ومصر وسوريا والعراق للدراسة ما بعد التدرج وتركيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا للسياحة والهجرة، إلى جانب التنوع البيئي في الجزائر وتنوع الالسن، وقد يدهشك أن المناطق الداخلية الممتدة على الهضاب العليا وما جاورها تتقن العربية أفضل من غيرها، فماتزال بسكرة والجلفة وسطيف والأغواط تحافظ على عادات التدريس بالعربية وهي أبعد أغرب للفرنسية، كما يدرس القرآن الكريم بالزوايا على غرار مناطق الغرب الساحلي من غليزان ومستغانم وتلمسان وغيره.

لهذا يعتبر الإبداع العربي من طرف الكاتب أو الأديب الجزائري ظاهرة إيجابية يتميز بها عن غيره لما تراه يعمل بجد وكد للوصول إلى المستوى العربي الراقي، وقد يصادفك روائي أم شاعر من أصول أمازيغية ولغة الأسرة في تعاملاتها تبقى إحدى لكنات هذه اللغة إلى جانب اختلاطها بالدارجة.

صنع الجزائري العامي لنفسه لكنة لا يفقهها عربي غيره وقد يحتاج إلى مترجم ليشرح ما قاله، فيجد المشرقي صعوبة لفهم كلامه ويراه معقدا، فهو لا يوصل رأيه إلى غيره ما لم يكن أستاذا أو إماما أو كاتبا مثقفا معتاد على الكلام بالفصحى في إلقاء الدرس والمحاضرة، وللأديب أسلوبه حيث يستخرج كلماته من أمهات الكتب ويستنبط الكلام من قراءته المتكررة للكتب العلمية والمجلات والروايات، وليست هي طبع ولا عادة كسبها من الأسرة والمجتمع، ومع تطور الزمن تتطور لغتنا نحو العربية ولكنها تنشؤ ضعيفة غير متزنة بسبب تهاون هذا الجيل بلغته وفي عمله ودراسته وهو يجد كل شيء متوفر عبر الإنترنيت.

 

اعداد: سليمان عميرات

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم