صحيفة المثقف

مدح الآخرين بين الثناءالمنصف والتطبيل المقرف

لا ريب ان الاشارة الى الجهد المتميز للآخرين.. والإشادة بعطائهم.. والتنويه بادائهم على قاعدة (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) أمر حسن ومطلوب باتجاه توسيع قاعدة العمل الصالح .. وذلك من اجل تحفيزهم لعمل المزيد منه..وتمييزهم عن أقرانهم الآخرين من المتقاعسين الذين يتهاونون في اداء ما يناط بهم من أعمال.

وتجدر الاشارة إلى ان تقييم الأداء في عالم اليوم، قد أخذ بمبدأ الحافز المادي والمعنوي لأولئك الذين يؤدون أعمالهم بشكل متميز، في حين اخذ بالحافز السلبي للمتلكئين، الذين يأتي عطاؤهم بمستوى متدني دون الحد الأدنى لخط الشروع بمنح الحافز.

ولعل مما يجدر بالملاحظة ان المدح عندما يكون زائفا.. وتهويلا مبالغا فيه.. أو  تدليسا مسفا، بنسب الإنجاز والفضل لغير أهله.. فانه عندئذ يأخذ شكل التهريج الممقوت، والتطبيل المقرف، الذي ينبغي أن نترفع عنه..

ويلاحظ على المستوى الاجتماعي، ان سلوك التطبيل والتهريج، اخذ يحتل مساحة واسعة بين مجموعة من الناس صار يصطلح على تسميتهم مؤخراً، بالبوقجية، او المطبلين. حيث يلاحظ انهم اما ان يهولوا المدح، ويبالغوا فيه، او انهم يدلسون وينسبون الفضل لغير من صنعه، مدفوعون بغرض، او أنهم مأجورون، او أحياناً يأتون عليه بدافع السذاجة، حيث ينساقون وراء المطبلين دون وعي منهم.

ولأن الموضوعية تقتضي الإنصاف بنسب الفضل إلى أهله على قاعدة ( وان ليس للإنسان إلا ما سعي)، وان المدح ينبغي ان يتم بالقسط على قاعدة (وزنوا بالقسطاس المستقيم)، فان المطلوب ان نحرص على مدح الآخرين باستحقاقهم، من دون مبالغة، او تهريج. ويقينا فأن أسوأ سلوك في المدح، هو ذلك الإطراء المأجور، الذي يقوم به البوقجي لصالح من دفع له الثمن،حتى وان كان الممدوح لا يستحق أي إطراء، وهو سلوك شائن ينبغي هجره.

نايف عبوش

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم