صحيفة المثقف

ضحى الحداد تحاور: الإعلامية أسيل سامي في مدارات حوارية

في هذه الحلقة من مدارات حوارية، تستضيف المثقف الأعلامية أسيل سامي وحوار أجرته معها الشاعرة ضحى الحداد، فأهلا وسهلا بهما في المثقف.

- بعض الاعلاميات العراقيات يفتقرن الى المعايير المهنية.

- كنا نخضع لمقاييس صارمة فيما يتعلق بمن يظهر على الشاشة.

 - للسناب شات وقع السحر على حياتي. 

- إعلامية عراقية من مستوى رفيع عرفها الجمهور من تلفزيون العراق عام 1991 وبعدها الانتقالة عربيا، حيث اشتهرت بتقديم برنامج (هذه الدنيا) انها اسيل سامي ابنة الفنان سامي عبد الحميد والفنانة فوزية عارف، عدنا معها الى زمن الاعلام الهادف مرورا بالوقت الحاضر وكان لنا هذا الحوار الشيق..

س1: ضحى الحداد: اسيل سامي الاعلامية العراقية المخضرمة التي التحقت بالركب الاول لمبدعي العراق في اوائل التسعينيات، من اين انطلقت شرارة الاعلام فيك؟ وكيف تم اكتشاف الموهبة؟

ج1: أسيل سامي: منذ صغري وانا مولعة باللغات حتى أجدت اللغة العربية والانكليزية اجادة تامة، وكان لدي حس الظهور والتميز بين اقراني فتارة تجديني القي الكلمات امام الجموع، وتارة اخرى الشعر، الى ان اصبح شغفا لم استطع الا ان اطوره، لكن لم يكن التصور مكتملا لدي الى حين تخرجي من الجامعة، عندها شعرت ان هذا مكاني الحقيقي: ان اكون مذيعة واجري الحوارات واللقاءات ومن هنا انطلقت. 

س2: ضحى الحداد:رغم ابتعادك عن ارض الوطن لسنوات عديدة،، مازالت اسيل تتمتع بقاعدة جماهيرية ومتابعين في السوشال ميديا خصوصا السناب جات، كيف قربك هذا التطبيق من الناس.؟

ج2: أسيل سامي: فعلا تطبيق السناب شات كان له وقع السحر بيني وبين الناس الذين لا يزالون يتذكرونني حتى الان رغم ابتعادي عن ارض الوطن لسنوات فاصبح السناب شات هو حلقة الوصل من خلاله يبثعون لي برسائلهم الجميلة التي تشعرني بمحبتهم وتقديرهم لي، واجزم بان المتلقي يمتلك الذوق الرفيع والقدرة على التمييز بين الاعلاميين المتميزين الذين تعبوا كثيرا من اجل بناء مسيرة مهنية محترمة وبين اخرين قد لايكون لهم بصمه في واقع الاعلام، لذلك فان لمواقع التواصل الاجتماعي الفضل الكبير في التواصل بيني وبين المتابعين الذين لطالما يذكروني بأيام ظهوري على شاشة تلفزيون العراق والبعض الاخر اكتشفني للتو وهذا يزيدني شرفا وسعادة . 

س3: ضحى الحداد:في خضم الانفتاح وانتشار مئات القنوات العراقية، ما هو رأيك بالاعلاميات العراقيات من داخل العراق؟

ج3: أسيل سامي: ان اجبتك على هذا السؤال ربما اثير انزعاج البعض سأحاول ان اكون دبلوماسية " في البدء زيادة عدد النساء العراقيات اللواتي انضممن الى ركب الاعلام هو شئ صحي للغاية، ومن الايجابيات فتح قنوات عديدة مع هامش من الحرية في الاعلام العراقي وتدفق وجوه جديدة البعض اثبت حضوره القوي ودخل مجالات مختلفه،

 ولكن، لكن لكن "مع التشديد" ماتزال هناك ثغرات للاعلاميات العراقيات حيث ان البعض منهن يفتقر الى ابسط المعايير المهنية مثل اللغة، الاعتماد على المظهر واهمال الجوهر، قلة الثقافة وانا اعتقد ان هذا ليس ذنبهن لان المؤسسات التي توظف هؤلاء لا تعمل على تدريبهن بما فيه الكفاية فمثلا عندما تتقدم السيدة للمجال والادارة تجد فيها القدرة على الظهور والوقوف امام الكاميرا يتم توظيفها مباشرة دون النظر الى المعاييرالمهنية، واذا سلمنا بان هذا ممكنا فيجب العمل على صقل دورها المهني، وتطوير امكانياتها، وادخالها دورات في اللغة، ودورات تتعلق بالمظهر والجلوس وكيفية اداره الحوارات، المشكله ان المؤسسات الاعلامية الجديدة لا تبذل جهدا كافيا في تطوير مهارات المذيعات لذلك البعض تنقصه الكثير من المعايير بالاضافة الى ان عددا لابأس به من ذوي الخبره خارج العراق. 

س4: ضحى الحداد: يعني بما ان الواقع يحتاج دعما وتغييرا من اصحاب الخبرة هل ستقومين بعمل دورات للاعلاميات العراقيات لو طلب منك ذلك؟

ج4: أسيل سامي: بالتاكيد، يسعدني ويشرفني جدا ان اصب سنوات الخبرة الطويلة في دورق من ذهب واقدمه بكل حب الى اعلاميات العراق الشابات وان افيد بلدي، اذا ما تم استقطابي ودعوتي فبكل سرور سألبي الدعوة. 

س5: ضحى الحداد: بما ان هناك جدلا كبيرا حول موضوع الجمال في التلفزيون،، الى اي مدى يمكن ان تعتمد عليه المذيعة في مجال عملها؟ وهل ساعدك الشكل الجميل في فتح افاق اكبر؟

ج5: أسيل سامي: بالنسبة لي لا اعتبر نفسي جميلة على الاطلاق ما يميزني حسب ما تصلني من ردود هو حضوري وقدرتي في الاداء والتلوين، اما الجمال فهو مسالة نسبية،واعتقد بانه يجب ان لا يعتمد الاعلامي والاعلامية على الجمال من اجل اثبات النفس لسبب ان الساحة الاعلامية الان كبيرة هناك مئات وربما الالاف من المذيعين والمذيعات الصحفيين والصحفيات منهم خارقوا الجمال ومنهم اشكالهم متواضعة، الى من تميل الكفة؟ اكيد ليس الى الشكل الجميل، لذلك فالجمال ليس مقياسا للنجاح وانما المعايير الثقافية واللغوية وغيرها من اساسيات العمل الصحفي،ولكن اذا ماتحدثنا عن معيار الشكل فلابد ان يكون هنالك مظهر يوحد شكل الاعلامي بمعنى ان المذيعة يجب ان تعتمد على ستايل يميزها بعيدا عن التغييرات الهائلة والمصطنعة من مساحيق التجميل وتسريحات الشعر المبالغ بها، لابد ان يكون المظهر مهنيا واحترافيا فضلا عن الحضور والالقاء والظهور بشخصية متفردة فهذا برأيي هو الجمال. 

س6: ضحى الحداد:كيف تقضي اسيل سامي وقت فراغها ؟ وهل تتواصلين مع مذيعات التسعينييات؟

ج6: أسيل سامي: حقيقة ليس لدي وقت فراغ على الاطلاق فانا منهمكة ما بين عملي ومابين اسرتي واولادي واهتمامي بهم بالاضافة الى ان لدي حياة اجتماعية صاخبة، احب تثقيف نفسي من خلال القراءة والسفر .فهو يضيف لي كثيرا من التجارب. بالتأكيد اتواصل خصوصا مع المذيعة العزيزة على قلبي امل حسين والقريبة مني اقبال حامد. 

س7: ضحى الحداد:خلال مسيرتك الطويلة والحافلة بالانجازات والخبرة، ماهي نصيحتك للاعلاميين الجدد؟

ج7: أسيل سامي: نصيحتي ان يهتموا بالمضمون اولا مثل تطوير الثقافة في كافة المجالات،ثانيا تطوير اللغة فقد لاحظت استسهال هذا الجانب فتخرج على مسامعنا مفردات تنطق بشكل خاطئ او تشكيل غير صحيح وهذا مايجعل اللغة العربية تتدهور للأسف ونحن نعلم تماما بان الاعلام وسيله حيوية وحاسمه في تطوير ثقافه الاجيال، والمتلقي لذلك لابد ان يكون الاعلامي حريصا على اللغة، وانصح بالحرص على بناء الشخصية وعدم السقوط في فخ الغرور،اذ يجب ان يعرف الصحفي انه مهما وصل فهو مازال يتعلم ويستفيد من خبرات الاخرين . 

س8: ضحى الحداد:نشاهد ونسمع عنك من المتابعين بانك من (جيل الطيبين) لم برأيك يتم تصنيفك من هذا الجيل؟

ج8: أسيل سامي: تضحك، اينما ذهبت ينادونني بجيل الطيبين طبعا انا اعتز بهذا اللقب ولماذا صنفت هكذا،، لاننا كنا جيلا متفردا من حيث المقاييس حيث كانت مختلفه تماما حتى اعدادنا كانت محدودة وكنا نخضع لقوانين صارمة جدا فيما يتعلق باختيار من يظهر على شاشة التلفزيون لذلك تجدين كل مذيعة واعلامية في جيلنا تختلف عن اخرى وفي نفس الوقت تنافسها قوة وحضورا ومظهرا وهذا الكلام ينطبق على الاعلاميين من الرجال ايضا لكن وبقدر اعتزازي بلقب جيل الطيبين لا اريد ان اصنف بطريقة وكانني انتمي الى جيل ليس متواصلا مع الوقت الحاضر وفعلا هناك من وقع في عزلة ولم يتمكن من التواصل مع هذا الجيل، انا على العكس اعتبر نفسي من الذين ينتمون الى جيل سابق لكنهم متواصلون ويمدون جسورا مع الجيل الحالي من خلال اطلاعي وتواصلي مع الشباب وكثيرا ما تصلني رسائل من الاعلاميين الشباب يطلبون نصيحتي واتواصل معهم لذلك انا من جيل الطيبين ومتواصله ومتفاعلة مع الجيل الحالي .

 ***

حوار ضحى الحداد

مدارات حوارية - صحيفة المثقف

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم