صحيفة المثقف

ميلاد الرسول الكريم .. والتواصل الحي مع الذكرى

في الذكرى العطرة لميلاد نبي الرحمة، سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم)، التي ستصادف هذا العام بتاريخ ٣٠ /١١ / ٢٠١٧ .. يتطلب الأمر، ان نتواشج مع هذه الذكرى، بالتواصل الحي معها.. وأن نحرص على استخلاص الدروس، والعبر منها.. بقصد التأسي بسيرة صاحب الذكرى، وتجسيد مناقبه الفاضلة، في حياتنا اليومية، قولاً وفعلاً ..

فحب الرسول الكريم، والوفاء للرسالة التي جاء بها..إنما يقتضي الالتزام بما جاء به .. وبالتالي فإنه ينبغي أن لا يقتصر الاحتفاء بمولده، على مجرد طقوس جافة، لا تمت بصلة إلى جوهر رسالته الكريمة.. وذلك باعتباره النموذج النبوي للإنسانية في تكامل الفضائل المطلقة، والقيم النبيلة، كما قال عنه رب العالمين في كتابه العزيز ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾  فقد كان بتلك المناقب المثالية العالية، وعاءً للفضيلة المطلقة؛ ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِي). حيث تجسَّد فيض خُلُقه الرفيع على الإنسانية، والعوالم الأخرى، بالرحمة التي أضفاها عليه رب العالمين بقوله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ 

فرحمته العامة ، ورأفته الرِّسَاليَّة بالعالمين، التي تجسَّدت في سلوكه النبوي الفاضل في كل مجالات الحياة، تستوجب أن تقابَل بالحب من جميع الناس، لا بالتنكُّر له، والإساءة إليه.. مع أن الله تعالى تكفَّل بردِّ السوء عنه من أي شانئ إلى يوم الدين، على قاعدة: ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾فبقي في ظل هذه العناية الربانية، طيب الذكر على الدوام،سامي الرفعة أبدا، على مقتضى الإرادة الإلهية ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾

وإزاء محاولات الإساءة المعاصرة للرسول الكريم، التي يمارسها اليوم بعض المهووسين من أي صوب كانوا، فإن المطلوب من جمهور أبناء الأمة العربية والإسلامية والإنسانية الحقة، أن يكونوا يدًا واحدة، في مواجهة كل محاولة دنيئة، تسعى للإساءة إلى نبي الهدى. ولعل أبلغ رد على أباطيل أولئك المرجفين دفاعا عن الرسول الكريم، يتجسَّد في الإيمان المطلق، والالتزام التام، بما جاءت به رسالته العظيمة، متمثلة بالقرآن الكريم، والسنة المطهرة.

نايف عبوش

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم