صحيفة المثقف

الطاحونة

almothaqafnewspaperطرق نيسمية غير مبلطة.. ليس ثمة وسائل نقل .. يجلبون مؤونتهم قمحا او شعيرا على ظهور حميرهم إلى حيث طاحونة الحاج عمر الخالد.. لطحنها دقيقاً.. او جرشها برغلا ... يلقون حمولتهم في فضاء الطاحونة.. يربطون حيواناتهم بحبل يلفونه حول شيش حديد.. او وتد خشبي يدقونه في الأرض.. بانتظار دورهم في الطحن .. مرح هو مع زبائنه .. يعاونهم في صب الحبوب في قمع الطاحونة.. يمازحهم بظرافة مثيرة للإعجاب.. نملة تسحل عجوة ..عبارة يلاطفهم بها لشحذ همتهم..يفاجئهم بذر حفنة دقيق على قايش التدوير ليهرعوا متزاحمين على الباب هربا من مسخ وجوههم بغبار الدقيق الأبيض .. سمحا معهم في جباية أجرة الطحن.. بضعة دراهم للوزنة.. يقبلها عينا بما تيسر من وجد من ضاقت به ذات اليد منهم .. فضاء الطاحونة يكتض بالطواحين والمارة.. بعضهم يحل ضيفاً على اهل القرية لتناول الغداء ريثما يحين دوره  .. ايقاع قرقعة صوتها.. نغم شجي.. ظل يداعب ذاكرة أجيال متعاقبة من ناس القرية.. ومن خارجها.. ممن كان يمر بقربها.. او يرتادها لطحن قوته أيام زمان

 

قصة قصيرة.. بقلم نايف عبوش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم