صحيفة المثقف

توحيد موقف الرفض.. والقدس عربية

لعل من نافلة القول الإشارة إلى أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب، إلى القدس المحتلة، واعتبارها عاصمة الكيان الصهيوني، جاء في جانب من تجلياته، استحقاقا انتخابيا، لأرضاء اللوبي الصهيوني، تنفيذا لوعود حملته الانتخابية. إلا ان مزامنته في هذا الوقت بالذات، لكي يأتي متساوقا مع واقع حال عربي منهك، يتسم بالتشرذم، والاضطراب الأمني، وتصدع منظوماته الإقليمية، كالجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي، في مقابل غطرسة إسرائيلية، تدعمها هيمنة أمريكية واضحة في تأثيرها على القرار في الساحة الدولية،إنما يعكس ايغالا في الاستخفاف بالعرب، وامعانا في تيئيسهم، وانحيازا صريحا للكيان الصهيوني المحتل، والقاءا لكل جهود التسوية التي كان يعول عليها البعض، في سلة المهملات .

وقد تجلت ظاهرة إلاحباط، بشكل واضح، في أغلب ردود الفعل الشعبية العربية ، التي صبت جام غضبها على النظام السياسي العربي،عندما اعتبرته المسؤول عما آل اليه الحال العربي من تردي ،قيد حرية الإرادة السياسية العربية،واضعف الموقف العربي أمام التحديات المصيرية،بما فيها التفريط بمقدساتها الدينية،و الموقف من الاحتلال الصهيوني، والاستيطان، وإجراءات تهويد القدس.

ومع تردي الحال اليوم، فأن العرب ما يزالون يمتلكون الكثير من عناصر القوة،لرفض قرار الرئيس الأمريكي، وتعطيل تنفيذه، بما لديهم من طاقات كامنة،في مقدمتها استخدام سلاح النفط ،ناهيك عن توظيف عمق جماهير الأمة عربياً واسلاميا في هذا المجال، لحمل الإدارة الأمريكية على إعادة النظر في قرارها المتهور، والتراجع عنه، بما للقدس من خصوصية، وقدسية دينية معروفة للجميع.

لذلك فإن المطلوب ان يتوحد قرار الرفض العربي والإسلامي ، وأن يتناغم شعبيا ورسمياً في مواجهة القرار الاميركي، لمنع تمرير هذا القرار الجائر،  وحمل الرئيس الأمريكي على التراجع عن التنفيذ، لاسيما وأن أصوات الرفض الدولي المنصفة، بدات تتعالى، وأخذت تترى من كل حدب وصوب، لتصب في صالح الحق العربي في رفض الاحتلال، والاستيطان، والتهويد

 

نايف عبوش

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم