صحيفة المثقف

عشاقُ العراق

jafar almuhajir2إلى أبناء العراق

الذين دحروا قوى

 الظلام والإجرام الداعشية .


 

عشاقُ العراق / جعفر المهاجر

 

يأتون كالغبش المطهر من حليب الكبرياء

ويطلعون كأنجم خضراء تهزأ بالفناء

ملءُ الحناجر يطلقون

لحنا بهيا كالقمر

لحنا تعمد بالمهابة والكِبَرْ

إن المساجد والكنائس وحدت دعواتها

والحب بينهما آنصهرْ

هبت حشود العاشقين

خطواتهم فاحت كعطر الياسمين

ساروا بعزم المؤمنين

خاضوا الغمار بلا فتور أو خورْ

في خطوهم لاحت بشارات المطرْ

فليكتب التأريخ  في سفر الخلود

شعب العراق قد آنتصرْ

***

ياسيد النخل الجليل

يادوحة الحب الأصيلْ

ياأيها الوطن الذي يلدُ الرجال

ياأيها الغيث الذي أحيا الرمال

ياأيها الطود الذي أفنى المحال

تشدو لطلعتك  البلابلْ

والسواقي والسنابل والشجرْ

من عطرك السحري يختال الوترْ

وتعانق الأشعار أضواء القمرْ

هذي ربوعك أحرقت أعتى الزمرْ

فليشبع الباغون من طعم الردى

ومن الضريع المر في قعر السقرْ

***

وطن الشرائع والأصالة والبيانْ

مهما تمادى الحاقدون الغادرونْ

وأشعلوا الحرب العوان

تبقى وتبقى شامخا

متألقا كالبدر تهفو للذرى

في الفيافي والمدائن والقرى

تزهو جباه الثائرين

بعزيمة لاتستكين

لتذيق أعداء الحياة

طعم المذلة والهوان

تبا لأفاك دخيلْ

سحقا لسفاح رذيل

زمرُ الضلالة والخرافة والحُفرْ

***

ياأيها العشاق فتيان العراقْ

ألق الرؤى أنتم ونبض الرافدينْ

نبراس كل الطيبينْ

إني أرى في  خطوكمْ

عرس البطولة والفدا

وبحشدكم إني ملكت الفرقدا

هذا أوان الطلع والنصر المكلل بالندى

فاتحة  البنفسج

والتقاويم الجديدة والندى

اليوم قد حلت مواعيد اللقاءْ

في مهرجانات الضياءْ

عشتارُ رصًعت النجوم

على جبين الأوفياءْ

وطرزت هام العراق

بالغار والعزم الأكيد

وبالسنا والإرجوان

ستظل نبعا للزمان

ويفوح منك العنفوان

وطني المفدى ياأغر

***

حسبوا العراق وليمة

وبنوا قصورا في الهواء

وتدافعوا نحو السرابْ

وسرى سعار الحقد في أوصالهم

كالقيح كالريح السموم

ودليلهم صار الغراب

وطن الحضارة والجنان

بسواعد الأبناء أسقطت الرهان

بوركت ياوطني الأغرْ

***

والفجر والأعراف وطه والقمرْ

لاأذرف  الدمع السخين لفتية

نالوا  الذرى فخلدوا   أحياءا

ركبوا المنايا فآستحالوا أنجما

ومجامرا   مشبوبةً   وسماءا

هم صحوة الحلم الموشى بالمطرْ

هم ميسم الحب الذي وهب الثمرْ

فيك   المآذن  سيدي

تشدو نشيد الكبرياء

ويستطيلُ بها الضياءْ

فتبارك الوطن الأصيل

وتباركت هذي الجباهْ

وتبارك العشق النبيلْ

تبت يداك أبا لهب

هو ذا العراق إذا غضب

ياأيها الأوغاد عشاقُ الكهوفْ

ياغادرين ومفسدين ومارقين

أين المفرْ؟

***

والتين والزيتون والنخل الجليل

بغداد إني عاشق

وجدي سعيرٌ في دمي

ذرات رملك مقلتي وأضلعي

رغم الأقاصي والسفر

وإن رقدتُ على رصيف في الطريقْ

وشب في دميَ الحريق

فلقد جبلتك في عروقي

ورسمت في محرابك القدسي

آلاف الصُورْ

***

بغداد ياروح الكرامة والزمان

بغداد يا بوح الجُمانْ

ياوردة مثل الدهانْ

بغداد ياأم التراتيل العريقة والجنان

يادرة النهرين.. عطر الإقحوانْ

والغضبة العصماء في كل امتحانْ

فبأي آلاء العراق تكذبان.؟

هذي القوافي أطلقتها مهجتي

وقد غزا روحي الحنين

إلى الشموس ..  إلى الشجر

إلى السنابل والزًهَرْ

إلى أغاني العاشقين

إلى أحاديث السًمَرْ

إلى قلوب الأمهات

إلى النوارس في السحرْ

إلى القباب اللامعات

إلى العتابا والوترْ.

إلى أناشيد الصغار

إلى الروابي والنهر

بغداد أعياني الجوى

والشيب في رأسي آنتشرْ

بغداد قد طال السفرْ

بغداد قد طال السفرْ

 

جعفر المهاجر.

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم