صحيفة المثقف
الطوفان
أنهارٌ من دمْ.. ومجاعاتْ
قمع ٌ.. وسجون.. مظلمةٌ
وشريعةُ غاباتْ
الطوفان / جعفر المهاجر
قتلٌ.. رعبٌ .. هولٌ .. ويلاتْ
ظلم .. غدرٌ .. قهرٌ .. ظلماتْ
مهجٌ حرى.. وجراحٌ .. زفراتْ
سبيٌ .. هتكٌ وحشي للحرماتْ
ميلٌ ساديٌ للشهواتْ
أنهارٌ من دمْ.. ومجاعاتْ
قمع ٌ.. وسجون.. مظلمةٌ
وشريعةُ غاباتْ
وعروش ترقب حتى الأمواتْ
ثور الذهب في البيت الأبيض
يشعلُ ضوءا أخضر لنيرون بني صهيون
كي يسرف في القتل
ويصادر أرض المسرى
وأبو لهب في أرباع الصحراء يصول
ويطل على العالم
بوجه معطوب القسمات
يغرق في نشوة حقده
يتمادى في العدوان
ويصب على منازل صنعاء الطينية
أعتى الغارات
كي تفني أطفالا ونساء وشيوخا بالعشرات
وكاهنه يلقي في بيت الله عظات
والوعاظ الأجراء
يغزون الساحات
وأبواق صفراءْ
تنفح كأفاع سوداء
عبر القارات
تصنع من عهر السلطان صلاةْ
أصنام سقطت عنها
أوراق التوت
ومجلس أمن أمريكي
معتل الخطواتْ
ومغبر القسماتْ
يحمي تجار الموتْ
يخرجهم من قائمة العار
يمنحهم طوق نجاة
ثور الذهب في البيت الأبيض
لايعنيه سوى البترول
وعقود الصفقات
وتمر الأيام التعبى
قاحلة . . قاتلة ..سوداواتْ
وليلى غارقة في الغمرات
ماجت بالغضب القدسيْ
صرخت من عمق الأعماق
ياعشاق الكرسي الساحرْ
وياأرباب الصالاتْ
ياأبشع صنف الغيلانْ
ياسراق الأوطان
ياأعداء الله وأعداء الإنسانْ
وعبيد الدولاراتْ
أنتم في جسد الأمة كالسرطانْ
عجزت عن وصف جرائمكمْ
حتى الكلماتْ
وفضائحكم صارت مثلا
تتحدث عنه البلدانْ
تبرأ منكم أرض الله
تلعنكم كل الحارات
بدأت أرض الله تميدْ
من تحت عروشكم الجوفاء
وانطلق الصوت الهادر كالطوفان
هذا عصر الثوار الأحرارْ
لن ترثوا هذي الأرض
لاحصنٌ ينجيكمْ بعد اليومْ
نهض الشهداء المصلوبون بلا أكفان
هبوا ضد عروش الطغيانْ
صاروا للأمة عنوان
والفقراء المقهورون
خرجوا من كل الحارات
خطواتهمُ حبلى بالبركات
ليحيلوا هذا الجدب
قمحا .. ونخيلا .. وحياةْ
دم الشهداء سيحرقكمْ
لامنجى يحميكم من سيل الطوفان
سيطاردكم رملُ الفلواتْ
وعليكم مغلقة كلٌ الجبهاتْ
فالشعب امتلك التأريخ
وامتزج الغضب القدسي
بصهيل الثوراتْ
لن ينجيكم كذبٌ محضٌ
أو قتل وحشي بالسيفْ
مهما لوحتم بالعدوان
قبضات الشعب هي الأقوى
وحصونكمُ أوهى من قش
في وجه الطوفان
لم ينفعكمْ بعد اليوم
لعب مفضوح أو صفقاتْ.
لاحصنٌ يسعفكمْ ياغربانْ
لاميراج ولا فانتومْ
لانابالم ولا يورانيومْ
ولاأبواق غارقة في الإثم
ولا أقوى الدباباتْ
ولا مليارات الدولاراتْ
هذا زمن يتفجر فيه العشق الأطهرْ
عشق الله وعشق الإنسانْ
حجرٌ يحمله طفل يرهبكم
يجتاز دهاليز الظلمة والأحزانْ
يغدو شمسا في غابات الحرمانْ
مابين الجبل الأخضر والأوراس
سيلٌ من غضب قدسي كالطوفان
تنمو فيه قامات النخل
تكبر .. تعلو
تتحدى أعتى الجدرانْ
هب الماردُ منطلقا
ليكشف قبح العوراتْ
يطلق صوتا كالبركان
لافرعون ولا نمرودْ يحكم بالسيف
لا نيرون يعربد مزهوا بعد الآن
قبضات الشعب هي الأقوى
حجر يحمله طفل مكشوف الصدر
أقوى من غدر الذؤبان
ومن خطب باهتة
في قاعات مغلقة
لاتترك شيئا يذكر
غير الغثيان
أيتها القدس الدامية العينين
فليرفع فيك الأحرار الهاماتْ
ولتطلق كل الأصواتْ
هاتفة بنشيد الثوراتْ
لا للوحش الصهيوني
لا لرموز الردة والذلة
لا للأوثان.
جعفر المهاجر.
