صحيفة المثقف

السعودية.. ابن سلمان هل هو مهديهم الموعود؟

dawd alkabiالمتتابع للشأن السياسي والاجتماعي والديني للمملكة السعودية، يرى رأي العين، ومما لا شك فيه، ان الوضع مزري ويدعو للقلق على جميع المستويات. فحكومة المملكة تفرض التشدد الديني وتمنع كل مظاهر المدنية والقضايا العصرية التي تحظى بها شعوب المنطقة، والشعوب الاخرى، فالحكومة تفرض على شعبها قضايا دينية بحتة ربما هي نفسها- اي الحكومة- لا تطبقها. وهناك جهة تراقب الناس وتفرض عليهم احكاما وعقوبات قاسية تصل احيانا الى الاعدام، والاعدام بطريقة وحشية تعود على فترة العصور المظلمة، وهذه الجهة يطلق عليها (هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر).

والشعوب التي تعاني من هذه القضايا التعسفية لابد وانها تنشد وتنتظر من ينقذها من هذا المصير المحتوم والمعاناة التي لا تقف عند حد.

وخلال الزيارة التي قام بها الرئيس الامريكي دولاند ترامب الى المملكة منتصف العام الحالي والتي وصفت بالتاريخية، تغيرت سياسة المملكة تغييرا جذريا، خصوصا حينما اوعزت لابن سلمان مهام يقوم بها. فهو قام بحملة ضد ما اسماهم برؤوس فساد حيث اودع معظمهم في السجون والبعض الآخر صادر اموالهم.

واعتبر العديد من المحللين ان اجراءات بن سلمان تأتي للتغطية على فشل السعودية الذريع في الحروب التي خاضتها في المنطقة كاليمن وسوريا ولبنان، مؤكدين انه يبحث عن طريقة لشغل الرأي العام عبر اقامة حفلات موسيقية او السماح للمرأة بقيادة السيارة. وشهدت الرياض في الأشهر الماضية فعاليات غنائية محدودة بعد فترة طويلة من الانقطاع لعدد من الفنانين السعوديين والعرب والغربيين.

واخيرا وليس آخرا فقد أحيا مغني الراب الأميركي الشهير نيلي برعاية محمد بن سلمان حفلاً موسيقيّا في مدينة جدة الساحلية وأمام جمهور غفير من الرجال استمر لعدة ساعات. والحفل اقيم في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية برعاية الهيئة العامة للترفيه، الجهة الحكومية المخولة بمنح تصاريح إقامة الحفلات الموسيقية والنشاطات الترفيهية في الأماكن العامة في السعودية.

ويشكل حفل نيلي محطة جديدة في سلسلة الحفلات الغنائية التي بدأت تشهدها السعودية المحافظة مؤخرا وبرعاية السلطات الساعية إلى تعزيز النشاطات الترفيهية ضمن مجموعة أخرى من بوادر الانفتاح الاجتماعي وبينها السماح للمرأة بقيادة السيارة ومنح التراخيص لدور السينما.

وكما قال بعض المحللين السياسيين إن محمد بن سلمان يحاول ان يصور نفسه كشخصية كارزمية ومتنفذة في السعودية، وان العديد من الانفتاحات التي تشهدها المملكة ما هي الا غطاء لعمليات الاعتقال التي شنها ضد ابناء عمومته في الاشهر الماضية. واضافوا أن ولي العهد السعودي يكافح وبالتنسيق مع الولايات المتحدة الى ايجاد تغييرات شكلية وظاهرية في المجتمع السعودي تمهيداً للوصول الى سدة الحكم، فالملك سلمان ونتيجة لكبر سنه، لا يمكن أن يبقى لفترة طويلة في الحكم، لذا فان الخيار الأفضل للأمريكان هو الاستعاضة بابنه محمد، لتأمين مصالحهم.

وجراء افعال ابن سلمان قد تحدث نشوب صراعات داخلية جراء تصرفات محمد بن سلمان والتي اعتبرت غريبة على مجتمع محافظ كالسعودية التي لم تشهدها طيلة السنوات الماضية، ويرى المفسرون ان مثل هذه التغييرات الجذرية بدون الاخذ بنظر الاعتبار الى النسيج الاجتماعي والقبلي السائد هناك فانه قد ينذر بانزلاق البلاد الى اتون نزاعات داخلية.

وما يقوم به ابن سلمان من تغيير بالخارطة السياسية هل هو سيصب في مصلحة شعب المملكة، خصوصا العلمانيين والليبراليين والذين يحدوهم الامل نحو الحرية والانفتاح كالشعوب الاخرى، وتعيش كما يعيشون، ويكون منقذهم ومهديهم، لا ندري؟!.

 

داود سلمان الكعبي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم