صحيفة المثقف

شهرزاد

moamar baktawi2(شهريار يظهر مهموما مغموما)

الوزير: أرى مولاي شهريار على غير عادته ،مهموما مغموما.

شهريار: لا تذكرني بوجعي، فهو مازال طريا ينغص علي حياتي كلما انتصف الليل ودخلت قصري..

الوزير:  قل لي ما يوجعك لعلي أفيدك يا مولاي؟

شهريار: أقول لك سرا وتكتمه؟

الوزير: وإذا بحت به اضرب عنقي!

شهريار : إذا دخلْتَ دارك ووجدت عبدا في فراشك مع زوجك ماذا ستفعل؟

الوزير : هذا لا يحتاج إلى اجتهاد يا مولاي، أضرب عنقهما معا.

شهريار: أنا فعلت نفس ما فعلت ولكن ذلك لم يشف غليلي؟ فكلما تذكرت زوجتي راقدة في فراشي معانقة عبداً أسود، قلت في نفسي إذا كان هذا الأمر قد وقع وأنا ما فارقت المدينة للصيد فكيف حال هذه العاهرة إذا غبت عند أخي.

الوزير: أمرك يا مولاء..

شهريار: يا وزيري أنا لا أنام هذه الأيام وخصوصا مع نزول الظلام.

الوزير: أعرف بنت تاجر ذكية، جمعت محاسن اللغة وفنون الأدب والحكمة.

شهريار: آتيني بها لعلها تؤنسني وتذهب عني حزني وأرقي.

الوزير: (يأتي التاجر) مولاي شهريار يريد ابنتك يا تاجر بغداد.

التاجر: من أخبر مولاي شهريار بها؟

الوزير: وهل يخفى شيء على مولاي شهريار في مملكته؟ (تدخل شهرزاد في استحياء وتنحني)

شهريار : تعالي اجلسي بجانبي..

شهرزاد : السمع والطاعة يا مولاي. (تجلس عند قدمي شهريار)

شهريار: سمعت بأنك ذات علم وأدب وقصص وحكايات كثيرة..

شهرزاد: نعم، وقد تفيدك قصصي وقد تسليك يا مولاي..

شهريار: احك حكاية تسليني، وإذا لم تكن كذلك، فنهايتك مع انقضاء هذا الليل وبزوغ الفجر الجديد.

شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أنه كان في مكان بعيد ملك يأخذ بنتاً يزيل بكارتها ويقتلها من ليلتها، ولم يزل على ذلك مدة ثلاث سنوات فضجت الناس وهربت ببناتها، ولم يبق في تلك المدينة بنت تتحمل الوطء.

شهريار: أكره أن أسمع قصص النساء..

شهرزاد: سأحكي لك يا مولاي حكاية الصيّاد الذي ألقى شبكته فوجد فيها قُمقما من نحاس أصفر ملآن، وفمه مختوم برصاص عليه طبع خاتم سيدنا سليمان.

شهريار: توقفي، توقفي.. لا أحب حكايات الجن والعفاريت، أحكي قصة من الواقع لعلّي أنْسَى همَّي في هَمّ شعبي.

شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أنه كان في قديم الزمان حاكم انتشر في زمانه الغلاء، وارتفعت الأسعار حتى لم يجد الناس ما يقتاتون.

شهريار: أكملي..

شهرزاد: واشتد الجوع، وباع الناس بهائمهم وما يملكون.. فاضطروا إلى بيع أبنائهم، وأكل الحيوانات والجيف.

شهريار: وماذا بعد؟

شهرزاد: فلم يجدوا من يغيثهم!!

شهريار: ثم ماذا فعلوا؟

شهرزاد: اتفقوا على أن يذهبوا إلى الحاكم.

شهريار: وبعد ذلك؟

شهرزاد: واجههم بالجند والعساكر والرماح والأسلحة.

شهريار: وبعد ذلك؟

شهرزاد: هجموا هجمة رجل واحد على بيت الخزين المليء بالطعام والزبيب والدقيق.. وكان من بينهم موتى وجرحى، ثم استولوا على الحكم..

شهريار: يا وزيري، انظر في الخارج هل من سائل نعطيه مما أعطانا الله!

الوزير: (يخرج ويدخل) هناك جماهير غفيرة تقف بالباب يا مولاي..

 انتهت

 

تأليف: د. معمر بختاوي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم