صحيفة المثقف

كريسلام Chrislam بين الرّفض و القَبُول

eljya ayshاتسمت أعياد الميلاد في أوروبا بصبغة إسلامية، حيث أشير إليها باسم "كريسلام" Chrislam، بحكم أن يسوع المسيح في الكتاب المقدس هو عيسى بن مريم في القرآن، ورغم أن هذا الإنصهار الديني (كريسلام) في نظر الغرب فرضية خاطئة، غير أنه لقي شعبية متزايدة التي أصبح أبناؤها جاهلين بالكتاب المقدس، هذا ما جاء في التقرير الذي رفعه معهد جيتستون، أعدته إعلامية اسمها سورين كيرن، فقد أرجأت مدرسة في لونبرغ تنظيم احتفال بأعياد الميلاد بعد أن شكا طالب مسلم من أنَّ غناء تراتيل أعياد الميلاد يتنافى مع التعاليم الإسلامية، لكن هذا القرار لم يلق قبولا لدى ألكسندر جولاند زعيم حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة، والذي اعتبر قرار المدرسة خضوعا قهريا لا يُطاق أمام الإسلام، وأنَّه بمثابة عمل ظالم وجبان ضد الأطفال غير المسلمين من ابناء أوروبا أو حتى الجالية الغير مسلمة، وقال زعيم حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة: إنَّ كلمة أعياد الميلاد رمز لإيماننا وثقافتنا، ولا تمثل تمييزًا ضد أي شخص، وليس من شأن إزالة رموز الميلاد أن يكتسب احترام أحد، ولن ينتج عنه مدرسة أو مجتمع أكثر ترحيبًا وشمولًا، بل سيشجع على التعصُّب ضد ثقافتنا وعاداتنا وقوانيننا وتقاليدنا، ولدينا إيمان راسخ بأنَّ احترام تقاليدنا أمر واجب.

 الواقع هو محق، طالما الجالية المسلمة تقيم في بلد غير مسلم له قوانينه ونظامه الخاص، وبالتالي ليس من حقها أن تمنع أهلها من إقامة طقوسهم، والإحتفال بأعيادهم أو إحياء عاداتهم وتقاليدهم، ومن حقهم استعادة جذورهم الثقافية والدينية، كونها دينية المنشأ وتعد احتفال بالإنسانية، وعلى الجميع أن يشارك في احتفال أعياد الميلاد بغض النظر عن أصول كل واحد فيهم، وعلى سبيل المثال وكما جاء في التقرير ففي مدينة كينغستون أبون تيمز بريطانيا أقامت جميع القديسين (All Saints Church) مؤخرًا احتفالًا مشتركًا بعيد ميلاد المسيح والنبي محمد معاً، كانت المبادرة تهدف إلى "الاحتفال بذكرى مولد النبي محمد، ولعل هذا اعتراف بنبوة الرسول (ص).

 وفي لندن، أصدرت المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب بشأن مسلمي بريطانيا، تقريرا حمل اسم "عيد ميلاد سعيد للمسلمين" وهذا من لفت انتباه البريطانيين بوجود الجالية الإسلامية، ووجوب مراعاة "الجانب الإنساني" لدى المسلمين في فترة أعياد الميلاد، وفي الدانمرك ألغت مدرسة ابتدائية في غريستد قداسًا كنسيًا يُعقد تقليديًا للاحتفال ببداية أعياد الميلاد خشية أن يسيء ذلك للطلاب المسلمين. كما نظَّمت المدرسة مؤخرًا مناسبة حملت اسم "أسبوع سوريا"، غرق فيه الطلاب في بحور ثقافة الشرق الأوسط وجابوا أرجاءها، ولذلك فإن قضية أسلمة أعياد الميلاد وإن كان يعد تعديا على خصوصيات الآخر، هي في حاجة إلى نظر من قبل رجال الدين، على أن تكون تحت غطاء حوار الأديان والحضارات والثقافات، خاصة وأن المسلك الذي سلكته بعض الكنائس كما أشار التقرير، كان في إطار التعايش السلمي والتضامن البشري.

 

علجية عيش

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم