صحيفة المثقف

دعوة جزائرية للمثقفين والكتاب العرب لصناعة اتجاه نوعي للخطاب الديني

eljya ayshوجه المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر دعوة للمثقفين والكتاب والمبدعين العرب من مختلف المشارب والاتجاهات للمساهمة في صناعة اتجاه نوعي للخطاب الديني في المرحلة الحالية، من خلال مجلته "الدراسات الإسلامية" والتمهيد لأرضية نقاش حر ومتفاعل يكون متناسب مع إكراهات المرحلة القادمة من تاريخ الحركة الفكرية في الجزائر، ومما لا شك فيه أن المواضيع التي تنشرها المجلة، وإن كانت عبارة عن قراءة إيديولوجية للواقع العربي الراهن، فهي ستنقل القارئ لا محالة إلى إحداث ثورة في العقل لإيجاد الحلول اللازمة للمشكلات المستعصية، والتي تعبر عن قضايا النهضة والتحرر والوحدة وما إلى ذلك

صدر العدد السادس عشر من مجلة الدراسات الإسلامية للمجلس الإسلامي الأعلى بحلة مميزة وطاقم جديد، بعد غياب دام سنوات،حيث تضمن العدد الجديد قضايا حساسة مع قراءة للتراث العربي الإسلامي وإشكالية التمدن وقد عادت المجلة للصدور من جديد بتركيبة بشرية جديدة، تنتمي إلى الجيل الجديد القادمة أغلب عناصره من المؤسسات الجامعية المتدربة على البحث العلمي، جسدوا توجهها وهدفها، ومثلوا فيها مشروعا ناجحا ومتميزا في المحتوى، حتى تستمر منتظمة في الصدور، وكي لا تكون عائقا أمام المطارحات الفكرية التاريخية الموضوعية، المجلة هي دورية محكمة، تصدر مرتين في السنة وباللغتين العربية والفرنسية ، وتشتغل على راهن المستجدات المعرفية، والتحولات الثقافية الجديدة، عبر ما توفره من دراسات وأبحاث علمية محكمة، متجاوزة الحاجز اللغوي، وقد عرف طاقم التحرير تحويرا متناسبا مع الوضعية الجديدة للمجلة، حيث تولى الدكتور عبد القادر بوعرفة عضو المجلس، وأستاذ الفلسفة بجامعة وهران، رئاسة التحرير، بمساعدة كل من الدكتور مصطفى باجو والأستاذ مسعود بوجنون، أما هيئة التحرير، فتتكون من الدكتور محمد بغداد، والدكتور مبروك زيد الخير، والدكتور بن عمر حمدادو، والدكتور يوسف بلمهدي، والأستاذ أحمد سعيدي، أما الهيئة الاستشارية فتتكون من عدد كبير من الشخصيات العلمية والفكرية، التي لها تأثيرها وحضورها في الساحة الفكرية والثقافية.

و لقد تزينت المجلة باسمها "المُحَكَّمَة" تَبَرُّكًا بالقول المأثور أن "الحكمة ينشدها المؤمن أنّى وجدها"، حيث رفعت في صياغتها الجديدة الرهان لتلمس المعطيات الجديدة الطارئة في الساحة، ومواكبة التحولات والتحديات الجديدة، ومسايرة تطلعات الأجيال الجديدة، لتكون منبرا للتفكير والاجتهاد والانفتاح على الأفكار الفاعلة، ما يجعلها تكسب حضورا ثقافيا ومعرفيا مميزا، من خلال التأثير والتكيف مع المعطيات الجديدة للساحة الفكرية والإعلامية، وتقديم إضافة نوعية تستجيب للرهانات القادمة، و يعالج العدد الجديد بعض الملفات الحساسة، التي ظل بعضها بعيدا عن الأضواء، أو تلك التي لم تحض بما تستحقه من الدراسة والبحث والتحليل، منها الملف المتعلق بتفعيل الزكاة في التنمية الاقتصادية، بمشاركة أقلام عربية معروفة في الساحة الفكرية، كما تضمن العدد دراسات للدكتور حبيب صافي، المحاضر في جامعات الخليج العربي، أين اشتغل فيه على موضوع الفكر الاصلاحي عند الطاهر الجزائري وإشكالية التمدن والتراث، التي ما فتئ المفكرون منشغلين بهما باعتبارهما مسألة ذهنية تحتاج إلى فحص وتحليل، بل استنطاقهما، لمعرفة ما إذا أمكن جمع الأمرين معا أمرا ممكنا، وإيجاد الكيفية التي يتعين بها قراءة التراث العربي الإسلامي والتعامل معه قبل أن يحول إلى عالم النسيان والإهمال.

كما استدار العدد الجديد من مجلة الدراسات الإسلامية، إلى مجالات الأدب وعلاقته بالثورة التحريرية، من خلال دراسة للدكتور والناقد الكبير عبد المالك مرتاض، بعنوان: "لحظة الشرارة الأولى لثورة نوفمبر في شعر محمد الصالح باوية"، واشتملت المجلة كذلك على دراسة إعلامية موثقة موسومة بالأساليب الإعلامية في القرآن الكريم، بوصفه من المصادر المهمة التي تشكل حقلا مناسبا للكشف عن الإعجاز اللغوي والنظمي من حيث الجانب البديعي، وتعدد المكونات الأسلوبية والبلاغية، الدراسة هي للدكتور محمد بغداد، الذي يتولى إدارة مديرية الإعلام بالمجلس، بالإضافة إلى المقالات المتنوعة التي تعبر عن جهود العالم الإسلامي وحواره مع الآخر، من أجل التزام الحق ونصرته، وسيقف القارئ على إشكالية الحرية الدينية في الجزائر رهانات وتحديات، وهو مقال تحليلي للدكتور طيبي غماري، وفي القسم المخصص للمقالات والأبحاث باللغة الفرنسية، تضمن العدد مقالات لكل من الدكتور والخبير الاقتصادي محمد بوجلال، حول الجوانب الاقتصادية للزكاة، ومقال للدكتور بوخاري حمانة، ومقال للأستاذ مسعود بوجنون، ودراسة للطاهر قايد، لتبقى أبواب المجلة مفتوحة على الدراسات والأبحاث باللغة الأجنبية.

 

علجية عيش

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم