صحيفة المثقف

انا وطن

jasim alobaidiانا وطن

فتحوا في خاصرتي

نافذة الحزن


 

انا وطن ../ جاسم العبيدي

(1) وطن

اني وطن استوطنني  الغرباء

استودع ربي في الاسرار الكونية ؛ واسماء القديسين

ظل البحر يصاقبني ويسافر بي اعواما

لم تزهر في ذاكرتي احلام العشق ولا اصوات العشاق

اختلطت في راسي ارصفة وشوارع ؛ اقدام مسحوقة

لم ينقذني الطير ولم يسالني الوقواق عن الجزر السبعة حيث يقيم الجان

اسفر بي زمن القهر وطارحني هولاكو الخوف وانقض على جسدي الزنج

ولذا فانا وطن فتحوا في خاصرتي نافذة الحزن

فانا لا احمل اسماء القتلى المغدورين وجثامين الشهداء

اتخمني الجوع بكاءا فتقوقعت على حرمان النوم

من اول بيت حتى اخر بيت لقصيدة ...

انقض على جسدي الخوض بصراع الاضداد وخذلان الاصحاب

فلا صوت الحلم يجاهر بي

وعلى راسي خبزالفقراء حكموني بالموت وكان الطير يا كل من راسي اسكنني حمورابي في قعر مسلته

فوهبت الحرية

وتعلمت قراء اسوارالتاريخ واسرار المدن المغسولة بالدم حين غزا بغداد هولاكو واستبدل تاريخ السلم باقواس الموت

 وحين كتبت تواريخ السلم غزاني الفرس

قالت لي الهة الحب : اخفض صوتك واحفظ تاريخك ياوطنا ادميت صراعا

هذا زمن يحتضر الانسان به

فطريقك محتضر وفراغك محتضر

لا شيء يعلل ماتختصر القبلة من شوق

خذ من قاعك جسدك تزرع وردة عشق في قعر متاهة

الدمع سليل بكاء مغروس بالدمع المسترسل من عينيك الشاحبتين

الصوت صهيل الصوت المتعالي من جوفك

اني وطن وسأبقى في ظل خيالك

اتيه بلا قدمين . مسلوب الراس تتصاعد من جوفي ابخرة تمسي سحبا

مطرا مثل دموع

اتعبني زمني تحت سياط الجلادين

في زمن التحريم عشش في جمجمتي جرح وامتلات خارطتي بالدم

عشقي ان احلم بامراة تمسح عن راسي الغربة

تؤويني في مخدعها حيث تنام

اه ...فقدت اقدامي عيشا في مملكتي بثياب بالية وحذا يتسع لاقدامي الموحلة بليل الطين

من يصنع عشا يؤويني كي اسمع صرختي الاولى حين ولدت

من يصنع من جوف اللحظة حين تمر على جسدي  مصباحا للزيت

لماذا تسكنني ريح صرصر عاتية لا تعرف نتح ولا بوح الاشجار

اه يازمن الغدر الملعون

البسني خوفك ثوب الحزن وعراني زمن التاويل

ناحت في الصبح حماماتي وتوارث في جوفي هلع اللحظة

لكني وطنا

لا اقبل ان يملا جوفي نتن تراب وسقاية دم

لا اقبل ان تنصب في جوفي مشنقة لعيالي

لا اقبل ان تحملني امراة في سوق النخاسين

لتبيع باطفالي من خوف الجوع

لا اقبل ان احفل بالكذب ولا صدق الكذابين

لكني وطن مقطوع الراس

جسد محشو بالقش وفي اركاني بيت مملوء بضحايا الحرب واطفال منفيون

 فمتى اتلمس درب الحرية كي ادفع عن جسدي تابوت الموت ..؟

             ومتى ...؟؟

                             ومتى ..؟؟

***

(2) اسئلة

تتوارد في ذهني اسئلة

وانا في الغربة مستلق لا اعرف طعم النوم

حتى حين يمارس جسدي الجنس

اسقطت نساء من ذاكرتي خوفا من ظلع مبتور في صدري لا يعرف معنى الجنس وحوار العاطفة المسكونة في ليل العشق

اغلقت الان شبابيكي

ما زال الليل يخيم في صدري

والدم ماء الناس

واه ياوطني من جوع يتفجر في صمت الفقراء

حين امد يدي لا اطعم احدا

لا اسكن جسدا

لا يملا راسي غير انين الفقراء

اسئلة

اسئلة

اسئلة تملا راسي

اسلمت لها وجهي والصمت بحضن الليل عزاء

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم