صحيفة المثقف
كاهنة قرطاج
نظرت الكاهنة في عيني الحاكم بأمر الله الأندلسي، وسكتت طويلا حتى أخافته.
قال لها الحاكم بأمر الله مرتعدا:
- قولي ما عندك يا كاهنة وإلاّ..
- لا تكمل يا مولاي.. لا تكمل..
فأنت ستعلو علوا كبيرا،
وترسو على ضفة القمر.
وتعمّر فوق الكرسي طويلا...
قال والشرر يتطاير من عينيه:
- وماذا بعد؟
قالت الكاهنة:
- وستسقط يامولاي مِن أعلى القمر، وسترفضك أقطار كثيرة،
وسترسو على أرض مباركة، ولكن سجينا.
ثار الحاكم بأمر الله الأندلسي:
- مستحيل! غير ممكن! حَرِّقوا العاهرة وآتوني بكاهنة جديدة؟؟
جاءت الكاهنة العمياء على عجل.
- قالت: مولاي.. أراك خلف الغيوم عاريا من الثياب..
وامرأةً تلبس السواد خلفك تعدو..
أنصحك سيدي.. ومولاي..
خُذ ما يكفيك لألف ألف عام وعَفَّ هذه البلاد..
قال الحاكم زاعقا:
ـ جوِّعوها، حَرّقُوها، اسلبوها الماء والرغيف والهواء..
وغير بعيد..
تبسم العام الجديد..
وبدأ الشعب العدَّ من جديد.