صحيفة المثقف

الشاعرحمزة فيصل المردان: الحب ما يعطى بتجرد كبير امام روافد عابها الفراق

hamzafaysalيمر الشعر العراقي في الوقت الحاضر بمرحلة من التطور والرقي حيث قام الشعراء بإختيار طرق خاصة بهم كل طريقة تختلفُ عن الأخرى في الرؤيا والتعبير والتكثيف والإختزال والطرح

ويعتبر الشاعر والناقد حمزة فيصل المردان من مواليد مدينة بابل 1968 وهو عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق أحد أبرز الشعراء الذي عاصر التطور والحداثة في الشعر العراقي في القرن الماضي مع عيشه وعائلته بحالة من الإضطهاد والحرمان.

وكان للشعراء ايليا ابو ماضي والجواهري وفاضل العزاوي وحسيب الشيخ جعفر وآخرين تأثير واضح على الشاعر المردان، حيث تكمن من نشر أغلب قصائده في الصحف المحلية والعربية، وترجمت بعض نصوصه الشعرية الى اللغة الأمازيغية، وصدرت له أربع  مجاميع شعرية وهي (حتى تستريح الاسئلة، لاظل له بمزايا  دائرة الضوء، مابين الغياب والحضور، إنها تجري من دوني).

 

* في أي مجرى من الأحداث كتبت أولى قصائدك؟ ماذا تمثل لك هذه الحقبة في بداياتك؟

** دخلت مع عائلتي المكونة من تسعة أشخاص سجن امن بابل وكان عمري 12 عاماً ومكثنا به ما يقارب السنتين كان ذلك في عام 1981م وكنت وقتها قد نجحت من الصف السادس الابتدائي الى الصف الاول متوسط… خرجت من سجن امن بابل وعمري 14 عاماً من الخوف والتعذيب والاضطهاد والمراقبة بدات اكتب الشعر.

أول نص كتبته ونشر في مجلة الطلبة والشباب عام م1984… عن طريق دار الثقافة والشباب التي انتميت لها بعد خروجي من السجن وعودتي الى المدرسة بتشجيع من الاستاذين الفاصلين/ الشاعر عبد الهادي عباس… / والاستاذ كاظم بله، وعنوانها "مولد زهرة" تتحدث عن خروجي من السجن وكانني في مولد جديد لتخلصي من التعذيب والاعتقال والخوف وتباعات ذلك… لكنني بقيت متابع حتى سقوط النظام عام 2003م…

 

* ماهو المعيار أو الاساس  الذي لابد أن يبرز  في كتابة القصيدة؟ وماهي المواضيع الاكثر مقبولية في قصائدك؟

** المعيار الاهم هو التطرق لهموم الآخرين فالحالة الاجتماعية بعد ما ظهرت على المجتمع تبعات وسلبيات الحرب… وهذا هو الموضوع الاكثر مقبولية لدى المجتمع ككلّ وبكلّ طبقاته….

 

*عامل التأثر والتأثير موجود في كل المجتمعات، هل الشاعر ملزم ان يكون متأثراً بما حوله هو وقصائده؟

** الشاعر لسان حال المجتمع منذ عصور سحيقة وهذا ديدنه واذا كان غير ذلك فهو لا حاجة لنا به… وقصائده يجب تحاكي واقع المجتمع المرير… ويحاول جاهدا ايجاد الحلول المناسبة لذلك...

 

* ماهو  الافتقار الذي يخيم  على اكناف الشعراء؟ وما حال الشاعر بين قصائده الحالمة البائسة؟

** الافتقار للدعم المادي للأديب بمعنى عدم دعم مطبوعة يتكفّل هو بطباعته بدون تبني أي جيهة ذلك…

الشاعر يطوف في خيالات كبيرة وبعيدة تفوق التصوّر… وهو يعاني من البؤس والحرمان وربما الاقصاء والتهميش وللامبالاة… من المجتمع برمته..

 

*ماهي العوامل التي طرأت على جوانب الشعر؟ وماهو دور النقاد والشعراء في هكذا حالات؟

** جوانب التغير كبيرة وجذرية بحيث تحوّلت من العمودي بصدره وعجزه وزنه وقافيته جناسه وطباقه ووحدة موضوعه… الى شعر التفعيلة الحر بالمحافظة على الوزن والقافية لكن ليس التمسك بعدد التفعيلات بحيث تقصر وتطول وتصبح سطرا بعد سطرٍ اي افقية…

ظهرت قصيدة النثر بقوة وفاعلية على يد شعراء فاعلين امثال.. ادونيس الذي حاول التنضّير لها وجدد فيها وطورها بحيث تلائم وتناسب تقلبات وضعنا الراهن… وقد اخذت دورها في الذائقة العربية والعراقية… واكيد يجب على النقّاد تجديد ادواتهم بما يناسب ضخامة التحول وقوة الحدث…

 

* لكل نشاط وعمل ايجابيات وسلبيات، ماهي ايجابيات وسلبيات الشعر  على الشاعر نفسه؟

** الشعر يشخّص المشكلة ويعطي الحل فهو صفة مميزة لرسم غد جميل وواعد فقد حدثت ثورات كبيرة في العالم العربي بسبب قصيدة…

(اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا ان يستجيب القدر ) وغيرها…

ليس به سلبيات بل كلها ايجابيات اذا استخدم خارج الهجاء والمديح.

فالشاعر يتوجّب عليه اختيار مشروعه وانطلاقته بلا خوف او تردد لأنه يحمل قضية وجوهرها يقتضي المكاشفة لا التخفّي وراء الرموز والاحاجي وان يكون اسلوبه مؤثر إيجابي لتحديد الهوية والمنهج وان لا يكون انهزامي ومتردّد وخائف او منضوي تحت كنف هذا او ذاك لانه ربما يحقق مكاسب شخصية تقتل الموهبة لانه يحمل قضية وهدف كما اسلفت وهذه الشخصية وملامحها تحددها المواقف في احلك الظروف واقساها...

 

* هل تعتقد أن مفهوم الحداثة أحدث قلة توزان في الساحة الشعرية؟ وبرأيك، ماهي اهم  الأساسيات او الحدود للشعر والشعراء؟

** الحداثة تطور يتقدم باتجاهات صحيحة لا شأن له بتأخر الأمم والصراعات التي تؤثر عليها التوازن الذي نتحدث عنه في الفكر الجمعي لكنني عندما اتبنى منهج نقدي او فلسفي او طريقة كتابة على مدرسة كلاسيكية او حديثة الفارق ان ابدع بالصيغة التي اجد نفسي فيها.. ولا حدود للشعر ففي كل يوم هناك جديد ولكل جديد لذّة كما يقول المثل…

 

* ماهو الموضوع الشائك الذي يدور في اطار الشعر؟ برأيك اين دور النقاد في ايجاد الحلول؟

** العمودي ثابت وازلي والحر شعر التفعيلة مستحدث ومع ذلك لم يخرج عن الوزن وربما تسيّد القافية… الموضوع الشائك هو في قصيدة النثر… بعض النقاد يسمونها نص مفتوح او نص مغلق..  او نثر فني دون الاعتراف بأنها قصيدة نثر جديدة بثوبها البراق المغري..

 

* برايك، ماذا افرزت المدارس الشعرية من تحولات على الشعر  العربي؟

** المدارس تنتهج من قبل الشاعر هو يطلع عليها كلّ على حده ويحدد موقفه منها ويتنبى الكتابة والدفاع عن دورها في التأثير في المجتمع شأنها شأن المدارس النقدية… كالاكلاسيكية… والحداثوية… وما بعد الحداثة…….

 

* ما مدى تقبل فكرة النص المفتوح والمغلق لدى الشعراء، ولها اشكالات لديهم..؟

** النص المفتوح او المغلق تسميات سبقت قصيدة النثر… المفتوح يجعل القاريء شريك في النص… اما المغلق عكس ذلك وهما سبقا قصيدة النثر في التسمية والمضمون…

نعم.. هناك اشكال كبير لكن في الوزن فقط… فقصيدة النثر تعتمد الايقاع الداخلي للجملة او السطر النثري الذي تتوّلد منه المعاني بعد التشظي...

 

* الغموض حالة شهدت في الشعر العربي الحديث، كيف تفسر  هذه الحالة؟ وماسر نجاحها؟

** هناك فرق بين الغموض الخصب ذو الابعاد وبين الغموض الذي يؤدي الى الابهام وعدم الوصول الى معنى… وهذا بحدّ ذاته نجاح للقصيدة والنص النثري… لأن من خلال خصوبته يكون التشظي فاعلاً..

 

* ما هو الحنين الذي يلوح في أفق الشاعر، ولأي الأشياء تبرز ذاتية القصيدة؟

** الحنين الى الماضي فالشاعر او الاديب يعود الى ذكريات الطفولة ويشتاق الى اماكن عاش فيها او مكث فيها لأنها وطنه وعالمه الذي لا ينفصل عنه مهما حاول الهروب او الابتعاد او السفر… وهي تبرز جليّة في قصائده ونصوصه ومقارباته ومناقشاته بتفسير اخر يكون بروز واضح للمكان والزمان في كل ما يكتب وما يبوح به..بك…

 

* صف لنا مشهد مدينة بابل الادبي والثقافي، ماذا تمثل  بالنسبة للثقافة والمثقف العراقي؟

** بابل حاضنة للفكر والادب والشعر وكل الفنون الابداعية منذ ولادة التاريخ.. وللان ومهرجان بابل السنوي خير دليل.. الثقافة على اوجها في بابل… منتديات ومهرجانات فنيّة وثقافية على مدار الاسبوع...

في اتحاد ادباء وكتّاب بابل له برنامج فصلي.. واماسيه اسبوعيّة...

البيت الثقافي له برنامج فصلي واماسيه اسبوعية..

نقابة الفنانين لها برنامج فصلي واماسيه اسبوعية…

ملتقى شعراء القاسم

ملتقى المحاويل الادبي

وهنالك منتديات ليلية

مثل..

ملتقى حسام الشلاه النصف شهري

ملتقى عبد الاخوة النصف شهري

ملتقى المطيري النصف شهري

ملتقى الجندول

وهنالك ملتقيات نصف شهرية كثيرة،

للمثقّف في بابل دور كبير وعلى مدار الاسبوع...

 

حاوره: عمر الصالح

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم