صحيفة المثقف

القمني يختزل التاريخ الاسلامي بالبخاري

شخص يبحث عن منهج يسمح له بالكلام وبقوة فانه بحاجة للنظر بعين واحدة وان يختزل التاريخ الاسلامي في كتاب واحد يجد فيه ضالته، نعم سيد القمني وجد ضالته في صحيح البخاري ومسلم، ولكن المؤسف لشخص مثقف ويدعي انه مطلع على تراث الاسلام ان يجهل 99،99% من كتب الاسلام، نعم كتاب صحيح البخاري فيه بعض ما ينسب للتراث الاسلامي، ولكن عندما يتطرق لها جناب سيد القمني في محاضراته يتطرق لبعض الروايات المدسوسة فيلقيها بطريقة استهزائية ينال من الاسلام والمسلمين ونبي الاسلام، ولانك وسط اجواء منطلقها من مطلق غوغائية افكارك فان كلامك يلاقي القبول والتصفيق وضحك الاستهزاء، والمشكلة الاخرى ان اغلب حواراته من على فضائيات القاهرة يكون الذي يقابله سلفي متعصب ايضا اختزل الاسلام بالبخاري فيصبح لقمة سهلة للقمني فسرعان ما يستفزه فيبدا بتكفيره وهذا ما يبحث عنه القمني .

التراث الاسلامي تراث عريق ويحق للقمني ان ينتقد البخاري لان مدرسته التي يتبناها بلا تراث لهذا عندما تريد ان تبحث عن متبنياته سوف لا تجد شيء يؤخذ بنظر الاعتبار، كل اهتمامه الجواري وملك اليمين والارث ولو سالت عن ما قدمه للثقافة البشرية بحيث انه استطاع ان يضمن حق انسان ويحدد واجباته ستجدونه خالي الوفاض .

هو يجهل ان الجواري والاماء كانت قبل الاسلام وجاء الاسلام لكي يحاربها حث على عتق الرقاب، وقد احياها الانكليز والاميركان في بداية القرن السابع عشر بستعبادهم الافارقة وخصصوا 2704 باخرة لنقلهم باقفاص وقد نقلوا قرابة 20 مليون افريقي، وبالرغم من ذلك فان المجتمع المتحضر الذي يستشهد به القمني جعل النساء جواري في مجتمعاتهم من حيث لا يشعرون، فسوق النجاسة سابقا وقبل الاسلام كان يعرض النساء عاريات على منصة للمزاد، وياتي من يريد الشراء حتى يتلمسها، ولكن في المجتمعات الغربية اصبحت كل شوارعهم ومحلاتهم ومنتجاعتهم منصة لعرض العاريات تحت مظلة حرية المراة بل هنالك برامج امريكية يظهر فيها مقدم البرامج ليعرض المال على النساء حتى يتعرين في الشوارع او ممارسة الجنس معهن فيدخلن في مزاد على ذلك، هل جناب سيد القمني لا يتابع ذلك لانشغاله بروايت الجواري في البخاري؟

هل يعلم جناب القمني وجناب الحضور الذين يضحكون على عقولهم ان اسوء اجهزة التعذيب والقتل هي صناعة علمانية يقول القس الأمريكي صمويل زويمر " مادام المسلمون ينفرون من المدارس المسيحية فلابد أن ننشئ لهم المدارس العلمانية، ونسهل التحاقهم بها، هذه المدارس التي تساعدنا على القضاء على الروح الإسلامية عند الطلاب" (المصدر محب الدين الخطيب، الغارة على العالم الإسلامي، ص 48، ط 1384هـ) .

وهنالك من يخلط بين الحضارة العمرانية والثقافة الفكرية، فالتشريعات التي تضمن حقوق الانسان لاعلاقة لها بما عليه العمران، نعم عندما يعيش الانسان بحرية معقولة ويضمن حقوقه ويخضع لقانون عادل فانه يبدع  ويقود البلد الى العمران، ولكن ماذا تفعل الدول الاسلامية التي لازالت تعيش انتقام الدول الغربية نتيجة حروب سابقة جرت في القرن السابع والثامن الميلادي بينهم من جهة وبين المسلمين من جهة اخرى؟ الى الان يفكر الغرب بتفكير عقلية الحروب الصليبية، وقالها بوش صراحة عند احتلال افغانستان، يقول المستشرق غاردنر" إن الحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ القدس، إنها كانت لتدمير الإسلام"، الى الان يفكرون باستئصال الاسلام، ولكن النتائج التي تاتي بخلاف ما يخطط له الاجرام الامريكي حيث يتزايد عدد المسلمين عام بعد عام فلابد لها من خلق ثقافات يتبناها القمني ومن يمشي على درب القمني لزحزحة ثوابت شباب المسلمين .

 

سامي جواد كاظم

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم