صحيفة المثقف

مزاد النخاسة.. النجاسة البائس

سترون أنّ جميع المرشحين للانتخابات. جميعهم. جميعهم. سيتحدثون عن حبّهم للعراق والتصاقهم بترابه ونصرتهم لمساكينه وأرامله وأيتامه.

سيبنون قصورا لمهجريه

ومعامل لعاطليه

وسيدر الضرع من ألسنتهم

وسينمو الزرع على وقع كلماتهم

وستمتد جسور وتعمّر قصور وتحلّق طيور وطيور

طيور أمان كاذب وسلام مزيّف وتضامن بائد.

سيتحدثون عن بلد لا يرون فيه إلا بقرتهم الحلوب

وعن أناس لا يرون فيهم إلا جمعا من السذّج يضحكون عليهم للمرة الرابعة أو الخامسة بكيس من الهال أو بوجبة من الكباب أو برزمة بائسة من السحت الحرام، أو جمعا من "الكومبارس" الذين طبلوا وزمروا للجميع.

ما أقصر الطريق في العراق إلى المال والجاه والسلطة

ما أقصره إلى أبواب "الجنّة" الخضراء

حيث العروس والقصر والسيارة

حيث الراتب الذي يدوم مدى الحياة

حيث يدفنون كلّ جوع قديم

وكلّ حرمان مزمن

وكلّ عقد الدونية والشعور بالنقص

حيث المخصصات والسفرات والامتيازات والصفقات والعلاقات والاتصالات

هكذا يضمنون مستقبل أولادهم

ويحصلون على "البرستيج" المطلوب لتمشية أيّ شيء يعترضهم

سيكفي أن تقول إنّ القضيّة تتصل بالسيد النائب أو السيدة النائبة

يا له من منزلق

يا لها من باب إلى جهنّم

إلى كلّ حرام

إلى كلّ كذب ودجل وضحك على الناس

أمّا الرأسمال فبسيط بسيط: علاقة واستعداد للانحدار.

وما أكثر المستعدين للانحدار في عراق اليوم

وما أكثر متصيدي المنحدرين

سوق رائجة وبضاعة متوفرة وربح أكثر من مضمون

بدأ سيل الأكاذيب والمهازل

شعارات براقة لا تنطلي إلا على الجهلة

شهادات مختلقة

سير ذاتية من وحي خيال واضعيها

نضالات محرّفة منحرفة

إرث وتراث مزوّر

ألقاب ونياشين وأنواط

ملكات أدبية

علمية

هندسية

حقيق بها أن تنقلب إلى ملكات في "الفهلوة" والتزوير والدجل.

بهذه الروح سيبنون العراق

وكيف ينبي من كان غارقا في مستنقع وبيل؟

وبهذا الاندفاع الفاسد سينصرون المساكين والأرامل واليتامى

وإلى هذا "المهجوم" سيعيدون العراقيين جميعا

مهجرين وغير مهجرين.

 

د. بسّام البزّاز

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم