صحيفة المثقف

الاغتيالات أداة جديدة لتفتيت اليمن الجنوبي وعدن تتصدر عنوان الشهادة

basam fadilوضعت الحرب اوزارها في عدن بعد تحررها عسكريا من المليشيات الحوثية المدعومة ببقايا الجيش اليمني الموالي للمخلوع الراحل على صالح التي غزتها في 2015م.

انتهت الحرب وبانتهائها تفجرت موجة جديدة من الأعمال العدائية ضد المجتمع الذي كان يترقب من دول التحالف تحقيق ما كان يصبو أليه من انتقال حضاري وتحقيق لتلك الأهداف والشعارات التي رفعت من عدل ومساوات وحرية اجتماعية مترافقة في الجنوب باستقلال عن الشرعية اليمنية كامتداد للثورة الشعبية التي كانت قائمة قبل الحرب .

هذه الموجة تمثلت في ظهور رعب التفجيرات الإرهابية للجماعات الدينية والتي اعتبر تنظيم الدولة الاسلامية مسؤول عنها إضافة إلى جماعات جهادية أخرى ونجم عن ذلك مئات الضحايا وعشرات الجرحى والمعاقين، كانت هذه الأعمال الإرهابية تستهدف التجمعات والمنشاة العسكرية وقليل منها استهدف تجمعات مدنية .

ربما يكون للحرب وانتشار السلاح دور فيها وفي تزويد جماعات مسلحة بمختلف أنواع الأسلحة والقذائف التي خبئت وفيما يبدو لعب خبراء متخصصين من هذه الجماعات في أعادة تصنيعها لتلبي احتياجات هذه الجماعات لاستخدامها في ضرب الأهداف المحددة .

وسائل تنفيذ الاغتيالات

يبدوا أن العنف الموجه والإرهاب قد أخفق في توصيل مبتغاه عن طريق القتل الجماعي فتبدلت العمليات الإرهابية إلى حملة اغتيالات فردية طالت العشرات العسكريين والقيادات الامنية وقيادات المقاومة الجنوبية استخدمت كل أنواع الاسلحة الخفيفة من مسدسات كاتمة للصوت وغير ذلك واسلحة ألية رشاشة في وضح النهار وفي ساعات الصباح الباكر وساعات الليل وأصبحت الدراجات النارية وسيلة منتشرة أكثر من غيرها لذلك وقد عملت السلطات الأمنية في محافظة عدن عام 2016م حملة لاجتثاثها وصادرت كميات منها إلا أنها فشلت في إيقاف تدفق الاستيراد والشراء ومواجهة عناصر المقاومة الذين يفضلون التنقل بها في المدينة وبين النقاط العسكرية المنتشرة على تخوم المحافظة وفي الأماكن النائية منها .

تصدرت عدن قائمة الاغتيالات:

نالت عدن قصب السبق في المرتبة الأولى وتفاقم فيها الخوف من الاغتيالات بين القيادات العسكريين والأمنيين وانتشرت أكثر مما كانت عليه قبل عام 2015م فقد طالت المحافظ المعين من الشرعية جعفر محمد سعد الذي اغتيل في 6-12-2015م بتفجير عبوة زرعت عن بعد وهذا مالم ينشر من قبل فقد أكد قيادي في لجنة التحقيق وأحد الذين تولوا قيادة تأمين الحراسة الشخصية له بأن التفجير كان عن بعد باستخدام جهاز تفجير على بعد مئة متر من موقع الانفجار .

وآخرون منهم اللواء عبدربه حسين الإسرائيلي وأحد مرافقيه في 22-6-2016م قائد محور أبين، المقاوم الادريسي ... ، الشاعر ناصر المرفدي في 27-2-2016م، وكذا الأمين العام للمجلس المحلي م/المنصورة الحيدري برفقة نجله .العقيد الشعيبي ضابط أمن ، النقيب غماطة قائد أمن مديرية رصد في 2017م وعدد غير قليل من ضباط الأمن والتحري والبحث في أمن عدن ناهيك عن سلسلة من الاغتيالات طالت قضاة وعاملين في السلك القضائي وفي المحكمة الجزائية المتخصصة بالأموال العامة.

-اغتيال علماء الدين والدعاة وأئمة المساجد:

بدء بالشيخ العلامة عبدالرحمن العدني الذي اغتيل في مركزه العلمي 28-2-2016م في محافظة لحج بالقرب من عدن وتتابعت بعدها الاغتيالات لائمة مساجد وعلماء دين ينتمون إلى السنة وبعض من أعضاء حزب الإصلاح بحسب البيانات الصادرة عن الحزب التي أدانت الاستعداء على اعضائه وحملت السلطة المسؤولية كان أخرها اغتيال أمام جامع الثوار الثلاثاء 13-2-2018م في المعلا الشيخ شوقي الكمادي، فيما اغتيل قبل أيام الشيخ المنتمي للتيار الصوفي في مدينة تريم محافظة حضرموت الواقعة شرق عدن 600كم الحبيب العلامة المشهور عيدروس بن سميط.

قبل هذا اغتيل الشيخ عبدالرحمن الزهري امام جامع الرحمن في 23-7-2016م، الشيخ الراوي في البريقا، الشيخ ياسين العدني ، الشيخ عادل المشهور امام مسجد سعد بن ابي وقاص المدينة السكنية انما، الشيخ العمراني أمام مسجد الصحابة في المنصورة الذي خلف الشيخ فهد اليونسي الذي قتل هو الأخر في حادث مماثل، الشيخ عبدالكريم شائف الضالعي أحد مشايخ دار الحديث الفيوش، الشيخ عارف الصبيحي، الشيخ ايمن با يمين أمام جامع العادل ، تجاوز من اغتيلوا خلال عامين الى ما يربو من 28 من الدعاء ومشايخ الدين وأئمة المساجد .

من المستفيد من هذه الاغتيالات

فبينما يستطيع المتابع أن يخمن ويستخلص أنه ربما تنظيم الدولة بما أنه تبنى أعمال التفجيرات في عدد من النقاط والمؤسسات الأمنية يكون بعد اغتيالات القيادات العسكرية والأمنية وربما بعد أن أصبح مستوى الأمن هش فان جهات عدة لها مصلحة من هذه التصفيات خاصة بعد تعقد المشهد الجنوبي وتعدد الولاءات فقد وجه ناشطين التهم إلى أطراف منها التحالف العربي والأمارات تحديدا ذلك لاعتقادهم أن الفوضى وتدمير البنية التحتية تخدم إمرار أجندتها التي لم تتضح بعد خاصة بعد أن رفضت تمكين الجنوبين من إقامة دولتهم وتعطيل سيطرتهم على مقاليد المؤسسات ومكافحة الفساد .

يري أخرون أن ضغينة تطبخ للإيقاع بالجنوبيين في شرك الفتن بعد تعمق الخلاف مع محسوبين على الإصلاح ينتمون إلى الوية الحراسة الرئاسية وعزوف قيادات سلفية وإصلاحية مدنية عن مواجهة الجيش والمقاومة الجنوبية وما إلى ذلك من موقف حزب الإصلاح من قضية استقلال الجنوب .

فقد قال الوزيرالجنوبي المقال الشيخ هاني بن بريك أن هذه الاغتيالات بعدها تنظيم الإخوان الذي عرف عنه تصفية قيادات في الدولة في مصر وعرف عنه تصفية أعضائه بعد ذلك منوها لحادثة اغتيال النقراشي رئيس وزراء مصر ومن ثم حسن البناء زعيم جماعة الاخوان .

علق البكري الوزير في حكومة بن دغر والمحسوب على الإصلاح على مقتل الكمادي عميد كلية القران بانها فاجعة مزلزلة هزتنا وهزت عدن باسرها .

يظل الباب غير موارب عن الأسباب والجهات التي تقف خلف الاغتيالات هذه والدوافع الحقيقية وكلما أغلق باب فتحت أبواب غيرها، فقد يقول قائل من تصنيف الاغتيالات التي تتضح أنها تسير في اتجاهين متوازيين ومختلفين من ناحية الفكر والايدلوجيا أن كل طرف ينال من الأخر ولكن ذلك يضحده كثير من الوقائع فالطرف الإسلامي الذي نالت منه موجة شرسة من الاغتيالات متعددة المشارب والولاءات العقائدية والقيادية والآخر المحسوب على التيار الجنوبي المطالب بالاستقلال والذي يشكل غالبيته من قيادات عسكرية رفيعة ليس من مصلحته أن يعكس مصابه للانتقام ولا يسعى لفتح صفحة من العنف السياسي ضد المتدينين ربما تستقل في التذكير ببعض الحوادث الشاذة التي طالت رجال دين بعيد حقبة الثورة الاكتوبرية وفي مرحلة بناء الدولة الجنوبية السابقة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .

ويعود أكثر الآراء بروزا ما قاله الشيخ هاني بن بريك عن أن حركة الإخوان تعمل على تصفية رموزا قيادية انتسبت اليها أولم تستطع تطويعها وهذا ما تردد عن ان الشيخ الكمادي وزعت له كتيبات سياسية بواسطة جماعة دعوية متشددة دينيا ارادت منه أن يدرسها لطلابه ويلقيها خطبا للمسجد الذي يومه وهو مسجد الثوار في المعلا تختص هذه الخطب كما روى احد اصدقائه بما سمته الحفظ على الوحدة اليمنية والتحريض على المطالبين باستقلال الجنوب ولكنه رفض ذلك ليتم تصفيته بعد أيام من تهديد تلقاه من نفس الجماعة .

كما ان خلافات عصفت وتعصف بقيادات الجيش الجنوبي السابق والمقاومة الجنوبية مع تيارات عدائية تابعة للنظام السابق وأخرى فيما بينها البين تأكد بأن الجهات التي تطالها متعددة فمن صفى الشهيد الادريسي كان متقمص في لباس المقاومة وكان أحد الاسباب خلافات الاستيلاء والسيطرة على الميناء .

 

بسام فاضل

                                      

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم