صحيفة المثقف

تقرير صحفي: تجمع عقول يعقد مؤتمره الأول بنجاحطارق حسين

1575 qasimبحضور لافت وتحت شعار (بالعدل والعلم والعمل يبنى الوطن) عقد تجمع عقول مؤتمر الأول على قاعة نقابة المهندسين في بغداد، حضره مفكرون وأكاديميون وأدباء وفنانون ومثقفون من بغداد والمحافظات. وبعد قراءة آي من القرآن الكريم وقراءة سورة الفاتحة وقوفا ترحما على ارواح شهداء العراق، وكلمات التهنئة من داخل العراق وخارجه، افتتح المؤتمر أمينه العام الأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح بكلمة اوضح فيها (اننا في تجمع عقول لسنا في نشاطنا الفكري والتوعوي ضد اي حزب كان، لكننا ضد كل حزب متطرف، لأن التطرف يلغي الآخر ويعتمد العنف. ولسنا في كتاباتنا ضد أحزاب الأسلام السياسي، ولكننا ضدها حين تنفرد بالسلطة والثروة وتفشل في ادارة شؤون الناس، وان علينا تلبية ما يمليه دورنا في تقديم النصيحة الصادقة لها، وتوعية الناس بان من واجب السلطة احترام حقهم بحياة كريمة في وطن يمتلك كل مقومات الرفاهية لأهله).

وحدد الدكتور قاسم ثلاثة اسباب رئيسة لخيبات العراقيين وما حصل للوطن من خراب:

1.المحاصصة السياسية الطائفية والأثنية وصراع قادة الأحزاب والكتل على السلطة والثروة.

2. ثبات العملية السياسية على انتاج الأزمات وافتعالها لأربعة عشر عاما.

3. تشتت العراقيين باعتماد صراع الهويات الفرعية واذكاء التعصب لانتماءات طائفية، دينية، قومية، عشائرية..، على حساب الهوية الوطنية والشعور بالانتماء الى العراق. مضيفا لها، تدهور القيم والاخلاق والضمير الوطني الناجم عن شيوع فساد مالي لم يحصل في تاريخ العراق والمنطقة، واسهام مثقفين وسياسيين عبر وسائل الاعلام في اشاعة ثقافة الآحباط والتيئيس .موضحا ان الجماهير هي التي تصنع التغيير وليس السلطة، وان الشرط الأساس في عملية التغيير يبدأ من المواطن نفسه، وأن اداة هذا التغيير هي عقل المواطن، وان مهمتنا في تجمع عقول هي تغذية هذا العقل بافكار واقعية علمية يوظفها في تحسين حاضره وضمان مستقبل اجياله وعلو شأن وطن نشأت فيه اعرق الحضارات، وتقديم النصيحة الخالصة لمن هو في موقع القرار، وتغذية العقول بافكار انسانية تشيع المحبة والسلام بين العراقيين.مشيرا الى ان الاصلاح يتطلب محاكمة الفاسدين واستعادة ما نهبوه من اموال تكفي لاعادة بناء دولة خرجت من حرب، وتعديل قانون الانتخابات بأن يحدد حق الترشيح لعضو البرلمان بدورتين انتخابيتين فقط لأن القانون الحالي حوّل البرلمان الى وسيلة لجمع الثروة، الوقوف ضد الثقافة التي تصف الشعب العراقي بأنه غبي وجاهل( وما تصيرله جاره).

1575 qasim1

وفي كلمته عن العراقيين في الخارج، حيا الكاتب جاسم المطير انعقاد المؤتمرموضحا بأن (عقول العلماء العراقيين غدت اليوم في اسفل السُلّم الثقافي في بلاد الابداع الانساني الاول لأن في اعلى السُلّم العراقي الحاكم يقف نوع من قادة متساهلين او خائفين من كل انواع الطغاة والبغاة وهم نقيض الصعود الى التطور والتقدمية .وأن بغداد، دار السلام، بغداد دار الحكمة، غدت داراً للحرب والجهل، غدت اقل انتاجا علميا، اقل سعادة، لأن بعض مسؤولي هذا الزمان الخامد في الحاضر الفاسد، لا يقدم للناس غير الخبيث من الفكر الطائفي والبؤس العشائري ..مؤكدا بأنه(من دون عقولكم، ايها المجتمعون الكرام، يبقى الانحطاط الثقافي متزايدا ببغداد ويظل الظلم والشقاء قائمين على الناس على ضفاف النهرين الخالدين دجلة والفرات، وأن الطغيان لا يتم القضاء عليه بالهرطقة والجهل والعناد المتبادل، بل بدستور ديمقراطي حقيقي يسهم بإعداده اصحاب عقول، ينتزعون حق الشعب في المساهمة بصياغته وامكانية تعديله، كلما اقتضت الحاجة والتجارب).

استعرض بعدها الدكتور مظهر عبد الكريم العبيدي النظام الداخلي للتجمع وما قامت به اللجنة من نشاط طوال السنة الماضية، موضحا بان اعضاء الهيأة العامة تضم( 252) بينهم مفكرون واكاديميون من الاختصاصات كافة وأدباء وشعراء وفنانيون ورجال اعمال، من داخل العراق وخارجه.

وعرضت في المؤتمر اوراق تخصصية بينها (الورقة السياسية) للدكتور مظفر قاسم (بريطانيا)، قراها بالنيابة الناشط والحقوقي عارف الماضي، وورقة الصحة النفسية للدكتور علي حسين حلو..وانتهى المؤتمر، الذي ادار جلساته بمهنية تمزج بين العلم واللطافة والشعر والحسجة العراقية الأديب شوقي كريم حسن..ببيان ختامي تضمن عددا من المقررات والتوصيات.

 

بغداد 5/ آذار 2018

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم