صحيفة المثقف

أهـلا نـوروز الخلـود

wedad farhan2نوروز الفرح والأشجار، جداول الخير والالوان، لانتقال الطبيعة الى موسم الخصب وتجدد الحياة..

ترافق الامهات مواسم الربيع والعطاء، اعياد الحرية تغرس الأشجار والورود، لتزهر الارض في وطن وصل التصحر فيه الى أقصاه.

لا يكفينا أن نتزين بحلينا، خارجين من بيوتنا الى الطبيعة، نلتهم الطعام ونعزف الموسيقى، نتراقص في الهواء دون أن نحقق هدفا سوى الفرح والابتهاج، نحن مطالبون بغرس شجرة، نخلة، أو حتى بصلة كي تخضر الطبيعة، ونعود كل نوروز الى اشجارنا المخضرة نرقص معها في عيدها على السفح والجبل والوادي.

في نوروز التحرر من الظلم، نناشد بالحرية والمساواة لشعب واحد تعددت ألوانه، واتحدت أهدافه.

وفي الوقت الذي تتجلى صور الابتهاج النوروزي، علينا ان نرفع الاكف للأم، رمز التضحية والعطاء، فهي من زفت فلذات أكبادها في قافلة الشهداء، حتى صارت نموذجاً في التضحية، فهي عنوان الصبر، وام كل العناوين التي تدمي القلوب، فكانت أم الشهداء، أم المفقودين، أم المغدورين.

ومن حزنها المستديم، لا ترتجي من وطنها احتفالا وعيدا، بل تتمنى أن يشملها الاهتمام بالضمان الاجتماعي والصحي، وتحسين واقعها الاجتماعي والنفسي ايفاء لتضحياتها الكبيرة.

أما اللواتي غادرننا، فلهن في نوروزنا وشدة حطب ناره الازلية، المجد والخلود، والدعاء بالرحمة ومنهن من ترقد مع دموعها، تحتضن كفن الشهادة المخضب بدمه البريء الذي سال بمثاقب الظالمين.

هناك يرقدان على وسادة الوطن في ترابه، بينما يرقص الظالمون على جراحهما، يهتفون، يحتفلون ويرقصون على ارض تعفرت بدماء الاطهار، الذين قدموا فساتين النصر وورود الالفة للاحتفال بنوروز الخلود.

ويل للظالمين، ستلعنهم السماء والارض اجمعين، وينكبون على وجوههم في نار موقدة وابواب موصدة،

لا ينفعهم عندها صيحة ولا مال ولاجاه ولا جار..

وللأطهار يبقى النور ونوروز الخلود، والفرح والفرج الآتي لا محال.

 

وداد فرحان – سيدني

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم