صحيفة المثقف

ابتداء الرواية.. محاولة في الدلالة

jawad khadommohamadيبحث كثيرون وسط مشاريعهم لكتابة روايتهم الاولى عن البادئة التي تتوالى لتجذب القارئ وتجعله مستمرا في القراءة في الاسطر والصفحات والفصول التالية.

وابتداء الرواية بعيدا عن امثلة القراء للبدايات التي تعجبهم وامثلة القراء وحتى امثلة الروائيين هو استهلال يجمع اول مايريد الراوي ان يكون انطباع قارئه عن روايته وامر مهم بل وجد مهم ان يكون هذا الانطباع هو ما سيرافق القارئ وسط لعبة الراوي. ودلالة ذلك تشمل:

الاشارة لكلية الرواية

التأشير على ما ستتضمنه

في وقت واحد...

وانا عادة استشهد باجمل استهلال بداية رواية عندي في اجمل رواية لاجاثا كريستي وهو ماكتبته في اول سطر في اول صفحة في روايتها ال (الستارة):

[من الذي لا يشعر بانقباض مفاجئ اثر عيش تجربة ماضية مرة ثانية او الشعور باحساس قديم]

فهذه البداية اذا مامضى القارئ في كل رواية الستارة سيجد انها ترافقه في مجمل العمل دالة دلالة العنوان على النص.

البدايات غير الجيدة تبعد القارئ عن رواية جيدة وبالعكس فالبدايات الجيدة ربما ساهمت في تحمل القارئ بعض السوء هنا او هناك للوصول الى ثمرة قراءته وجناها وجنيها.

وفي البلاغة العربية يسمى ذلك

حسن المطلع.

وهو فن في الشعر والخطب والقص والكتب وذكروا منه في كتب البلاغة

(ان العرب تقدم ماكان بيانه اهم)

فلو ان الراوي الشاب التفت الى تقديم ماكان بيانه اهم في روايته ليقود القارئ معه لكان له من النجاح اول نصيب.

البداية الجيدة في الرواية تحتاج الى:

1.فكرة للسطر الاول من الفصل الاول في الصفحة الاولى.

2.بلاغة في السرد وفي الاسلوب وتكثيف يؤطر بنية الرواية من خلال هذه البداية.

ومن الروائيين العراقيين الذين تدرس بدايات روايتهم وهم نماذج ضمن نماذج عبدالخالق الركابي كما في افتتاح بداية روايته سابع ايام الخلق ولطفية الدليمي كما في افتتاح بداية روايتها عشاق وفونوغراف وازمنة على سبيل المثال لا الحصر والا فالنماذج اكبر من ان تذكر.

ابتداء الرواية مفتاح جامع لكل الفصول

وفصول كل رواية مغاليق سردية لها مفتاح خفي يدل على مافي بطونها وان كان على سبيل الاشارة لا الحصر.

وتلك مهمة الراوي في بدايته التي هو إمامها وقراؤه مؤتمون به في ذلك...فليحسن ذلك..فليحسن ذلك...

..

 

بقلم: جواد كاظم محمد

رئيس تحرير مجلة ادارة الازمة

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم