صحيفة المثقف

موسم الفضائح الجنسية !

hamid taoulost2يقول المثل الفرنسي: L’habit ne fait pas lemoigne

أي أن الزي لا يصنع الوقار.

ـ كلّ منا يتمتّع بصفات إيجابيّة وأخرى سلبيّة، ومهما تلونت صفاتنا بكل ألوان التقلب والتقافز من حبل الى حبل، فلابد لها في يوم ما من أن تعود لطبيعتها وأصلها، ومهما انسلخت أو تبرجت أو انجرت نحو نزوات النفس الأمّارة بالسوء، فلابد من صدمة تعيدها إلى معدنها، وتجبرها على إعادة قراءة تجاربها من مختلف زواياها، وتجعلها تعيد النظر في أمرها الذي لم يعد قادرا على خداع الناس أكثر مما مضى ..

ومن غرائب قادة ونخب المتأسلمين وأئمتهم وشيوخهم وفقهائهم ووعاظهم وخطبائهم الذين يحثون الناس على الصلاح والتقوى، أنهم هم أول من يخالف ما يحضون عليه غيرهم، وينصحونه بالتمسك به، وهم الذين ينجرون نحو نزوات النفس الأمّارة بالسوء، قبل غيرهم ويستسلمون أكثر منهم لإغواء الجسد وشهواته، ويتخطون في الجنس كل الخطوط الحمراء، وتجاوزون في ممارسته كل نواهي الدين، إلى درجة أصبحوا فيه مضربا للأمثال بين الناس في بلاد الله، وداع ذكرهم في براعة حرث النساء، بكل الطرق، الطبيعية منها و غير الطبيعية،وبجميع الأشكال الحرام، من زراعة الإماء، وصناعة الجواري، ومضاجعة القيان، ومرافعة الغلمان، ومفاخذة الطفلات الصغيرات وحتى الضع اللواتي لا يطقن الإيلاج، ولا ضرر من الاستمناء بأيديهن، ولا ضير من القذف في فيهن ولو كن بنات السنة سنوات أو أقل، ولا بأس من الاستمتاع بهن ضما ولثما ولحسا، وغير ذلك من حالات الوحشية البشرية التي تتخذ من الدين دريعة لإرضاء الشبق الجنسي -الذي لا ينتمي إلى دين سماوي ولا قانون أرضي ولا عرف إنساني - بالتحرش والاغتصاب، وتقطيع الأجساد قربانا لملذات تتم باسم السنة النبوية وتحت أعين ومسمع ورصد وترصد من فقهاء النكاح ..

إنه لفحش خطير ومعصية كبيرة، مقارنة سنة نبينا بهؤلاء الذين تجاوزت فضائحهم الجنسية كل فضائح اعتداءات الكهنة والقساوسة الكاثوليك على الأطفال والنساء، والتي لم يعد بالإمكان اغفالها أو تلفيفها بالإدعاءات البايخة التي يتسترون تحتها، والتي يلخصونها في كونهم ضحايا مؤامرات الدولة العميقة، الأمر الذي أصبح من الصعب الإستمرار في تصديقه بعد ما انكشفت سوءاتهم في المجتمع على نطاق واسع في، وتكشفت وجوههم على حقيقتها على شبكات التواصل الاجتماعي، وظهرت عوراتهم على كل وسائل الإعلام، التي أزاحت عن بعضهم ما كانوا يتسترون تحته من مكانة مزعوم وطهرانية ملفقة، وفضح تورط العديد منهم في جرائم الاغتصاب والتحرش واستغلال ما تخوله لهم مناصبهم الوظيفية والدينية من سلطة قانونية وروحية، التي تمكنوا بها من الاستخفاف بمن إعتقدوا أنهم رجال لله، ودعاة مبادء دينه السمح، وحماة تعاليمه وأخلاقه النقية، ودعاة الثقوى والفلاح والالتزام بسنة رسول الله العظيم، التي هم أول من يخرقها .

هذا الواقع الحرج والمُتشابِك الأطراف والدّوافع، يحرض الكثير من المتتبعين لما يجري على الساحة العربية والإسلامية، مع ما يرتكبه الكثير من النخب المتأسلمة، من هتك للأعراض، وإباحة ووحشية واستهتار بأبسط القيم الإنسانية، والذي لم تصل فيه أي فئة او مجتمع، لحال مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي زخرت بالفضائح التي كان أبطلها أولئك الذين ملأوا الدنيا وشاغلوا الناس بالدين والاخلاق و الثواب والعقاب، والجنة والنار، يحرض على اجتراح السّؤال الحرج: " هل هذه هي حقيقة النخبة المتأسلمين ؟" ..

 

حميد طولست

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم