صحيفة المثقف

لم يعد مخبئًا للممات..!!

صحيفة المثقفألمْ تتنفسوا هواء هذي السهولْ

وتلك الحقولْ..؟

ألمْ تشربوا ماء هذا الفراتْ..؟

أمْ تراه قد جفَ

وكفَ الحمام عن الهديلْ..؟

وباتَ الهراءُ عليلْ..!!

وراجت تراتيل ذاك المساءْ

حزينٌ هو الصمت

يمشي حزينًا

يطأطأ راسه

يئن كمثلِ أنين الصواري..

* *

ألمْ ترونَ غيومُ السماءْ..؟

مشبعةً بالغمِ

مشبعةً بالرفاتْ..

لا ، لمْ يمتْ بعدُ هذا الفراتْ..!!

الموتُ ماتْ

من كثرة الموت

لمْ يعد مخبئًا للمماتْ..!!

* *

مذ جاءنا الغيمُ

يحملُ نوبة من سعيرٍ

يمطرُ الأرض هجمةً من سخامٍ

مضمخةً في ضجيجِ الكلامْ

حتى غدا الصبحُ فارغًا

والمساء مرتعشَا بالنشيجْ..

* *

ألمْ تشبعوا النوم

في ركام الوهادْ..؟

ألمْ تسمعوا نائحات الحدادْ..؟

صباحاتنا تهذي وتبكي

وأولادنا يأكلون الحرامْ..

وأنتم تشربون سراب السلامْ..

لا تكذبوا أيها الصامتون

تعيشونَ ، لا

فأنتم نيامْ..

تلوكون أيامكم كالجمالِ

تحملون كنوز الأرضِ

وفي أفواهكم

شوك تلك الرمالْ..

هنالكَ ،

فوقَ خط هذا السرابْ

تسيرون كالنملِ

أنتم مُسيرونَ

ولا تعرفونَ أينَ المصيرْ..

وبأي إتجاهٍ يسيرْ..

صوبَ هاوية الأنحطاطْ

أم نحو منعطف فارهٍ

في نهاياته عالمًا

ليس فيه إشتطاطْ

ولا إنخراط

في مجاهيل

تلك الوعود التي شربت

ذلها في قنوطْ..!!

* * *

 

د. جودت صالح

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم