صحيفة المثقف

التحشيش

haidar alhadrawi2حالما تهاوى النظام الحاكم في العراق عام 2003، وتحرر الشعب من سجنه الكبير، أكبر سجن بالعالم، كانت الحدود مغلقة حتى مع دول الجوار، عدا دولة واحدة، كانت الشريان والمتنفس الوحيد للعراقيين .

التحرر الكامل بعد الانغلاق شبه الكامل (إن لم يكن كاملا) جلب معه الكثير من التيارات والعادات الغريبة وربما الدخيلة على هذا البلد، عادات وتيارات نمت وتطورت بسرعة فائقة لتكون جزءاً من تراث ما بعد السقوط، أو ثقافةً للمرحلة الجديدة.

لعل أبرز تلك التيارات كان التحشيش الكلامي، الذي تطور بشكل سريع حتى أصبح فناً من الفنون الشعبية، سرعان ما وجد له فنانين ومبدعين وإرتجاليين، نمّوه وغذّوه وطوروه كي ينسل الى كافة شرائح المجتمع، المثقفين والبسطاء، الفقراء والاغنياء، وأكتنف كافة المراحل العمرية، فأنتشر بين كبار السن والاطفال، طالما وان لعبته بدون قواعد ولا قوانين منحه ذلك الحرية التامة ليستمر طويلا .

أعتقد الكثير ان ثقافة التحشيش دخيلة على المجتمع العراقي بل على الثقافة العربية، لعل الامر يكون غير ذلك، فهناك إشارات لعلها تثبت وجود التحشيش بمعناه الحالي متغلغلا في ثقافة العرب، ها هو الحجاج يحشش لدى لقاءه بسعيد بن جُبير:

الحجاج: ما اسمك؟ .

سعيد: سعيد بن جبير.

الحجاج: بل أنت شقي بن كُسير.

 

حيدر الحدراوي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم