صحيفة المثقف

ستون

qusay alsheekaskar"بمناسبة بلوغي العام الستين"

الأهداء إلى أصدقائي وأعدائي معا

(القصيدة كتبتها قبل ست سنوات)

........................................

طوبى لخطوك َ إذ رحلت َوحيدا وبدأتَ عهدا ً في الشتات جديدا

تلك التفاتتـُك التي أخفيتها كادت تكون ُ على خطاك َ شهيدا

فالفجرُ أوجس َ أن تكون َ ختامه والليل ُ ظنـَّكَ فجرَه الموعودا

أوتِ السنين إلى جبينكَ تستريحُ فقد قضينَ بأن تكونَ طريدا

فكأنما مدنٌ إليكَ تدافعت ْ حتى أتتكَ وماانتهكتَ حدودا

منْ عهدِ قابيلٍ وأنتَ مطاردٌ   تروي الخليقة ُجرمَكَ المشهودا

كلُ الدروبِ تهالكتْ تعباً فقدْ   رضخَ الزمانُ وماتزالُ عنيدا

تتعجلُ الأيامَ تَفْتِقُ صمتَها   أو تصطفيكَ بوارقاً ورعودا

منْ هؤلاء المثقلون بصمتِهم   البائسون َ المتخمونَ وعودا؟!

اللاهثون الهابطون إلى الحضيضِ يزيدُهمْ داء ُ الخنوعِ جمُـُودا

الخانعونَ توارثوها حكمةً   خيرُ السجايا أن تكونَ بليدا

العالمُ السفليّ ُ جلّ ُ طموحهم لَيهولُهُمْ إِمـّا ارتقيتَ صعودا

سيحدثُ التاريخُ أنَّ عصابةً   حكمتْ عليكَ بأنْ تكونَ شريدا

ماللنجومِ إذا دنتْ من مقلتيكَ تَلألأ َتْ فتوهمتكَ بعيدا

لم تَكْفِكَ الأرضُ التي بدّلتـَها   فنزعتَ عن أفقِ السماءِ قيودا

وقَلبتَ أنظمةً تقادم َعهْدُها وجعلتَ أبْراجَ النحوسِ سعودا

فَتـَفتَحتْ كلّ ُ الكوابيسِ التي أدْمَنْتـَها في ناظريكَ ورودا

ولربـَّما انتفضَ الفناءُ فلمْ يجدْ إِلا ّ مَدارَك يستحقُ خلودا

ماذا تخبيء ُ غيرَ فجرٍ وادع ٍ في مقلتيكَ وماترومُ     مزيدا

اللانهايةُ في خطاكَ تفتحتْ حيثُ ارتأتْكَ مدارَها الموعودا

لم تخلع الدرب الطويل كما انتهى   كل الرفاق وخلفوك وحيدا

تهفوالقرون على خطاك كأنما   خلق الزمان كما خلقت طريدا

لتعودَ منْ أقصى التفاتِكَ نأ ْمَة ً خرساءَ تحلمُ أنْ تصيرَ نشيدا

زحفَ الجرادُ فَما تَظنّ ُ بروضةٍ غنّاءَ ظلتْ تُسْتبَاحُ عقودا

سِتّونَ مرتْ والمصائب جمّةٌ لاتنتهي وتقولُ عشتَ سعيدا

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم