صحيفة المثقف

فراشات سود

رياض الاسديعائلة فلكيون

أمي فلكية

تنبأت بموتها

فحدث

لدغتها فراشة غريبة

وأبي يشتغل على (الجفر الاحمر)

و(الجفر الأبيض)

والنجوم التي لم تكتشف بعد

أحيانا

لكنه

حتى الساعة لم يظهر لنا توقعاته

دعي ما بعد الباب

ربما

أيضا

ثمة ما

يظهر

وجدي

كلب كوني لماع

مقطوع الذيل

يعرفه الحسابون

والنسابون السماويون

جميعا

تقريبا

وأنا لم أتعرف إلا

على غجرية تقرأ الفنجان

تلك معشوقتي

بباب الكاظم

وهي لا تجيد قهوة الصباح

ولم يسبق لها ان صدقت

بشيء

***

مدن

مخربة

بعد إعصار نووي

غابوا

كلّهم

كأن لم يغيبوا من قبل

وهم

يحملون احلامهم الصغيرةيحملون أحلامهم الصغيرة

في لا وقت

أطلالهم سود نائية

لا معنى لها

ولم يشر لهم التاريخ مرة

وجراؤهم تعوي وراءهم

دائما

وحدها

معروفون

في التاريخ السري للعالم

مشهورون

هناك

كثيرا

هم

ما تبقى لنا

ولا ليل

لا ليل بعد ذلك

ولا نهار

شيء ما يشبه البنفسج

يستشري بنا

يُخطط على الأجساد الذابلة

المتروكة

ليس ثمة احد

***

نابليون

كان مغرما به

مجنونا مرآتيا

مثله

يقال: أنه كان يرتدي ملابسه

أيضا

وينظر إلى عظمته

هكذا هم العظماء!

غالبا

وكلما وجد رابطا جديدا

ما

بينهما

ابتسما معا

كلاهما

في المرآة نفسها

المجنونان الأثيران

هو

ونابليون

ولدا من مهبل واحد

للمعلومات الموثقة

رضعا معا

من قبل

من شجرة معرفة واحدة

عالم ما قبل

هو

احرز انتصارات وانكسارات

وكان الزرنيخ مطبوعا على الحوائط

في (سانت هيلانه)

و هو

كان الزرنيخ حاضرا

لكن لم يستخدمه

فلم يورثنا إلا الصخور السود

تلو الهزائم كلها

في حياته

وهزائم أشد في مماته

ويرى أنه لم يهزم مرة

لا رابط بينهما

رغم كل تلك الظواهر

لكنه مهبل المرآة أيضا

يا سادة!

***

يارا

يارا هبطت من السفح

مسرعة كأنما

تطارد

املا ما

وحينما وصلت

كان الورد الجبلي قد

تناثر على طول السفح

لم تلحق بيارا

إلا طيورا صغيرة

تلك الآتية

من وراء السفوح البعيدة

كركرت يارا

اخيرا

بعد الف عام من الحزن

وغابت

***

لحظة

لحظة بدأنا

كان ذلك في عصير واحد

ملتبس

مرضي

جلسنا معا على هاوية واحدة

سطح عمارة عالية

من الف طابق

ربما

او أكثر

من يدري

لم تفكر بها (زها حديد) على أية حال

وغنينا معا

أغنية الكلب البحري

القادم

عبر المسافات

ثم رغبنا أن نهوي

معا

وكانت النجيمات تهوي عند أقدامنا

والريح

ولا احد

الريح قوية في الأسفل

تعوي بصوت لم نسمع مثله

مثل خوار ثور أرضي

لحظتئذ

فقط

هوينا

لم يعد بالإمكان أن نفترقأنه يلبس ملابسك وينظر إلى المرآةكلما وجد ثمة رابط ما بينك وبينهأحرز هو انتصارات وانكساراتوانت لم تورثنا إلا الهزائمتلو الهزائمفي حياتك وفي موتكيا نابليون العراقيقال:أنه يلبس ملابسك وينظر إلى المرآةكلما وجد ثمة رابط ما بينك وبينهأحرز هو انتصارات وانكساراتوانت لم تورثنا إلا الهزائمتلو الهزائمفي حياتك وفي موتكيا نابليون العراق!

***

نقطة الطاء

حان وقت التحاسب

عشر نقط لك

ولا نقطة لي

مائة نقطة لك

ولا نقطة لي

ألف نقطة لك!

ولا نقطة لي

مليار نقطة لك

ولا نقطة لي

مليارات من النقط لك

طبعا

ولي نقطة واحدة فقط

من هذا البحر

بحرك:

حبل مشنقة

يتدلى بيننا

***

طوطم

لست يساريا

اليساريون هربوا من الوطن

تركوني وحدي

أو أعدموا

معا

لست متدينا

المتدينون منحوا إجازات دائمة

عن الصلاة

وفي (دار السلام)(*) تجدهم يلعبون النرد

هناك

ولست وطنيا

الوطنيون أصبحوا كلاب سلطة

جميعا

وهم يحملون دفاتر متشابهة

عليها صورة

واحدة

أو

قتلوا ودفنوا في التربان

بعيدا

في اماكن لم تعد تذكر..

وحدي وحدي دفاعا عن روحي القلقة

بلا إيديولوجيا

أستشعر نفسي

من جديد

وها انت تقف امامي

طوطما جديدا

صنع من براغيث محلية

ولا مفر

حتى

في الموت

***

سمّاك

أنت لا تعرفه

أيها السماك

مثلك سمع به

فقط

أأنت من أقدمت على طعنه

أيها البائع

في الرقبة

وبفتوى شيخ دين

سكين ملوثة وصدئة

هي أداة السمك إذا

هووو!

أحرق كتابه قبالة المعبد الأصفر

هوووو!

أنت لا تقرأ ولا تكتب؟

أيها السماك! لا ينفع التحقيق

كاد أن يموت بهذه الطعنة

كاد ان يروح فيها

فتصبح بطلا!

أيمكن طعن الزمن أيها السماك؟!

***

فوده

حملوك على الأكف

المضرجة بالدماء

ميدانا من حريق

ودخان

ومحلات قلعت أبوابها

نهبت عن آخرها

وشوارع منكوشة

وزهور سود

وحشائش القي عليها

ما يكفي من زيت محركات مستعمل

ووضعوك وسط المدينة

كانوا يظنون أنك ذهبت

ولن تعود

من يستطيع حذف ميدان محترق

من جغرافيا مدينة؟

***

هووووره

ثلاث حالات طلاق

من أربع حالات زواج

هذا ما حظينا به

في زمن الاحتلال

النساء في الطرقات

يرتدين السواد على السواد

والرجال يبحثون في المزابل عن طعام

هوووووره!

***

خواتميون

متخمون حدّ الموت بالسكتة المالية

يلبسون الخواتم ويفركون جباههم بالباذنجان

جياع

جياع

كلللللوش!

لا أحد يفكر بالاحتلال

لأن الكهرباء مقطوعة

والمياه ملوثة

والبيوت منكوشة

والزبال

الزبال كالجبال

عاش الاحتلال!

حالة زواج واحدة هاجرت إلى البرتغال

ثمة ملاعب كرة هناك

كثيرة

 

رياض الأسدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم