صحيفة المثقف

التربية النفسية..

لا شك ان البيئة التي ينشأ بها الفرد لها تأثير مهم ومباشر في تكوين شخصيته وعلاماته النفسية .. والمعلم او المدرس يكون جزء من هذه البيئة، وبما اننا مجتمع لا يعطي اهتماما للاثار النفسية المترتبة على كل مامر بنا.. لذلك نبقى محملين بتأثيرات المشاعر البدائية وتعقيدات حياتنا وعلاقاتنا.. حتى وتصبح اعراضا.

هنا يصبح من المفترض ان نفهم المتراكم في شخصية المعلم او المدرس من هذه الاثار النفسية لكي نعرف طريقة تعامله مع الطلاب وماتعكسه هذه المعاملة في نفوسهم..

لا يوجد بيننا من لا تحمل ذاكرته اسم معلمه او معلمته الاولى وما زرعت في نفسه من محبة او جمال او ارادة وحب للتعلم او العكس. وقد تحمل ذاكرتنا من المراحل الدراسية الاولى ذكريات عن معلمينا والمدرسة اكثر من المنزل والاهل.. كونها بيئة جديدة واجواء مختلفة فيكون كل شيء فيها ملفت ويترسخ في عقولنا.. يكون كلام المعلم الاول مقدس لدى الطالب وتصرفاته لايمكن تخطئتها... وحتى في مراحل دراسية متقدمه نجد استاذ مثلا يكون محبب من الجميع وعلاقاته جميلة مع جميع الطلاب ونجد العكس مع الاسف من اتخذ مكانه كمدرس او معلم فرصة ومنفذ لتفريغ كل عقده النفسية التي كان قد تلقاها من المنزل او حتى المدرسة.. فلو كان بالامكان ادخال علم النفس كمادة تدرس ضمن المناهج الدراسية وبشكل جاد بحيث يتعرف الطالب على المعوقات التي تؤثر بالشخصية وتمنع تقدمها وعلى طرق التعامل الصحيح والتقويم الناجح خلال الحديث او التعامل مع الغير الى ان تتركز في اذهان الطلاب وعلى مراحل دراسته من البداية حتى تخرجه بتسلسل المواد النفسية وتفصيلاتها.. الناتج يكون لدينا جيل واعي وصحيح يفهم عقده النفسية ويحاول معالجتها بنفسه.. ولا يعكسها على المجتمع لانها تكون قد ظهرت على السطح وصار من السهل تشخيصها..

او قد يكون هناك حلول بجعل المعلم نفسه يدرس المواد على مراحل بدورات تدريبية لكي يعرف مدى تأثير تصرفاته التي قد يراها عابرة وغير مؤثرة على نفسية الطالب..

ولاني اعتقد بل اجزم ان التربيةالنفسية مهمة جدا ويجب التركيز عليها فكثير من الطلاب بسبب ضعف استيعابهم قد تحولهم طريقة تعامل غير محببة من معلم او مدرس الى شخص سلبي عدواني يكره كل المجتمع ويعادي كل من حوله لعدم احتواءه وتقبله وهو طفل من مكان كان قد اعتبره ملاذ آمن قد يثبت فيه نفسه تدريجيا.. فمع الاسف الشديد الكثير من التدريسيين يعاملون الطالب الغير متفوق او الطفل الكثير الحركة كعدوا من التجارب الاولى ويحملونه اكثر من طاقته وهذا شيء خطير جدا لاندرك خطورته الا بعد وجود ادلة وقصص وقد نكون عايشنا البعض منها خلال سنين دراستنا.. لذلك اتمنى ان تكون هناك تجارب جادة بعلاج هذه الامور لانها تقع ضمن خطوات تحقيق مجتمع آمن ومستقبل جميل لهذا البلد.

هناء عبد الكريم عبد الحسين

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم