صحيفة المثقف

لا أنتخب من لا ينتخبني

haidar jasimalmashkurانتخبك سلطة عليا وقانون عدل وكفاءة علمية ونزاهة خلق، على ان تنتخبني شعبا حرا كريما آمنا منعماً بخيرات بلده..

على الا أقف في طوابير الانتظار على شهادة ميلادي ومصداق عراقيتي وأوراق حريتي وقسيمة قوتي ثبوتياتي الأربعة، وبعد كل تشابه اسم معي ارجع بالطابور من جديد.

لا أريد ان يرمقني المعلم والمدرس وزمرة من الطلاب على أنهم أبناء الذوات ونحن أبناء (البايرة).. مازالت النظرة التعليمية الحديثة نظرة دونية تعتمد المظاهر دون المخابر.

لا أريد ان ينهرني طبيب الأسنان عن باب عيادته لأني لا املك أجور عملية التحشية فيرشدني الى اقرب عطار ينصحني بزيت القرنفل ودهن (البريك).

لا أريد لأبني ان يتصدق عليّ وهو لم يبلغ الرشد بعد، تاركاً دراسته ضاربا في البحث وراء لقمة العيش الشريف. ان بقى للشرف في عرف الساسة من باقية.

لا أريد ان أكون أجير عمل يعبث في المساطر والفلكات بلا عمل يقضي يومه بحكاوي العاطلين بين مقت المرتاحين (الفايخين) واستغلال أرباب العمل المبطلين.

لا أريد ان أعود لأطفالي خالي الوفاض فهم ينظرون للكيس قبل الأنيس.. وقد أكون أباً عاقا مدعٍ للتدين، مازلت لا أؤمن بشرائع الأحزاب، ففي نظر العالم، هم أساس العمل وأسباب الرزق ودكاكينهم عامرة، والبيع بالمجان شعارات زائفة ووعود كاذبة وتسويف وتجديف.. ولربما أحظى منهم اقل ما يمكن ان أحظى به شمولي بسجل المساعدات والصداقات بعنوان (عراقي فاقد المؤهلات) ان وجدت مثل هذه المساهمات، ولم تُسيس وفق مشاريع خاصة.

لا أريد ان يقف ابني المتخرج تحت رحمة حزب ما رجاء التوظيف، شهادته والعدم سواء، ففرص العمل في بلدي بين مقصلة صندوق النقد الدولي الذي يحارب التعيينات حرصا منه على ميزانية الدولة، وبين فأس المسؤول المرتشي المعني بالمحسوبية والمنسوبية.

لا أريد ان يقف عليّ جابي الماء والكهرباء يطالبني بأجور الخصخصة وأنا لا املك قوت يومي.

لا اريد النظر الى اكثر من ربع المجتمع وهو ينشأ ويترعرع في العشوائيات وهو مسلوب نعمة السكن في بلد اكثر من ثلثي مساحته خال.

لا اريد ان يكون المسؤول مثل شركة الاتصالات ما زلت بحاجتها تساوم بك حد التلاعب والاستغلال.

ما زال هناك من يقرر مصيري بدلا مني، فما الفرق بيني وبين المسجى للموت، هذا ينتظر رحمة ربه، وانا محاصر بغضب الرب.. فلا اظني سأنتخب أحداً يمثلني واحمل أزره وأزر ما عمل به، الا اذا كان اهلاً لهذا التمثيل بعيدا عن الشعارات الضيقة، والوعود البراقة التي لا تمطر وعن كل المسميات الأخرى التي سرعان ما تزول عند أول مكسب ومغنم برلماني يرتضيه رئيس الكتلة بمحبة.

 

حيدر جاسم المشكور / العراق

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم