صحيفة المثقف

مصطفى الشيخ: المرأة هي القصيدة الأنيقة الأزلية في طقوسي

37 مصطفى الشيخينحدر الشاعر مصطفى الشيخ من إحدى مدن ديالى التي عرفت بنسيجها الاجتماعي المتكامل على مدى التاريخ، انها (جلولاء) مدينة التعايش والإخاء ذات الطبع الاجتماعي والثقافي،

حاصل على شهادة البكالوريوس في كلية الآداب/ قسم الترجمة الإنجليزية، ساهم في ترجمة العديد من النصوص إلى لغة الأم وإلى الأجنبية.

نشرت له العديد من الصحف المحلية والدولية والمواقع الإلكترونية نصوصه الشعرية الرائعة التي خاطبت الوطن الذي يصفه بالحبيبة في أغلب الاحيان، ومواضيع أخرى.

فاز بالمرتبة الأولى مرتين، و المرتبتان الثانية والثالثة أكثر من مرة، في عدة مسابقات شعرية داخل و خارج العراق، كما وحصل على جائزة (وسام الإبداع) من مجلة حروف من الياسمين، شارك بقصيدتين (صدى الفصول) المشترك/ الأصدار الثالث، الذي ضمّ نخبةً من الشعراء العراقيين والعرب و (كتيبةُ القناديل) الذي يصف فيه المرأة في جنوب لبنان وقد ضمّ الديوان خيرة شعراء والعالم العربي، وصدر له ديوان (خيامٌ وَ بيتزا ) وآخر (طاووس الدهليز الأحمر) قيد الطبع.

* متى بدأ ولعك في الشعر؟ وبمن تأثرت من الشعراء؟

** بدأ ولعي بالشِّعر مذُ رؤيتي لأوّل جائع وأسمر مشرّد في هذا البلد المغضوب عليهِ قبل ولادتهِ بألف قصيدة.

لَمْ أتأثر كثيراً بشعراء العصر وخاصةً الذين تجرعتُ معهم سمَّ القافيةْ.

* القصيدة الأولى لها احساس جميل وصدق عاطفي، لمن كتبت أولى قصائدك؟ ماهو الشعور الذي صدفك؟

** نسجتُ أولى رصاصاتي لمعشوقتي (سولي) وَالشُّعور الذي صادفني إنّني سُّلطان وَكُلّ مابقربي زواحفٌ وَعدَمْ.

* أي الأشياء تجبر الشاعر على كتابة القصيدة؟

* أكتبُ حين يعثر الطفل أمامي أوْ أرى أشلاء لجُثث مسافرة في سماء مدينتي (جلولاءْ).. أنقشُّ قصائدي لأمّي وَلأرضي وَلمحبوبتي وَلكُلِّ نخلةٍ مقنوصةٍ في ليلةّ زنجيّة.

*من أين يستمد الشاعر أفكار قصيدته؟ وهل للبيئة اثر على نتاج الشاعر؟

* أستمدُّ أفكاري بأفكاري وأنضِّد مخّي بمخّي.

نعم لاشك للبيئة دور ضخم وعملاق على أي شاعر في عصرهِ.. أنا من عائلة فضّل الرب عليها بالعلم والمعرفة والحكمة والدين.. جد أبي مفتي ديارهِ وامام وخطيب (ملاّ جاسم) وكذلك جدّي وأبي حالياً.. أما أنا يا هذا انزلقتُ مِنْ كُلِّ الخطوط المتوازية والمستقيمة وأبحرت في القصيدة المتشظية والبوهيميّة والسرياليّة كما يقولون النُّقادْ..

أنا من شمال العراق ولهذهِ الجغراقية سحرٌ عجيب وإنعكاسٌ ليزري عليَّ وَعلى حرفي الهارب من حقل المألوف الثائر دائماً بوجه الظلم والطغيانْ.

* ماهي المعوقات التي تواجهك أثناء كتابة القصيدة؟ ومتى تبرز سمات الشاعر؟

** ليست هناك معوقات مازالت (العبوة) تفطرُ علينا في كُلِّ صباحٍ ذبيح أوْ مساءٍ قتيلْ..

تبرزُ سمات الشَّاعر حين يكونُ صادقاً مع قصيدتهِ وروحهِ وَهذا أكثر ما يقلقني ويؤسفني وبل يمزقني في أكثر وَأغلب شعراء عصر البيتزا والفيسبوكْ.

* ماهي أبرز القضايا التي تتناولها في قصائدك؟ وما هو السر الذي تضعه في نص "رباط اوباما"؟

** أبرز القضايا الساخنة التي أتناولها هي قضية وطني المسلوب المكبّل من الداخل والخارج وكيف أبصقُ بوجه البرلمان ومتى أبولُ على قبتهِ الكاذبة المقرفسة على لُقمةِ المساكينْ..

السِّر واضح وَمكشوف في نص "ربطة أوباما" هو السخرية والتقليل من مكانتهِ وشأنهِ حين أجرهُ من ربطتهِ إذْ أعتبرهُ (جحشاً) لاْ أكثر.. لأنَّ لهُ نَفَسْ وَيد ماحصل من خراب في بلادي.

* هل الشاعر ملزم بأن يكون بين الأحداث الدائرة حوله؟ وكيف تبرز حسيّة القصيدة في هكذا أحداث؟

** نعم وهذا من الضروري كي تُثقفهُ وتغنيه بما يحدث ويحصل لهُ وعليهِ حتّى يعي ويحسنُ الكتابة وترجمتها عبرَ قصيدة..

تبرز حسِّيَّة القصيدة في ظل هكذا أحداث على مدى تأثر صاحبها وَنقاء مشاعرهِ كإنسان أولاً ومن ثمَّ كمواطن ثانياً.

* المرأة أحد طقوس كتابة القصيدة لدى الكثير من الشعراء؟ هل انت من هولاء الشعراء؟ وماذا تعني لك المرأة كإنسان أولاً، و كشاعر ثانياً؟

** نعم. المرأة هي القصيدة الأنيقة الأزلية في طقوسي وطقوس الأولياء ومن يدّعي أنَّهُ نرجسي ومتكبر أمام النَّهد الشامخ أخبرهُ بأنَّ (مصطفى الشيخ) يقول هو مُسيلمة العصر.

المرأة تعني لي الجناح الأيمن كإنسان وَالنَّبض الأبيض كشاعرْ.

* ماذا تعني لك هذه الكلمات (الأيام، الشتاء، الغربة، الوطن، المكتبة)؟

** الأيام: هي كُرّاسة تَحتفظُ بكُلِّ قبلةٍ طبعتُها على رؤوس الأيتام وُكُلّ حذاء عتيق رميتُ بهِ ساسة العراق المشنوق على بوابة شاعرنا العظيم أبي الطّيب المتنبي وشعرتُ بالضوء.

الشتاء: أُنْثى سمراءْ ترسمُ لي _ ليلاً رتيباً، كأساً محموماً بالفودكا، فُنجاناً بيزنطيَّاً، شمعة حمراءْ وحَلمة دافئة مستديرة.

الغربة: دهليز يدفعُ بي لكتابة قصيدة بالدّمِ المائل هي الوطنْ.

الوطن: الملاذ الأوحدْ وَبيت مقدس لأنّني أولدُ فيهِ حتّى أموت وَلا أحدَ يتجرأ إخراجي منه.. إنْ كانَ وطناً يحترم أهلهُ وشعبهْ..

المكتبة: هي التراث اليومي والبروتين الروحي بالنسبة لي وَأنا من بيت يهتم بشراء كتاب أكثر مما يهتم بشراء الديك الرومي.. وَمكتبة أبّي المكسور اليراع خير سيمياء على ذلك.

 

عمر الصالح - كاتب صحفي مستقل

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم